رئيس التحرير
عصام كامل

هل الإخوان أعداء لمصر؟


العدو: هو مصطلح نسبى يستخدم لوصف كينونة تمثل خطراً أو تتصف بأفكار مضادة، فكلمة العدو تمثل نموذجاً خاصاً "للآخر"، فكل عدو هو "آخر" لكن ليس كل "آخر" هو عدو.. فأهم صفة تميز العدو من غيره أنه يشكل تهديداً لكيان الشخص وهذا التهديد فكرى أو مادى أو معنوى...

يتميز أهل الشرق بأنهم شعوب عاطفية مملوءة بالدفء وتربطهم علاقات اجتماعية متشابكة، وفى أحيان كثيرة يصعب عليهم تحديد العدو من الصديق.. ربما يكتفون بكلمات وتصريحات "الآخر" وهو مقياس غير حقيقى لصدق الشخص ذاته وليس مقياس صادق على الحب والكراهية، وما ينطبق على الأفراد ينطبق على الجماعات أيضا... فمثلا شعار الإخوان المسلمين فى الانتخابات (نحمل الخير لمصر).. هل حملوا الخير؟..هل هم أعداء أم أصدقاء ...؟ فعلى أرض الواقع نبحث عن إجابة لسؤال يدور بأذهاننا جميعاً وهو: هل جماعة الإخوان عدوة لمصر؟..
بقليل من البحث سنجد أعمال الإخوان من أرض الواقع:
أولا: تهديد كيان مصر من خلال أفكارهم عن الخلافة واجترارها لتاريخ مظلم عفى عليه الزمن وسعى دويلة قطر لتحول مصر لكويكب يسير تحت إمرة قطر.
ثانيا: تهديد كيان دولة المؤسسات وتحطيم قيمها الراسخة منذ عهود سبقت.. فأصبح القاتل والإرهابى أعضاء فى مجلس الشورى بل أضيف لهم التشريع أيضا فى محاولاتهم المكشوفة للقضاء على وزارات سيادية فى مصر.
ثالثا: تحطيم دولة القانون بإعلانات دستورية محصنة من القضاء وتعيين نائب عام على هوى الجماعة وضرب المحكمة الدستورية وإقصاء ثمانية من أعضائها بدستور معيب... وإجبار وزارة الداخلية على عدم التعرض للبلطجية أمام المحكمة الدستورية لمنعهم من تأدية أعمالهم.
رابعا: تحطيم وزارة الداخلية والروح المعنوية لرجالها بتصريحات من قصر الاتحادية بعدم التعرض للبلطجية والإرهابيين أتباع حازم أبوإسماعيل بل إقالة وزير الداخلية بعد إلقاء القبض على أربعة من أتباع ابن الأمريكية وتحطيم معنويات الوزارة ضباط صف وضباط وجنود بعد السب العلنى من حازم أبوإسماعيل للوزير وأعضاء الوزارة.
خامسا: تهميش دور وزارة الخارجية المصرية وتقلد السيد عصام الحداد الرجل الخفى القوى فى الإخوان للعلاقات الخارجية والملفات الهامة للقضاء على مفهوم الخارجية المصرية التى أخرجت السيد بطرس غالى عميد الدبلوماسيين الذى أنَّت منه وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت.
سادسا: تحطيم تاريخ القوات المسلحة المصرية هذا التاريخ التى سطره جنودنا البواسل فى حرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر فأصبح جنود مصر البواسل محل تهديد من عدد من الإرهابيين فقتلوا 16 جنديا مصريا فى شهر رمضان بل قُتِلْوا وإفطارهم فى أفواههم... ووعد وزير الدفاع ورئيس الأركان بالقصاص... ثم أمر العياط الجيش بإيقاف عملية نسر وعادت القوات المسلحة تجر أذيالها وضاع دم شهداء مصر لأن القتلة من عشيرة مرسى، وتم الخروج الآمن لطنطاوى وعنان لتحصد الجماعة مكاسب سياسية على الأراضى المصرية بدماء شهداء رفح الأطهار.
سابعا: تحطيم الاقتصاد المصرى، ففى يناير 2012 كانت موارد الدولة من الدولار 36 مليارا علاوة على 10 مليارات تحت بند خدمة الدين الخارجى فقدت مصر ما لديها، وخلال شهر فبراير ومارس ستصبح غير قادرة على سداد رواتب 6 ملايين موظف...
ثامنا: القضاء على وزارة الاقتصاد، فأصبح مكتب الإرشاد أو نائب الرئيس خيرت الشاطر هو الوزير المسئول عن اقتصاد مصر وأُسند إليه الملف الاقتصادى لصناعة أحمد عز جديد فى حكومة الإخوان... مع فارق أن أحمد عز احتكر الحديد فقط أما الشاطر فاحتكر اقتصاد مصر عامة وخاصة الأغذية والصناعات والخدمات... ودفع العديد من الشركات للإفلاس أو البيع من خلال صفقات غير شريفة مع عدد من قياداته العمالية.
تاسعا: أخونة التعليم من خلال تعيين اثنين وعشرين من المستشارين المقربين للقيادات الإخوانية وأعضاء الجماعة للعمل كمستشارين فى التعليم لتغيير المناهج لإخراج أجيال جديدة إخوانية الهوى والميول.
بالطبع هذه الأدلة تؤكد أن أفعال الإخوان تهديد صريح لكينونة الدولة وما حدث فى الاتحادية من تعذيب المتظاهرين سلمياً وتحويل قصر الاتحادية إلى مقر للتعذيب... يؤكد أن هوية الدولة مهددة وشمل التهديد مادى ومعنوى وأصبحت آمال المصريين فى شعاع نور يقودهم للمستقبل قد تبخر...
بعد هذا السرد بالطبع لا نحتاج لمزيد من البحث للإجابة على سؤال هام هل الإخوان أعداء لمصر؟



Medhat00_klada@hotmail.com
الجريدة الرسمية