سر تصاعد شعبية القضية الفلسطينية في العالم كل يوم عن الآخر
يشهد العالم حالة من التحول الثوري والجذري في النظر للقضية الفلسطينية، كل من يتابع الصحف الغربية يدرك ذلك، عشرات المقالات الداعمة لفلسطينيين، وعشرات المقالات الناقمة في الوقت نفسه على إسرائيل وسياستها العنصرية التي تعتبر لا مثيل لها في العالم حاليا.
ضمير العالم
أحدثت السوشيال ميديا ما لم تستطع دول بأكملها بأجهزتها وإعلامها إنجازه، وثقت مظاهر القتل والمقاومة بالحجارة أمام العربات المصفحة ما أحدث صدمة هائلة لضمير العالم.
وبات سهلا على أي غربي تصفح المواقع والسوشيال ميديا تحت أي هاشتاج داعم ليرى بنفسه سياسة التهجير وقصف البيوت والمبانى، ما يطرح السؤال: هل تعي إسرائيل مايحدث، وكيف يستغل العالم العربي هذه الصحوة ؟
قال زيد النابلسي، الكاتب والمحلل السياسي، يرى هناك تحول تاريخي جذري ومتسارع نشهده اليوم في انقلاب أغلب الرأي العام العالمي تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، لكنه جاء متأخراً عشرون عاماً كاملة.
أضاف: عندما اندلعت الانتفاضة الثانية بعد زيارة شارون للمسجد الأقصى في 28 سبتمبر عام 2000، بدأت بذور هذا التحوّل تتبلور، ولكن ما لبثت هذه الانتفاضة عاماً دموياً واحداً إلى أن أتت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في العام التالي في 2001، ويومها حدث الانقلاب التاريخي في كافة أرجاء الكرة الأرضية والذي حوّل العرب إلى متهمين مدانين بالإرهاب حتى تثبت براءتهم.
خلط الأوراق
تابع: بعد ذلك الزلزال المدمر، أصبحت الأولوية هي للحرب على ما يسمى بالإرهاب، وطبعاً نجح الصهاينة في خلط الأوراق وتصوير أي مقاومة لهم بأنها من ذات نوع الإرهاب الذي أسقط أبراج التجارة العالمية.
أوضح الباحث ضرورة استغلال العرب لإسقاط حاجز الخوف من نقد دولة الاحتلال الذي تحطم خلال الأسابيع الماضية في الغرب، وكأن سداً منيعاً من القمع والرقابة قد انهار فجأة وحطم كل التابوهات القديمة وأزال الخوف من الاقتراب من سطوة شعب الله المختار على الرأي العام العالمي.
أضاف: هذا الأمر ليس مزحة بالنسبة للصهاينة، بل أن سقوط الرواية الإعلامية التي روجوها لعقود من الزمن أصبح يشكل خطر وجودي على إسرائيل، فالكذبة الصهيونية عن أرض الميعاد ووعد الله لشعبه المختار هي كذبة متهافتة وسخيفة لدرجة أنها انهارت في أقل من أسبوعين عندما تنبه العالم لهشاشتها بسبب انتشار وسائل التواصل وعدم المقدرة على ممارسة الكذب إلى أبد الآبدين.
اختتم: الغرب ليس شعوباً يمكنها الإصغاء إلى مهرج محدود الذكاء مثل أفيخاي أدرعي، متحدث الجيش الإسرائيلي الذي يخرج في روايات لاتنطلي على مخ أحد، لإدانة المقاومة الفلسطينية، مضيفا: اسرائيل في حاجة إلى معجزة حقيقية لكي تسلم من هذا الطوفان السلبي الجارف، ويجب على العرب استغلال ذلك.