رئيس التحرير
عصام كامل

سر اتهام الفكر السلفي بتوجيه أنظار الشباب للتطرف والعنف ‏

السلفيون
السلفيون

الفكر السلفي دائما محل نقد بل واتهام بتوجيه أنظار الشباب للعنف والتطرف، ووضع الكثير منهم على عتبة التنظيمات الجهادية، ‏لأسباب ليس أولها حصر الدين في الشعائر والمظاهر على حساب جوهر الدين، وروحه وقيمه ومقاصده الكبرى، ولا آخره تشددهم ‏أمور هامشية مثل إطلاق اللحية والنقاب وعدم المصافحة الرجال.‏



أفكار متناقضة 

يرى الكثير من المفكرين وخبراء الملف السلفي، أن هذا التيار لديه أفكار مركبة ومتناقضة عن كيفية تحقيق العدل وبسط الحرية ‏والتسامح مع الآخر، مع أن الإنسان هو محور الأديان والرسالات والخطاب الإلهي.

ويؤسس غياب البعد الإنساني في الخطاب السلفي ‏والتركيز على صناعة الشخص المتدين المالك للحقيقة المطلقة لتكوين نفسية المؤمن المحارب، الذي لا يتورع عن استخدام ‏العنف والقتل والتفجير من أجل الحفاظ على دينه.

يقول بابكر فيصل، الباحث والمفكر السوداني، أن الفكر السلفي يقوم بعملية تهيئة لعقول الشباب ويوجههم نحو التطرف، حتى وإن ادعى أصحاب هذا الفكر أن ‏منهجهم سلمي ولا يحض على استخدام العنف.‏

الإرهاب والتطرف

أشار فيصل إلى أن الكثير من الشباب الذين يستمعون لخطب ودروس السلفيين يتسللون إلى صفوف الجماعات الجهادية المتطرفة، ‏لافتا إلى أن الخطاب الكلاسيكي القائم على الوعظ والإرشاد يحرك عواطف الناس نحو صناعة التدين وربطهم بالآخرة فقط.‏

أضاف: لا يهتم بمشكلات الناس اليومية ولا قضايا الآخر والعيش معه، ولا التأصيل لرؤية إنسانية للعالم نعامل فيها الناس بمختلف ‏أشكالهم وأنواعهم بالعدل والمساواة، ولاسيما أن الخطاب السلفي يدعي أصحابه أنه يمثل التأويل الأوحد للنص المقدس "القرآن.

‏وبالتالي فهو لا يعترف بنسبية الحقيقة، بل يحصر تفسيرها في ثنائيات الصواب والخطأ، الأسود والأبيض، الكفر والإيمان.‏

أشار الباحث إلى أن أصحاب هذا الخطاب يعتقدون أن السلفية هي الترجمة الحرفية للقرآن على أرض الواقع، وأن ما عندهم هي ‏العلوم الشرعية الحقيقية، لذلك يرفضون أي تأويل آخر يحتمله النص، ويرون أنفسهم وحدهم جديرون بتقديم الفهم الصحيح للدين، ‏وفي المقابل لا يرون في الخطابات الأخرى سوى مجرد تجديف وزندقة وهرطقة.‏

الإيمان والكفر 

لفت فيصل إلى أن الخطاب السلفي لا يأبه بالآخر غير المسلم، فهو يقسم العالم إلى فسطاطين، المؤمنين والكفار، ويضيف مفاهيم ‏فرعية وثانوية إلى العقائد المركزية ويجعلها من اليقينيات التي لا بد من الأخذ بها.

ومن خلالها يستمد الكيفية التي يتعامل بها مع غير ‏المسلمين, يوالى ويعادى عليها ويقف في مقدمتها مفهوم "الولاء و البراء"، فيعجز الخطاب السلفي  بالضرورة عن التأصيل ‏لرؤية إنسانية للعالم، على حد قوله. 

الجريدة الرسمية