رئيس التحرير
عصام كامل

«أجزاخانة ستيفنسون» في وسط البلد.. صيدلية إنجليزية على أرض مصرية | فيديو

فيتو
عادة ما تزخر منطقة وسط القاهرة وما يجاورها، بالعديد من الأماكن التي تحمل بين طياتها الكثير من لمحات الماضي البعيد، الذي ربما يعود لأكثر من سبعين عامًا، وضمن تلك القائمة التي لا حصر لها من المناطق التاريخية في وسط القاهرة، تأتي صيدلية أو "أجزخانة ستيفنسون" الأجزخانة ذات الطراز الإنجليزي التي اشتراها طبيب مصري يدعى "إحسان سمان" في منتصف الأربعينيات، والآن يقف بها ابنه زهير يحاول الحفاظ عليها كما تركها الأب.





أجزخانة ستيفينسون.. تصميم إنجليزي بروح مصرية

على لسان زهير إحسان سمان أحد أبناء مالك الصيدلية الطبيب الصيدلي إحسان سمان، استمعنا إلى حكاية تلك الصيدلية التي تقع في قلب شارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة، فما إن تمر من العقار رقم 42 بالشارع  تجد نفسك وقد انتقلت كليًا إلى حقبة الثلاثينات أو بعد ذلك بقليل، إعلانات لمنتجات قديمة مازال أصحاب الصيدلية يحتفظون بها، معدات صناعة الأدوية والسرنجات وبعض اللافتات التي تحمل اسم الصيدلية وتاريخ تأسيسها، كل شيء كما هو كأنه لم يمر عليه سبعون عامًا، "أنا وإخواتي محدش درس فينا صيدلة. أنا درست سنة واحدة وبعدين انتقلت لكلية التجارة، ولكن حرصنا على إننا نحافظ على اسم أجزخانة ستيفنسون كما هي بعد رحيل والدي". مازالت تحمل الاسم القديم للصيدليات في مصر «أجزخانة».


أجزخانة ستيفنسون تعود إلى اسم سلسلة صيدليات إنجليزية النشأة، وفي عام 1889 تأسست لأول مرة، وبحلول  عام 1910 دخلت إلى مصر للمرة الأولى من خلال هذا المكان دافئ الطابع وعريق التكوين، وفي العام الأخير بكلية الصيدلة اشترى الوالد إحسان الصيدلية، وأصبحت ملكًا له، حرص على أن يحافظ عليها كما هي دون تغيير، "الأخشاب دي كلها تم تصنيعها في إنجلترا وجت اتركبت هنا مباشرة، والدي قرر ميغيرش حاجة، إحنا كمان اتعرض علينا نغير في الديكور عشان نتوسع ورفضنا"، يتحدث زهير.


أجزخانة ستيفنسون تجمع بين القديم والجديد

أهم ما يلفت انتباه الزائر للصيدلية للمرة الأولى والذي يدفع البعض وفقًا لزهير، إلى أن يأتي ليس لشراء الأدوية ولكن من أجل المشاهدة فحسب، هو الجمع بين القِدم والحداثة، ففي المدخل تجد فتارين الأدوية ومستحضرات العناية بالبشرة وغير ذلك، وكلما توغلت في الداخل وفي واجهة الصيدلية تجد الأرفف الخاصة بتركيبات الأدوية القديمة، حتى تبدو الصيدلية وقد قُسمت إلى شطرين، هنا الحديث وهناك القديم، "مع كثرة أنواع الأدوية في الفترة الحالية الصيدلية بدأت تتملي، بس إحنا بنحاول نضغط المنطقة المتاحة في المدخل ونضع بها الأدوية، علشان نحافظ على الشكل القديم للصيدلية".


قبل حوالي أربع سنوات تولى زهير مهام الاعتناء بالصيدلية والإشراف إداريا عليها مع وجود اثنين من الصيادلة يعملون بها، بعد أن كان الأخ الأكبر يباشر العمل بها قبل سفره لإحدى الدول الأوروبية. يجلس زهير منذ التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء خلف المكتب، يتابع حركة البيع والشراء ويجري التعاقدات على شراء الأدوية، يهتم بنظافة المكان والإشراف على الاعتناء بالأرفف ودواليب التركيبات القديمة:"إحنا حريصين على إننا نعتني بالزجاجات دي وأرفف المواد وبعض العقاقير وغير ذلك، لأنه لو حاجة اتكسرت من هنقدر نعوضها تاني". يتحدث زهير إحسان سمّان لفيتو.
الجريدة الرسمية