رئيس التحرير
عصام كامل

بيان "السيسي" ضربة "قاضية" للنظام وفرصة أخيرة للخروج الآمن..سعيد: الساعات القادمة ترسم خريطة المستقبل...قدرى: البيان واضح والجمل قصيرة لا تحتمل اللبس..مكرم: المعركة حسمت

الدكتور عبد المنعم
الدكتور عبد المنعم سعيد المفكر السياسي

وصف استراتيجيون بيان القوات المسلحة الذي ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالضربة القاضية والكارت الأحمر لنظام فشل في إرضاء شعبه والتحاور معهم، مؤكدين أن الهدف من المهلة التي أمهلها الجيش للنظام ألا ينظر العالم على أن هذا بمثابة انقلاب عسكري على السلطة وإنما جيش وطنى يحمي ويحافظ على أمن الوطن واستقراره.


فمن جانبه أرجع الدكتور عبد المنعم سعيد المفكر السياسي، عدم ظهور الفريق أول عبد الفتاح السيسي لبيان القوات المسلحة، إلى رفضه لتصدر المشهد والحديث باسم القوات المسلحة وليس بشخصه.

وقال سعيد، رسالة القوات المسلحة واضحة منذ البيان الأول لهم في 23 يونيو، مطالبا الأطراف بضرورة التوصل لحل، وبعد خروج الشعب المصرى بهذه الأعداد الغفيرة، ألقى البيان الثانى وأعطى النظام فرصة 48 ساعة.

أضاف المفكر السياسي، الساعات القادمة تؤكد أن مرسى خارج المشهد السياسي المصرى، وأن هناك ترتيبات جديدة لانتقال السلطة، موضحا أن أفكار كثيرة تدور في الرأس بشأن الأيام القادمة من بينها العودة لدستور 71 مع إبقاء التعديلات التي أدخلت عليه مؤخرا.

وأشار سعيد، أن الأزمة الحالية تقتضى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حتى يمكن تسليم إدارة البلاد لرئيس منتخب يقوم بالتعديلات المطلوبة في الدستور واستكمال باقى مؤسسات الدولة.

وأوضح اللواء عبد الرافع درويش الخبير الاستراتيجي، أن الهدف من مهلة الجيش للنظام الرئاسى والتي حددها في 48 ساعة، ليشهد العالم على عند النظام ورفضه حل الأزمة، وحتى لا تصبح إنقلابا عسكريا.

وقال درويش، القوات المسلحة أخذت قرارها في الوقت المناسب، منوها أن هناك محاذير دولية وتوجهات سياسية تمنع تدخل الجيش بشكل مباشر ولكن بعد خروج الشعب بهذه الأعداد الغفيرة، كان لازما على الجيش أن يتدخل لصالح الشعب.

أضاف، بيان "السيسي" يعطى الفرصة من جديد للرئيس لاتخاذ موقفه قبل أن تفلت الأمور من يده، مؤكدا أن هذا ليس قرار السيسي أو القوات المسلحة بقدر ما هو قرار الشعب.

وبدوره أوضح الدكتور قدرى سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن القوات المسلحة منحت الرئيس محمد مرسى ونظامه فرصة الخروج الآمن.

وقال سعيد، ليس من المهم معرفة سبب تسجيل البيان وعدم ظهور السيسي بشخصه، بقدر ما يهمنا محتوى البيان، مؤكدا أن البيان جاء واضحا وصريحا، الجمل قصيرة ولا تحتمل معنيين.

أضاف، هذا البيان بما يحتويه من قرارات ليس وليد اللحظة، وإنما مرتب له بشكل معين، منوها أن هذا البيان دفع بالعملية السياسية لمكان جديد بما يؤدى ذلك إلى نتائج جديدة في المشهد السياسي.

وتابع سعيد، أعتقد أن الأيام الماضية شهدت محاولات إقناع الرئيس بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ولكنه رفض، ومازال السيسي يلح عليه بهذا الطلب قبل التعامل مع الموقف بدون النظر لرأى الرئيس.


قال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، "جفت الأقلام ورفعت الصحف" واستطاعت القوات المسلحة حسم الموقف ببيانها، مؤكدا انحيازه التام للشعب وللثورة المصرية".

أضاف: الرئيس اليوم يقف بلا سلطات تنفيذية، فمع انتشار نبأ رفض الداخلية تأمين مقرات الإخوان، مع بيان الجيش الذي يؤكد أنه خرج دون اتفاق أو موافقة من الرئاسة، هذا بالإضافة إلى دعوات العصيان المدنى التي خرجت من المحافظات كل ذلك يشير أنه من الناحية العملية الرئيس فقد سطاته التنفيذية.

وتابع، "لو انتبهنا للبيان السابق للقوات المسلحة لأدركنا إصرارها على دعم الشعب ومساندتها للشرعية الشعبية، خاصة عندما قال القوات المسلحة مسئولة عن تحقيق الإرادة الشعبية.

وأشار مكرم على أن البيان كانت جمله قوية وواضحة حيث وصف خروج الملايين أمس بالهائل والعظيم وأنه فخار بلا حدود، منوها أن الجيش حسم المعركة.
الجريدة الرسمية