زكية إبراهيم: السوشيال ميديا تشوه اللغة العربية وتوسع الفجوة بين أفراد المجتمع
قالت زكية إبراهيم، الكاتبة الباحثة، إن التطورات التكنولوجية الحديثة، أحدثت نقلة نوعية في مجال الاتصال، الأمر الذي جعل أفراد المجتمع بمختلف طبقاتهم وفئاتهم العمرية يعيشون في ظل عالم تقني ومجتمع اقتراضي تحت شعار ثقافة الإنترنت.
أوضحت الباحثة أن هناك شروخا لغوية واجتماعية أصبحت واضحة للغاية في لغة الشباب، لابتعادهم عن الأسرة التي تعتبر النواة الأولى للمجتمع، ما أدى إلى اتساع الفجوة في التواصل اللغوي داخل المجتمع الواحد.
أضافت: اللغة وأي لغة كانت سواء سادت واكملت طريقها، أم اندثرت تعتبر مفتاحاً للعقول ولولاها ما كانت هناك أي حضارة، وما عرف الإنسانُ الإنسانَ، ووجودها يعني عملية التفاعل والترابط مع الآخرين ونقل الثقافات وتبادل المعارف والخبرات والإسهام في بناء المجتمع الإنساني.
أشارت الباحثة إلى اللغة الغربية، وهي لغة أعظم الكتب السماوية القرآن الكريم، بقيت محافظة على ميزاتها وتراكيبها وفصاحة مفرداتها وبلاغة جملها على الرغم من طول عمرها المقرون بالتغيّرات التي طالت مجتمعاتها بتوالي السنين وتعاقب الأجيال.
أستكملت: التحدي الأكبر الذي يواجه اللغة العربية اليوم لا يتعلّق بعدم كفاءتها وقدرتها كما يتوهم البعض، فهي لغةُ علمٍ ثرية حباها الله خصائص وميزات أهلتها لتكون لها الصدارة بين جميع اللغات، بل التحدي يكمن في خطورة ما تواجهه لغتنا العربية في ظل تعدد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائط تبادل المحادثات المكتوبة والصوتية والمرئية.
تابعت: هذا التّوغل الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها، يجعل الكثيرون ينزلقون أثناء استخدامهم اللغة العربية سواء كتابة أو محادثة ويبتذلون مفردات اللغة، ونادرا ما نجد من هو حريص على تنقية عباراته مما يشوبها من أخطاء لغوية ونحوية أو إملائية وتركيبية.
أضافت: المضحك المبكي أن من ينزلق أيضاً في ذلك بعض من أصحاب الاختصاص وحملة الشهادات العليا، ويزيد من هذا الضعف اللغوي ضعف التحصيل العلمي للغة الضاد في الصغر.
اختتمت: مهما يكن من أمر فإنه لا يمكننا أن ننكر بأن وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة فرضتها ظروف مختلفة اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية في عصر سيطر عليه الفضاء الإلكتروني، لكن المقلق هو ما تفرزه هذه الوسائل من تلوث للغتنا العربية وتشويّه جمالياتها، على حد قولها.