رئيس التحرير
عصام كامل

مترو أنفاق حماس.. هنية يتحدث لأول مرة عن مدينة جهادية تحت الأرض في غزة

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية
كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مساء أمس الأربعاء، أن وفدًا من الحركة سوف يتوجه إلى مصر لمناقشة ملف الإعمار والقدس والشأن الفلسطيني الداخلي.


وقال هنية: "أقول لإخواني في السلطة الفلسطينية إنكم أعطيتم المفاوضات كل شيء خلال 27 عامًا، وكانت المحصلة صفر للأسف الشديد".

مؤكدًا أنه تم رفض أن تكون القدس مجزأة على طاولة المفاوضات، لكن جميع الأطراف فهمت أن هذه المعركة نشأت من أجل القدس.

معركة سيف القدس 
وتابع إسماعيل هنية، أن معركة سيف القدس أنهت مرحلة، وبدأت مرحلة جديدة، مشيرًا أن الجماهير وقفت في كل مكان خلف المقاومة.

وأفاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "سنتوجه إلى القاهرة، وسنتحدث في ملفات الإعمار، والقدس، والشأن الفلسطيني الداخلي، ومعركة سيف القدس جعلت مشاريع التطبيع وأوسلو خلف ظهورنا".


وفي حديثه عن الوضع الداخلي الفلسطيني، قال: "نحن جاهزون للذهاب إلى أبعد مدى في ترتيب البيت الفلسطيني، ويجب أن نبدأ في ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، وأن ندخل شعبنا في الشتات في معادلة المؤسسة والقرار".

ترتيب أوضاع غزة 
وأكد أنه من الواجب ترتيب الأوضاع الداخلية في الضفة وغزة والقدس من خلال الانتخابات، والمراد هو بناء رؤية فلسطينية على قاعدة الشراكة.

وأردف: "تابعنا حوالي 40 ولاية أمريكية نظمت فيها مظاهرات متضامنة مع شعبنا، ونحن نقدر عاليًا هذا الحراك الشعبي والجماهيري، وهذا التغيير النسبي في المواقف الرسمية لبعض الدول".

وفي حديثه عن الحوار مع الدول حول التهدئة مع حماس أكد هنية أنه تم إبلاغ جميع الأطراف، وأن الرسالة وصلت للأمريكان والاحتلال أن القدس خط أحمر، و"لا نقبل مطلقًا العبث بالأقصى".

وأكد أنه لم يتم قبول أي مفاوضات مباشرة مع الاحتلال تتعلق بقضية القدس، بما تمثله من رمزية دينية وعقائدية وسياسية.

تحرير القدس 
وأشار إلى أن القدس هي عنوان الصراع مع الاحتلال، وهذا الملف لا يغلق إلا بتحرير القدس والأقصى، مفيدًا أن الضمانات لوقف العدوان على القدس هي المقاومة التي حذرت ونفذت، وأنه لا يمكن قبول استمرار استباحة الأقصى، ولا تهجير أهلنا.

وتابع هنية: "نقول بكل وضوح لا تهجير لشعبنا من الآن فصاعدًا"، مؤكدًا أن المقاومة يدها طليقة، وانتفاضة الشعب الفلسطيني قائمة، ولن تتوقف، و"سنحمي المسجد الأقصى كما حميناه، وسنستمر في ذلك".

الدور المصري 
وقال هنية: "نعمل على تثبيت صورة النصر التي انتزعتها المقاومة وكذلك إدخال القدس في قواعد الاشتباك، ويجب أن ندخل في إغاثة عاجلة لإعادة ما دمره الاحتلال في غزة، وهذا سيتم بالتأكيد من خلال حديثنا مع الإخوة في مصر الذين قدموا مبلغًا كبيرًا لإعادة الإعمار".

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن من أعظم النتائج لمعركة سيف القدس هو توحيد الشعب الفلسطيني في كل مكان "غزة، والضفة، والداخل، والشتات"، وأن وحدة الشعب تشكلت من أجل القدس، وحول المقاومة، وأن عنوان الوحدة الفلسطينية، المطلوب من خلالها مواجهة الاستيطان، وحماية القدس، وتثبيت حق العودة، وتحرير الأسرى.

وفي حديثه عن العدوان على غزة، قال هنية: "الإخوة في مصر عرضوا علينا اتفاق وقف إطلاق نار متبادل ومتزامن، ونحن كنا موافقين على ذلك بشرط الإبلاغ عن ساعة الصفر قبل ساعتين من موعد وقف إطلاق النار، وأبلغنا الوسطاء رفضنا صيغة وقف إطلاق النار من جانب واحد".

وكشف هنية أن جيش الاحتلال طلب من سكان 3 أبراج إخلاءها، وفصائل المقاومة أبلغت الاحتلال أنه يجب أن تنهي هذا التحذير كليًا، وأن تعيد الاتصال بسكان هذه الأبراج، وأن يطلب منهم العودة، وتم إبلاغ قوات الاحتلال بعدم قبول وقف إطلاق النار تحت هذا التهديد، وأن المقاومة في حل من هذا الاتفاق.

وتابع: "بعدما أوصلنا رسالتنا، اتصل الاحتلال بسكان الأبراج المهددة وأبلغهم بأن البلاغ بالإخلاء ربما كان كاذبًا، ويمكنكم العودة لمنازلكم، ثم قرر الاحتلال الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وقلنا بكل وضوح لدينا قرار أن نصل لكل جغرافيا فلسطين بصواريخنا، ولكن بناءً على تدخل الوسطاء أوقفنا هذا الموضوع، لكن إذا ارتكب الاحتلال أي حماقة فإن القرار موجود على الطاولة".

وأوضح، أن تهديدات أبو عبيدة الناطق باسم القسام، أرغمت الاحتلال على القبول باتفاق وقف إطلاق النار، لأنه يعلم أن المقاومة لا تصدر تهديدات فارغة.

وأكد أن الضمانات لوقف العدوان على القدس هي المقاومة التي حذرت ونفذت، ولا يمكن قبول استمرار استباحة الأقصى، ولا تهجير أهل الشيخ جراح.

مترو أنفاق حماس 
وقال: إن ما قامت به كتائب القسام وسرايا القدس فاجأ الصديق قبل العدو بالأداء والقيادة والبطولات، وأن الأضرار إن حدثت فإنها لم تؤثر على البنية الصلبة للمقاومة الفلسطينية.

وبيَّن أن ما يسميه جيش الاحتلال مترو الأنفاق، هي المدينة الجهادية تحت أرض غزة، وهي بخير، ولم ينل منها العدو، ولم يصل إلى بنيتها الأساسية العميقة.

وأكد هنية على إفشال مخطط الاحتلال وخديعته الكبرى لاستدراج المقاتلين والمقاومين.

يشار إلى أن "مترو حماس" أو شبكة أنفاق غزة التحتية.. عالم مواز أو مدينة تحت المدينة، تعتبرها إسرائيل سلاح حماس الإستراتيجي في غزة.

ولا تقتصر الأهداف من أنفاق غزة على الهجوم أو الاختباء فحسب، فالمصادر العسكرية تقول إن حركة حماس تخزن في الأنفاق التي حفرتها تحت مدينة غزة كل ما تحتاجه من عتاد وطعام وشراب وأسلحة وذخيرة.

وتضيف المصادر أن الأنفاق هي المخبأ الرئيسي لحركة حماس، إذ تستخدمها لتخزين الصواريخ وللتحكم بالمنصات وتحريكها من مكان إلى آخر تحت الأرض بسرعة فائقة.

الجريدة الرسمية