رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب سرور.. 89 عامًا على ميلاد الشاعر الثوري سليط اللسان

الشاعر نجيب سرور
الشاعر نجيب سرور
في ألفاظك اعرف نفسك .. الألفاظ  لها ميزان ، ثمة لفظ قد يكسبك العالم  وتخسر نفسك، ولفظ قد يفقدك العالم .. لكن تكسب نفسك.. زن الفاظك تعرق نفسك .. هذه كلمات الشاعر نجيب سرور ــ ولد فى مثل هذا اليوم 1932 بقرية اخطاب محافظة الدقهلية - عرف بشاعر العقل والشاعر الثوري سليط اللسان.


هو شاعر وناقد اقتحم عالم المسرح مؤلفا ومخرجا، وكانت له اتجاهاته السياسية التي ظهرت جليا فى أعماله بعد أن شاهد بعينيه إهانة الإقطاعى فى قريته لوالده أمام عينيه فكان هذا الموقف بمثابة البذرة الثورية داخل  "نجيب سرور". 

وظلت هذه البذرة تترعرع بداخله حتى تأثر بالأحداث التي مرت بحياته، وصاغها بشكل فني فى كلمات قصائده فكتب أول قصائده بعنوان "الحذاء" ونشرها بمجلة الرسالة .

شاعر البذاءة 
عرف أيضا بشاعر البذاءة بسبب كلمات أشعاره حتى أنه وضع ديوانا كاملا يحمل عنوانا إباحيا. بعد أن رأي سرور الظلم منذ طفولته، ورأي الإقطاعيين يتحكمون في مصائر الفقراء، تهيأ للنضال، ولإدراكه أهمية عالم المسرح في النضال من أجل تحقيق الحرية والعدل، ترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق قبل التخرج بقليل والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل منه على الدبلوم في عام 1956.

ياسين وبهية
سافر سرور في بعثة إلى الاتحاد السوفيتي السابق، ومع عودته إلى مصر عام 1964 بدأت حياته الفنية والأدبية والسياسية التي استمرت قرابة الأربعة عشر عاما حتى وفاته، وكتب وقدم المسرحيات والنصوص الدرامية، استهلها في عام 1965 بعمل مسرحي من إخراج كرم مطاوع بعنوان  "ياسين وبهية " بطولة محسنة توفيق.

تألق مسرحى 
كتب مسرحية "يا بهية وخبريني " عام 1967، ثم  مسرحيته "آلو يا مصر" وهي مسرحية نثرية عام 1968 والنص المسرحى "ميرامار" وهي دراما نثرية مقتبسة عن رواية نجيب محفوظ  التى أخرجها بنفسه عام 1968 .

الكلمات المتقاطعة 
استمر تألق نجم نجيب سرور مع هذه الأعمال التي نشرت معظمها في كتب، وفي عام 1969 وقدم نجيب سرور من تأليفه وإخراجه المسرحية النثرية  (الكلمات المتقاطعة) التي تحولت فيما بعد إلى عمل تليفزيوني أخرجه جلال الشرقاوي ثم أعاد إخراجها للمسرح شاكر عبد اللطيف بعد عشر سنوات واستمر تألق هذا العمل الفني حتى عام 1996.

منين اجيب ناس 
من المسرحيات التى قدمها بعد ذلك :الحكم بعد المداولة ، البيرق الابيض، ملك الشحاتين وهى كوميديا غنائية من اخراج جلال الشرقاوى. 

فى عام1971 أطلق ديوانه من نوع الكوميديا السوداء بعنوان "الذباب الأزرق" وفى عام 1974 أصدر مسرحيته الشعرية الشهيرة "منين أجيب ناس يا ناس لمعناة الكلام يتلوه " وأعقبها مسرحية "النجمة أم دبل" التى عرضتا على مسرح الدولة .

النهاية بمستشفى المجانين 
واجه سرور طيلة السبعينيات الاضطهاد بكل أشكاله وبسبب أفكاره الشيوعية طرد من التدريس فى المعهد وأصبح لا دخل ولا وظيفة فكتب قصائد ساخنة انتقد فيها الانفتاح وحكم السادات وحكم عليه بالجنون وانتهى به المطاف إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، وكتب قصائد متعددة بلغة إباحية فى شكل رباعيات ضد الكذب والنفاق والتفاهة والظلم والقيود وأصيب بإحباط نفسى وإفلاس مادى، وكان قد كتب فى المستشفى قصائد بروتوكولات حكماء ريش ورحل عام 1978 .

وكانت آخر كتاباته عام 1978 وهما ديوانان الطوفان الكبير وفارس آخر زمن ولم ينشرا إلا بعد وفاته بعام واحد. 
الجريدة الرسمية