"فزاعة السوفيت".. ورقة الإخوان الأخيرة لإنهاء "حظر أوروبا".. الجماعة تستخدم "تجربة موسكو" لتحذير "عواصم القارة العجوز"
«كل الطرق ممكنة.. والاكتفاء بسيناريو واحد غير وارد».. معادلة «انتهازية» جديدة بدأت تتعامل بها جماعة الإخوان الإرهابية خلال الفترة الماضية، فى ظل لعنة «الحظر الدولي» التى باتت تطاردها فى كل الأماكن التى تأوى عناصرها، وتبحث القيادات والمجموعات المعهود لها تطوير الموقف وإيجاد حل لأزمة الجماعة عن إستراتيجية طويلة المدى يمكنها إنقاذ التنظيم من مصيره المحتوم.
ورقة السوفيت
«تكتيكات السوفيت».. واحدة من الآليات التى جرى رصد الإسلاميين -ولا سيما الإخوان- فى اتباعها في محاولة اختراق الحظر المفروض عليهم، وهى إستراتيجية معروفة حاول الاتحاد السوفيتى اتباعها لتحصين مجتمعاته من أفكار الولايات المتحدة وشعاراتها عن الحرية الدينية.
وتسوق الإخوان للباحثين الذين تلتقى بهم، أن ما يحدث الآن للجماعة فى الغرب أشبه بما كان يحدث من الاتحاد السوفيتى وحملاته المعادية للأديان، التى كانت أكثر تدميرًا للحرية فى روسيا أكثر منها فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى الأخرى.
كما تحاول الجماعة تخويف الغرب من اضطهاد التدين، والنموذج الخاص بالإسلاميين فى الغرب، بما يؤدى فى النهاية إلى ترحيل أغلب الجاليات العربية التى تدين بالولاء لها، حسب رواية الإخوان، فتغيير التركيبة الاجتماعية للمجتمعات الغربية التى تعد الجالية الإسلامية جزءًا منها الآن يعنى تحول النموذج الغربى مع الوقت إلى صورة بالكربون من الاتحاد السوفيتى، الكيان المعادي للأديان، الذى يمارس القمع بكل صوره وأشكاله باسم الحرية.
الموقف الروسي
يذكر هنا أن التشريعات الروسية الخاصة بالدين تحولت بشكل تدريجى وخاصة قانون حرية الضمير، الذى تنص المادة الخامسة منه على فصل الكنيسة (المنظمات الدينية) عن الدولة، فوفقًا للعلمانية الروسية الدولة لا تتدخل فى نشاط المنظمات الدينية، ولكن بعد أزمة التسعينيات وانهيار الاتحاد السوفيتى، وإثارة الإسلاميين نزعات انفصالية ومحاولاتهم تقويض أمن البلاد، مارست الدولة قيودا شديدة على الجماعات الدينية، واعتمدت نسخة أخرى من قانون حرية الضمير.
الفزاعة الروسية
المثير فى الأمر هنا أن «الإخوان» وهى تحاول استخدام «الفزاعة الروسية» تجهل أن مثل هذه التشديدات التشريعية فى روسيا وفرت تدابير إضافية فى مكافحة الإرهاب، إذ فرضت على كل المنظمات -ليست الإسلامية فقط- الحصول على إذن أولًا من الدولة والأجهزة المعنية قبل القيام باى نشاط دينى فى البلاد.
وألزمت روسيا الجميع بتقديم المعلومات الكافية عن الشبكات الداخلية والخارجية للمنظمات العابرة للحدود، وتوضيح مصادر الدعم المادى، وتبعت ذلك بقانون مكافحة النشاط المتطرف الذى يحتوى على أوسع تعريف ممكن فى العالم للنشاط المتطرف حتى الآن.
ولم تذكر الإخوان فى سياق عرضها للعقدة الروسية، أن «موسكو» حظرت جميع منظمات «شهود يهوه» أيضًا بموجب هذا القانون وأدرجت العديد من كتبهم فى القائمة الفيدرالية للمواد المتطرفة بسبب تحريضهم على الأديان، وانتقاد رموز العقائد الأخرى، الأمر الذى كان يثير نزعات عنصرية فى البلاد، رأت روسيا تدميرها فى المهد بدلًا من انتظار الثمرة التى تنفجر الآن فى المجتمع الغربى ويدفع ثمن احتضانها.
لكن فى أوروبا، تسببت أفكار الإسلام السياسى فى تعكير أسلوب الحياة الغربى، بفعل انتشار المتشددين فى كل مكان، الأمر الذى أجبر البلدان الغربية مؤخرًا على استيراد النموذج الروسى، وبدأت فرنسا هذا المسار، وقامت بتغيير قانون العلمانية الذى لم يتغير منذ قرن من الزمان ليسمح للدولة بالرقابة على الإسلاميين، وأوجه الصرف على التيارات الدينية، وسد الطريق على ملايين الدولارات التى كانت تأت من الخارج، وتشكل تهديدا للأمن القومى الفرنسى.
وفات على «الإخوان» أن استخدام مثل هذه الفزاعات لإثارة خوف الغرب من فقدان هويتهم التى صنعت حضارتهم على أسس الحرية والمساواة لم يعد يجدى، وتذكيرهم للباحثين ومنظمات المجتمع المدنى التى يطوفون عليها باستمرار بجانب جماعات الضغط ببعض من التاريخ الروسى، الذى يبدو أنهم قلبوا فى صفحاته كثيرا ليخرجوا بأى متنفس يمكن البناء عليه لن يعيد التاريخ للوراء.
المراكز البحثية
كما أن التذكير داخل قاعات المراكز البحثية بما حدث للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التى فقدت مركزها بين الكنائس المسيحية فى العالم، بسبب نشاط السوفييت المعادى للمجتمع المدنى ورفضهم دمج المهاجرين من اللاجئين والعمال، بعكس الاتحاد الأوروبى الذى استطاع أن يحتوى كل المظلومين فى العالم، فبنى سمعة عالمية.
واستقطب الأقوياء والنوابغ وضمهم للمجتمعات الغربية واستفاد منهم بشدة، لن يؤثر فى أحد بعدما ضاق الكل ذرعًا بالإسلاميين ولم يعد يرغب فى تواجدهم.
وتعرف الجماعة أنها تحاول اللعب فى الوقت الضائع على ابتزاز الغرب، والضغط على مؤسسات القانون بورقة حرية التدين والتنوع الفكرى والدينى وصراعهم الأذلى مع السوفييت، ويبدو أنه لم يعد أمامهم إلا التهديد المبطن بتحريض ملايين المسلمين على العنف، إذا ما استمر الضغط على التيارات الدينية.
والضغط لتغيير أسلوب الحياة الانعزالى نحو الاندماج مع الثقافة الغربية، بما يهدم قواعدهم التى أسسوها منذ سنوات طويلة من أسلوب حياة متطرف، أصبح يلتزم به الكثير من أبناء الجالية الإسلامية، التى يشارك نحو 20% منهم فى أنشطة المنظمات الدينية، تقديرات إخوانية.
وفى هذا السياق قال عمرو فاروق، الكاتب والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية: قلق جماعة الإخوان الإرهابية من تغيير الخريطة السياسية فى المنطقة بعد التفاهمات التركية مع مصر، دفعها للتفكير فى طرح مسارات بديلة.
العودة من جديد
«فاروق» أشار إلى أن الجماعة تحاول بكل الطرق الانتقال إلى عمق عدد من الدول الأوروبية والآسيوية وتأسيس منصات وقنوات تعبر عن خطابها الفكرى وسياساتها العدائية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها بما يحقق الحفاظ على المصالح السياسية لداعمى الجماعة ومموليها على حد قوله، ولهذا تلجأ إلى مثل هذه الأكروبات للحوار مع الغرب.
بدوره.. قال محمد الساعد، الكاتب والباحث: تنظيم الإخوان يحرك الكثير من الفتن والاضطرابات داخل المجتمع الغربية، ويهدد الأمن الاجتماعى، ولهذا لن يجد أي صدى لما يروجه، وأزمة تنظيم الإخوان أصبحت أخلاقية بالأساس فتآمرهم على الجميع ليس له حدود، ولن يكون هناك مفرًا من التضييق عليهم، وتغيير بعض قوانين المجتماعات الغربية لإنقاذها من مخالبهم قبل فوات الآوان.
نقلًا عن العدد الورقي...
ورقة السوفيت
«تكتيكات السوفيت».. واحدة من الآليات التى جرى رصد الإسلاميين -ولا سيما الإخوان- فى اتباعها في محاولة اختراق الحظر المفروض عليهم، وهى إستراتيجية معروفة حاول الاتحاد السوفيتى اتباعها لتحصين مجتمعاته من أفكار الولايات المتحدة وشعاراتها عن الحرية الدينية.
وتسوق الإخوان للباحثين الذين تلتقى بهم، أن ما يحدث الآن للجماعة فى الغرب أشبه بما كان يحدث من الاتحاد السوفيتى وحملاته المعادية للأديان، التى كانت أكثر تدميرًا للحرية فى روسيا أكثر منها فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى الأخرى.
كما تحاول الجماعة تخويف الغرب من اضطهاد التدين، والنموذج الخاص بالإسلاميين فى الغرب، بما يؤدى فى النهاية إلى ترحيل أغلب الجاليات العربية التى تدين بالولاء لها، حسب رواية الإخوان، فتغيير التركيبة الاجتماعية للمجتمعات الغربية التى تعد الجالية الإسلامية جزءًا منها الآن يعنى تحول النموذج الغربى مع الوقت إلى صورة بالكربون من الاتحاد السوفيتى، الكيان المعادي للأديان، الذى يمارس القمع بكل صوره وأشكاله باسم الحرية.
الموقف الروسي
يذكر هنا أن التشريعات الروسية الخاصة بالدين تحولت بشكل تدريجى وخاصة قانون حرية الضمير، الذى تنص المادة الخامسة منه على فصل الكنيسة (المنظمات الدينية) عن الدولة، فوفقًا للعلمانية الروسية الدولة لا تتدخل فى نشاط المنظمات الدينية، ولكن بعد أزمة التسعينيات وانهيار الاتحاد السوفيتى، وإثارة الإسلاميين نزعات انفصالية ومحاولاتهم تقويض أمن البلاد، مارست الدولة قيودا شديدة على الجماعات الدينية، واعتمدت نسخة أخرى من قانون حرية الضمير.
الفزاعة الروسية
المثير فى الأمر هنا أن «الإخوان» وهى تحاول استخدام «الفزاعة الروسية» تجهل أن مثل هذه التشديدات التشريعية فى روسيا وفرت تدابير إضافية فى مكافحة الإرهاب، إذ فرضت على كل المنظمات -ليست الإسلامية فقط- الحصول على إذن أولًا من الدولة والأجهزة المعنية قبل القيام باى نشاط دينى فى البلاد.
وألزمت روسيا الجميع بتقديم المعلومات الكافية عن الشبكات الداخلية والخارجية للمنظمات العابرة للحدود، وتوضيح مصادر الدعم المادى، وتبعت ذلك بقانون مكافحة النشاط المتطرف الذى يحتوى على أوسع تعريف ممكن فى العالم للنشاط المتطرف حتى الآن.
ولم تذكر الإخوان فى سياق عرضها للعقدة الروسية، أن «موسكو» حظرت جميع منظمات «شهود يهوه» أيضًا بموجب هذا القانون وأدرجت العديد من كتبهم فى القائمة الفيدرالية للمواد المتطرفة بسبب تحريضهم على الأديان، وانتقاد رموز العقائد الأخرى، الأمر الذى كان يثير نزعات عنصرية فى البلاد، رأت روسيا تدميرها فى المهد بدلًا من انتظار الثمرة التى تنفجر الآن فى المجتمع الغربى ويدفع ثمن احتضانها.
لكن فى أوروبا، تسببت أفكار الإسلام السياسى فى تعكير أسلوب الحياة الغربى، بفعل انتشار المتشددين فى كل مكان، الأمر الذى أجبر البلدان الغربية مؤخرًا على استيراد النموذج الروسى، وبدأت فرنسا هذا المسار، وقامت بتغيير قانون العلمانية الذى لم يتغير منذ قرن من الزمان ليسمح للدولة بالرقابة على الإسلاميين، وأوجه الصرف على التيارات الدينية، وسد الطريق على ملايين الدولارات التى كانت تأت من الخارج، وتشكل تهديدا للأمن القومى الفرنسى.
وفات على «الإخوان» أن استخدام مثل هذه الفزاعات لإثارة خوف الغرب من فقدان هويتهم التى صنعت حضارتهم على أسس الحرية والمساواة لم يعد يجدى، وتذكيرهم للباحثين ومنظمات المجتمع المدنى التى يطوفون عليها باستمرار بجانب جماعات الضغط ببعض من التاريخ الروسى، الذى يبدو أنهم قلبوا فى صفحاته كثيرا ليخرجوا بأى متنفس يمكن البناء عليه لن يعيد التاريخ للوراء.
المراكز البحثية
كما أن التذكير داخل قاعات المراكز البحثية بما حدث للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التى فقدت مركزها بين الكنائس المسيحية فى العالم، بسبب نشاط السوفييت المعادى للمجتمع المدنى ورفضهم دمج المهاجرين من اللاجئين والعمال، بعكس الاتحاد الأوروبى الذى استطاع أن يحتوى كل المظلومين فى العالم، فبنى سمعة عالمية.
واستقطب الأقوياء والنوابغ وضمهم للمجتمعات الغربية واستفاد منهم بشدة، لن يؤثر فى أحد بعدما ضاق الكل ذرعًا بالإسلاميين ولم يعد يرغب فى تواجدهم.
وتعرف الجماعة أنها تحاول اللعب فى الوقت الضائع على ابتزاز الغرب، والضغط على مؤسسات القانون بورقة حرية التدين والتنوع الفكرى والدينى وصراعهم الأذلى مع السوفييت، ويبدو أنه لم يعد أمامهم إلا التهديد المبطن بتحريض ملايين المسلمين على العنف، إذا ما استمر الضغط على التيارات الدينية.
والضغط لتغيير أسلوب الحياة الانعزالى نحو الاندماج مع الثقافة الغربية، بما يهدم قواعدهم التى أسسوها منذ سنوات طويلة من أسلوب حياة متطرف، أصبح يلتزم به الكثير من أبناء الجالية الإسلامية، التى يشارك نحو 20% منهم فى أنشطة المنظمات الدينية، تقديرات إخوانية.
وفى هذا السياق قال عمرو فاروق، الكاتب والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية: قلق جماعة الإخوان الإرهابية من تغيير الخريطة السياسية فى المنطقة بعد التفاهمات التركية مع مصر، دفعها للتفكير فى طرح مسارات بديلة.
العودة من جديد
«فاروق» أشار إلى أن الجماعة تحاول بكل الطرق الانتقال إلى عمق عدد من الدول الأوروبية والآسيوية وتأسيس منصات وقنوات تعبر عن خطابها الفكرى وسياساتها العدائية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها بما يحقق الحفاظ على المصالح السياسية لداعمى الجماعة ومموليها على حد قوله، ولهذا تلجأ إلى مثل هذه الأكروبات للحوار مع الغرب.
بدوره.. قال محمد الساعد، الكاتب والباحث: تنظيم الإخوان يحرك الكثير من الفتن والاضطرابات داخل المجتمع الغربية، ويهدد الأمن الاجتماعى، ولهذا لن يجد أي صدى لما يروجه، وأزمة تنظيم الإخوان أصبحت أخلاقية بالأساس فتآمرهم على الجميع ليس له حدود، ولن يكون هناك مفرًا من التضييق عليهم، وتغيير بعض قوانين المجتماعات الغربية لإنقاذها من مخالبهم قبل فوات الآوان.
نقلًا عن العدد الورقي...