بعد اختفائه 30 سنة من الأسواق.. البحوث الزراعية يعيد الحياة لتقاوي البطيخ "المرمل"

يتجدد حديث الذكريات بين المصريين في كل صيف عن البطيخ البلدي الحلو ذي القوام "المرمل" الذي كانوا يستمتعون به كل صيف ويسعون لاقتنائه بشكل خاص دوناً عن أي أصناف أخرى، قبل أن يختفي هذا الصنف من الأسواق تدريجيا قبل قرابة 30 عاما لتحل مكانه الأصناف الأجنبية المختلفة في المذاق والقوام عن ذوق المصريين الذين نشأوا على تذوق البطيخ بمواصفات معينة ترسخت في جيناتهم وجعلتهم يجترون الذكريات مع كل موسم للبطيخ.

وكشف الدكتور سليمان عمران رئيس برنامج تقاوي البطيخ بالبرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر، أن خلال العام المقبل سيطرح البرنامج في السوق هجن البطيخ البلدي المستنبطة من الأصل البلدي المعروف بـصنف "جيزة" والذي يتميز بزيادة تركيز المادة السكرية في اللحم والقوام "المرمل" ولون القشرة الأخضر الفاتح الذى يتناسب مع الذوق المصري في البطيخ وذلك بعد تهجينه وإضافة صفات وراثية جديدة إلى الصنف والتي تتميز بها بعض الهجن الأجنبية.

وأكد عمران أن صنف "جيزة" كان ضعيف الإنتاجية مقارنة بالأصناف الأجنبية إلى جانب عدم مقاومته لبعض الأمراض وفشل زراعته تحت الأنفاق إلى جانب مشكلات أخرى مثل تأخره في الإنتاج، وهو ما جعل صنف "جيزة" غير مرغوب من المزارعين من حيث العائد الاقتصادي خاصة مع بداية دخول الأصناف الأجنبية خاصة اليابانية والأمريكية من البطيخ والتي اكتسحت السوق خلال العقود الثلاثة الأخيرة، لافتاً إلى أن الهجين الجديد أطلق عليه اسم "البرنس" ويتم العمل على إكثار تقاويه الآن.

وأشار عمران الأستاذ في معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، إلى أن الموسم المقبل سيتم طرح 15% من احتياجات السوق المصري من هجن البطيخ المرمل وهجن أخرى من البطيخ من إنتاج البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر لسد فجوة الاستيراد من تقاوي البطيخ.

وقال: " هناك 4 أصناف جديدة من هجن البطيخ المصرية والمسجلة في مركز البحوث الزراعية، ومنها صنف شوجر ريد والذي يتميز بمواصفات البطيخ الأجنبي ذي القشرة الخضراء الداكنة اللامعة والقوام المتماسك، إلى جانب إنتاج هجن جديدة من البطيخ "النمس" أو "الشارليستون" ذي الشكل الطويل والذي كان منتشرا في مصر قبل تراجعه أمام الأصناف الأجنبية، وأيضا هجن جديدة من صنف "كريمسون تايب" وهو البطيخ المخطط بالأخضر الفاتح والداكن، إلى جانب صنف أخر من البطيخ الأصفر الخالي من البذور وهو صنف يتميز بتركيز نسب السكريات فيه وهو من الأصناف المطلوبة للتصدير والسوق المحلي بشكل جيد، هذا إلى جانب صنف سادس لبطيخ أحمر خالي من البذور نعمل على استكمال تسجيله بمركز البحوث".

وتابع : تم اختبار كافة الهجن الأربعة العام الماضي بتوزيع الإنتاج على نطاق متوسط لمعرفة الأراء والعام الحالي تم توزيعها على نطاق أوسع وكانت ردود الأفعال مميزة وخلال الموسم المقبل ستكون بذور الأصناف الخمسة متوفرة في السوق للمزارعين"