ما بعد وقف إطلاق النار.. بايدن.. هبوط اضطراري.. العرابي: نوايا سيئة تحاصر غزة.. هاشم: الحرب قد تتجدد قريبا
مع الساعات الأولى من يوم الجمعة قبل الماضية، وضعت الحرب أوزارها، ودخل وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال وبين المقاومة الفلسطينية حيز التنفيذ بعد 11 يومًا من التصعيد المتبادل، الذي أظهر تطورًا في الآلة العسكرية الفلسطينية، في مقابل كسر أنف الكيان الصهيوني وإظهار عجزه وضعفه وقلة حيلته وهوانه على الفلسطينيين والاستسلام لوقف الحرب.
الدور المصري
الدور المصري كان حاضرًا وفاعلًا ومؤثرًا في الأحداث الأخيرة، وعكس تعاظم الدور الإقليمي للقاهرة، وأظهر استمرار الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين في ظل موجات التطبيع العربي المجاني مع الكيان الصهيوني.
هتاف المقدسيين باسم مصر ورفع الأعلام المصرية فور وقف إطلاق النار أظهرا مكانة مصر رئيسًا وشعبًا في نفوسهم واعترافًا ضمنيًا بدورها في التدخل المباشر ووقف إطلاق النار، تزامنًا مع الإعلان عن تقديم 500 مليون دولار دعمًا مباشرًا وغير مباشر، فضلًا عن معونات أخرى قدمتها جهات مصرية رسمية وغير رسمية.
"فيتو".. بدورها تطرح على هامش التطورات الأخيرة حزمة من التساؤلات المشروعة والمنطقية: ماذا بعد وقف إطلاق النار؟ وهل يستمر طويلا أو تعمد دولة الكيان خرقه مجددًا؟ متى تتوحد الفصائل الفلسطينية؟ هل عادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة بعد محاولات وأدها؟
هل تعتزم الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن التخلي عن الفلسطينيين؟وغيرها من التساؤلات التي تتطلب إجابة واضحة من المراقبين والمتابعين والدبلوماسيين والخبراء الإستراتيجيين..
هبوط بايدن
ويعتقد دبلوماسيون ومراقبون أن السقوط الأمريكي في التعامل مع الأحداث الأخيرة في غزة كان مدويًا وكاشفًا للوجه القبيح للسياسة الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن، كما أجمعوا على أنه لا حل للقضية للفلسطينية قبل توحيد الفصائل واجتماعها على كلمة واحدة وإخلاص النوايا، فضلا عن إرادة صادقة من المجتمع الدولي لنصرة الفلسطينيين.
السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق والرئيس السابق للجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب قال: لا يستطيع أحد وضع تصور واضح للقضية الفلسطينية بعد هذه الأحداث المتتالية، لافتا إلى أن هناك قوة معينة مؤثرة إذا رأت الأحداث ضرورية لبداية عملية سياسية جادة من الممكن الاعتماد عليها فى الفترة المقبلة.
غياب الإرادة الدولية
وأضاف وزير الخارجية الأسبق: لا أرى إرادة واضحة من المجتمع الدولى لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطينى، ومن الصعب أن ننطلق من الأحداث الأخيرة ووقف إطلاق النار ونضع من خلالها تصورًا دقيقًا لمستقبل القضية الفلسطينية، خاصة أن هناك تداخلات إقليمية تحاول أن تسخر القضية الفلسطينية لمصالحها الشخصية.
الوزير الأسبق أردف: القضية الفلسطينية مكبلة دائما بأهواء وأفكار قد لا تكون فى صالح الشعب الفلسطينى نفسه، موضحا أن الفترة المقبلة ستكون هناك محاولات لقوى إقليمية كثيرة لكى تستفيد من المشهد وتتدخل لمصالحها الشخصية، وعندما تتخذ القضية الفلسطينية من هذه الأهواء التى ليس لها أهداف وطنية خالصة للشعب الفلسطينى فهو أمر ليس جيدا على الإطلاق.
وأشار وزير الخارجية الأسبق، إلى أنه من الممكن أن يكون هناك تقدم فى القضية الفلسطينية عندما يكون الطرف الآخر، وهو إسرائيل، يعلم أن استمرار الوضع الحالى وهو ليس فى مصالحهم مع عوامل قوى دولية كبرى تتمثل فى أمريكا وقوى إقليمية، تاركة أيضا مصالحها، وأيضا إرادة إسرائيلية تقتنع أن السلام هو الحل.
وأن حقوق الشعب الفلسطينى أيضا هى الحل، وهى حدود ما قبل ٦٧، لكننا فى الوقت الحالى لا نستطيع استنتاج ما سيحدث، ونظرا لأن وقف إطلاق النار ليس نهاية المطاف، مشيرا إلى أن دور مصر فى القضية نشط للغاية، خاصة أن مصر تمتلك قوة التأثير على جميع الأطراف.
وأشار العرابى: إذا تحققت الأمور السابقة ففى هذه الحالة نكون أمام بداية استنتاج، وتكون الأمور واضحة، موضحا أن الحكومة المقبلة فى إسرائيل ستكون متطرفة، وشكل العداء بين فلسطينيي ٤٨ والمستوطنين يشكل عدم استقرار أيضا.
نوايا سيئة
ومن جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن الدور الذى قامت بها أمريكا حاليا فى القضية الفلسطينية محدود، وأشبه بدور الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، لافتا إلى أن الرئيس الحالى جو بايدن ليس بكياسة أوباما، خاصة أن أوباما كان الأفضل عندما أدان الاستيطان الإسرائيلى فى عام ٢٠١٦، وندد أيضا بالاستيطان وعدم شرعيته.
وأضاف هاشم ربيع: الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن أيضا ليس الرئيس السابق دونالد ترامب الذى اعترف بالقدس والجولان لإسرائيل، موضحا أن الدور المصرى فى القضية الفلسطينية أثبت نجاحه، والطرفان الفلسطينى والإسرائيلى أعطيا للدور المصرى أهمية، ونجح الميراث التاريخى للدور المصرى فى هذا الأمر، مشيرا إلى أنه منذ عهد مبارك وعمر سليمان والدور المصرى يعلم الشخصيات وأساليب التفاوض معهم من الجانبين، وما زال الموضوع التاريخى جزءًا من السبب فى هذا الأمر.
وتابع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: لا أعتقد أن وقف إطلاق النار سيستمر على مدار الوقت، وأعتقد إلى أنه يعود بعد ٣ أو ٤ سنوات مرة أخرى ما لم تصل الأطراف إلى حل نهائى، وهذا الحل يحتاج إلى أمور أخرى، خاصة أنه لا توجد جدية وسلامة نوايا لدى الأطراف، موضحا أن الطرف الفلسطينى ليس لديه مصالحة داخلية.
وكلما كانت الأمور متوفرة للمصالحة عادوا مرة أخرى لنقطة البداية، بالتالى لا تستطيع الدخول، والقوى الداخلية مشتتة، ولا بد للقوى الفلسطينية أن تتصالح أولًا.
وأشار عمرو هاشم ربيع: الطرف الثانى، وهو الإسرائيلى، تيار اليمين هو المسيطر هناك منذ ٢٠ عامًا، وهو يميل للتطرف، وهو ليس فى صالحنا، مشيرًا إلى أنه حدثت مرة واحدة فى كامب ديفيد عندما كان الليكود هو المسيطر حينها.
والرئيس الأمريكى جيمى كارتر ضغط على الليكود حينها ضغطًا كبيرًا، موضحًا أن كل شيء من الممكن عودته مرة أخرى، خاصة أن الصليبيين سيطروا على القدس ٢٠٠ عام، والأمر عاد مرة أخرى وحررها صلاح الدين الأيوبى، فالأمر يحتاج إلى أرضية، وأيضا التطبيع يؤثر على القضية الفلسطينية، ولا توجد أوراق ضغط، قاموا بسلام مقابل سلام، وليس سلاما مقابل أرض كما كنا نحتاج.
نقلًا عن العدد الورقي...
الدور المصري
الدور المصري كان حاضرًا وفاعلًا ومؤثرًا في الأحداث الأخيرة، وعكس تعاظم الدور الإقليمي للقاهرة، وأظهر استمرار الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين في ظل موجات التطبيع العربي المجاني مع الكيان الصهيوني.
هتاف المقدسيين باسم مصر ورفع الأعلام المصرية فور وقف إطلاق النار أظهرا مكانة مصر رئيسًا وشعبًا في نفوسهم واعترافًا ضمنيًا بدورها في التدخل المباشر ووقف إطلاق النار، تزامنًا مع الإعلان عن تقديم 500 مليون دولار دعمًا مباشرًا وغير مباشر، فضلًا عن معونات أخرى قدمتها جهات مصرية رسمية وغير رسمية.
"فيتو".. بدورها تطرح على هامش التطورات الأخيرة حزمة من التساؤلات المشروعة والمنطقية: ماذا بعد وقف إطلاق النار؟ وهل يستمر طويلا أو تعمد دولة الكيان خرقه مجددًا؟ متى تتوحد الفصائل الفلسطينية؟ هل عادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة بعد محاولات وأدها؟
هل تعتزم الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن التخلي عن الفلسطينيين؟وغيرها من التساؤلات التي تتطلب إجابة واضحة من المراقبين والمتابعين والدبلوماسيين والخبراء الإستراتيجيين..
هبوط بايدن
ويعتقد دبلوماسيون ومراقبون أن السقوط الأمريكي في التعامل مع الأحداث الأخيرة في غزة كان مدويًا وكاشفًا للوجه القبيح للسياسة الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن، كما أجمعوا على أنه لا حل للقضية للفلسطينية قبل توحيد الفصائل واجتماعها على كلمة واحدة وإخلاص النوايا، فضلا عن إرادة صادقة من المجتمع الدولي لنصرة الفلسطينيين.
السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق والرئيس السابق للجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب قال: لا يستطيع أحد وضع تصور واضح للقضية الفلسطينية بعد هذه الأحداث المتتالية، لافتا إلى أن هناك قوة معينة مؤثرة إذا رأت الأحداث ضرورية لبداية عملية سياسية جادة من الممكن الاعتماد عليها فى الفترة المقبلة.
غياب الإرادة الدولية
وأضاف وزير الخارجية الأسبق: لا أرى إرادة واضحة من المجتمع الدولى لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطينى، ومن الصعب أن ننطلق من الأحداث الأخيرة ووقف إطلاق النار ونضع من خلالها تصورًا دقيقًا لمستقبل القضية الفلسطينية، خاصة أن هناك تداخلات إقليمية تحاول أن تسخر القضية الفلسطينية لمصالحها الشخصية.
الوزير الأسبق أردف: القضية الفلسطينية مكبلة دائما بأهواء وأفكار قد لا تكون فى صالح الشعب الفلسطينى نفسه، موضحا أن الفترة المقبلة ستكون هناك محاولات لقوى إقليمية كثيرة لكى تستفيد من المشهد وتتدخل لمصالحها الشخصية، وعندما تتخذ القضية الفلسطينية من هذه الأهواء التى ليس لها أهداف وطنية خالصة للشعب الفلسطينى فهو أمر ليس جيدا على الإطلاق.
وأشار وزير الخارجية الأسبق، إلى أنه من الممكن أن يكون هناك تقدم فى القضية الفلسطينية عندما يكون الطرف الآخر، وهو إسرائيل، يعلم أن استمرار الوضع الحالى وهو ليس فى مصالحهم مع عوامل قوى دولية كبرى تتمثل فى أمريكا وقوى إقليمية، تاركة أيضا مصالحها، وأيضا إرادة إسرائيلية تقتنع أن السلام هو الحل.
وأن حقوق الشعب الفلسطينى أيضا هى الحل، وهى حدود ما قبل ٦٧، لكننا فى الوقت الحالى لا نستطيع استنتاج ما سيحدث، ونظرا لأن وقف إطلاق النار ليس نهاية المطاف، مشيرا إلى أن دور مصر فى القضية نشط للغاية، خاصة أن مصر تمتلك قوة التأثير على جميع الأطراف.
وأشار العرابى: إذا تحققت الأمور السابقة ففى هذه الحالة نكون أمام بداية استنتاج، وتكون الأمور واضحة، موضحا أن الحكومة المقبلة فى إسرائيل ستكون متطرفة، وشكل العداء بين فلسطينيي ٤٨ والمستوطنين يشكل عدم استقرار أيضا.
نوايا سيئة
ومن جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن الدور الذى قامت بها أمريكا حاليا فى القضية الفلسطينية محدود، وأشبه بدور الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، لافتا إلى أن الرئيس الحالى جو بايدن ليس بكياسة أوباما، خاصة أن أوباما كان الأفضل عندما أدان الاستيطان الإسرائيلى فى عام ٢٠١٦، وندد أيضا بالاستيطان وعدم شرعيته.
وأضاف هاشم ربيع: الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن أيضا ليس الرئيس السابق دونالد ترامب الذى اعترف بالقدس والجولان لإسرائيل، موضحا أن الدور المصرى فى القضية الفلسطينية أثبت نجاحه، والطرفان الفلسطينى والإسرائيلى أعطيا للدور المصرى أهمية، ونجح الميراث التاريخى للدور المصرى فى هذا الأمر، مشيرا إلى أنه منذ عهد مبارك وعمر سليمان والدور المصرى يعلم الشخصيات وأساليب التفاوض معهم من الجانبين، وما زال الموضوع التاريخى جزءًا من السبب فى هذا الأمر.
وتابع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: لا أعتقد أن وقف إطلاق النار سيستمر على مدار الوقت، وأعتقد إلى أنه يعود بعد ٣ أو ٤ سنوات مرة أخرى ما لم تصل الأطراف إلى حل نهائى، وهذا الحل يحتاج إلى أمور أخرى، خاصة أنه لا توجد جدية وسلامة نوايا لدى الأطراف، موضحا أن الطرف الفلسطينى ليس لديه مصالحة داخلية.
وكلما كانت الأمور متوفرة للمصالحة عادوا مرة أخرى لنقطة البداية، بالتالى لا تستطيع الدخول، والقوى الداخلية مشتتة، ولا بد للقوى الفلسطينية أن تتصالح أولًا.
وأشار عمرو هاشم ربيع: الطرف الثانى، وهو الإسرائيلى، تيار اليمين هو المسيطر هناك منذ ٢٠ عامًا، وهو يميل للتطرف، وهو ليس فى صالحنا، مشيرًا إلى أنه حدثت مرة واحدة فى كامب ديفيد عندما كان الليكود هو المسيطر حينها.
والرئيس الأمريكى جيمى كارتر ضغط على الليكود حينها ضغطًا كبيرًا، موضحًا أن كل شيء من الممكن عودته مرة أخرى، خاصة أن الصليبيين سيطروا على القدس ٢٠٠ عام، والأمر عاد مرة أخرى وحررها صلاح الدين الأيوبى، فالأمر يحتاج إلى أرضية، وأيضا التطبيع يؤثر على القضية الفلسطينية، ولا توجد أوراق ضغط، قاموا بسلام مقابل سلام، وليس سلاما مقابل أرض كما كنا نحتاج.
نقلًا عن العدد الورقي...