رئيس التحرير
عصام كامل

الفصائل الفلسطينية.. «شوكة المقاومة» في ظهر «نتنياهو» والذين معه.. تمتلك القوة لـ«ضرب العمق الإسرائيلي».. وصواريخها تضيء سماء «تل أبيب»

بعض فصائل المقاومة
بعض فصائل المقاومة الفلسطينية
«الفصائل الفلسطينية».. كلمة السر التي لم يستطع رئيس الوزراء الإسرائيلي ومن خلفه الآلة العسكرية الصهيونية فك رموزها والتعامل معها، وتحولت بمرور الأيام إلى ما يمكن وصفه بـ«شوكة المقاومة» المغروسة في ظهر الاحتلال.


وظهر هذا جليًا خلال مجريات النزاع (الفلسطيني – الإسرائيلي) الذي اندلع منذ بداية الشهر الجاري، بعد أن انطلقت شرارة العنف من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية لتتحول إلى مواجهات عسكرية عنيفة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيليين قبل وقف إطلاق النار.



الموت والدمار
«الموت، الدمار، والمعاناة» صفات كانت من نصيب طرفي الصراع أثناء تصعيد الأعمال العدائية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها لا تزال غير متكافئة إلى حد كبير بسبب تفوق أحد الأطراف على الآخر عسكريًا.

ورغم الخسائر الكبيرة التي طالت الفلسطينيين وأبنيتهم إلا أن فصائل المقاومة غيرت وجهة المعركة من الدفاع عن القدس الشريف فقط إلى الدفاع عن غزة بأكملها، ليس ذلك فحسب بل والهجوم على قلب إسرائيل تل أبيب العاصمة الإدارية والاقتصادية والشريان الرئيسي لها، لتلقين «تل أبيب» درسًا مفاده أنه لكل فعل رد فعل، وللتأكيد على أن ما قام به الصهاينة في القدس الشريف وفي حي الشيخ جراح، وفي الأراضي الفلسطينية عمومًا، من اعتداء وضرب وتهجير وقتل متعمد هو أمر لا يطاق. 

الكيان الصهيوني عاجز
ورغم التطور العسكري الذي يمتاز به الجيش الإسرائيلي إلا أنه لا يزال عاجزًا عن إيجاد حل لأسلحة المقاومة الفلسطينية، كما أنه تفاجأ مؤخرًا بكمية ونوعية الأسلحة التي استخدمتها حماس في الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على غزة.

فتلك الحركة التي دأبت على استعمال كافة الوسائل القتالية بدءًا من الحجر وقنابل المولوتوف، وصولًا إلى الصواريخ والطائرات، فاجأت الجميع بالعمل على تطوير العديد منها محليًا، رغم ما تتعرض له من حصار وتضييق.

كما أنها أبهرت الجميع بتصنيع الأسلحة والمواد القتالية وتطويرها عبر ابتكار وسائل بديلة تتمتع بقدرة عالية من الكفاءة لمواجهة الجيش الإسرائيلي الذي يتمتع بشكل أساسي على الدرع الصاروخية المسماة بـ«القبة الحديدية» كمنظومة دفاع جوي، والتي رغم تكلفتها المرتفعة إلا أنها سجلت عيوبا بشأن فاعليتها.

بينما اشتهرت المقاومة الفلسطينية بضلوعها في صناعة الأحزمة الناسفة وتجهيز السيارات المفخخة والتي تعتبر من الأساليب الأولية التي واجهت بها الجيش الإسرائيلي.

فصائل المقاومة
وتحت مظلة المقاومة الفلسطينية، هناك فصائل عدة قادرة جميعًا على خوض معركة طويلة ودك العمق الإسرائيلي بالصواريخ لمسافات متعددة، ومقاومة الاحتلال والاستعمار الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وتتمثل تلك الفصائل في كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وأبو كتائب أبو على مصطفى وكتائب المقاومة الوطنية، وتتسم تلك الفصائل كل منهم على حدة بصفة وهدف يختلف عن غيرها.

كتائب القسام
تعتبر «كتائب القسائم» واحدة من أبرز وأهم المقاومة الفلسطينية كونها الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وتعرف باسم «كتائب الشهيد عز الدين القسام» نسبة إلى العالم السوري والمجاهد عز الدين القسام، كما أن هدفها الأساسي هو تحرير كل شبر من فلسطين من قبضة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني التي سلبها الاحتلال منذ عام 1948.

وتمتلك «كتائب القسام» ترسانة عسكرية متمثلة في الصواريخ والطائرات الانتحارية، إضافة إلى وسائل أخرى لم يُكشف عنها بعد، جاء أحدثها طائرة مسيرة محلية الصنع من طراز «شهاب» استخدمت لقصف منصة الغاز في عرض البحر قبالة ساحل شمال غزة، فضلًا عن صاروخ «عياش 250» بعيد المدى الذي أطلقته على مطار رامون جنوب فلسطين.

وسبق أن أطلقت المقاومة الفلسطينية «صاروخ القسام» محلي الصنع كأول صاروخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية عام 2001، ومن ثم عملت على تطوير تلك الآلية حتى تمتعت بمدى وقدرة تأثيرية أكبر، آخرها الجيل الرابع الذي يعتقد أنه قادر على تحقيق مدى يبلغ 15 إلى 17 كيلو مترًا.

سرايا القدس
إلى جانب «كتائب القسام» تقف «سرايا القدس» في صف المقاومة الفلسطينية، والأخيرة تعتبر الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي بدورها تسعى إلى تحرير البلاد وعودة المهاجرين الفلسطينيين إلى وطنهم، وسبق وأن نفذت عمليات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، بما في ذلك سلسلة من العمليات الاستشهادية وإطلاق الصواريخ وقنص للجنود وتفجير للدبابات.

ورغم سرية المعلومات حول أسلحتها وعتادها العسكري، إلا أنه تم التأكيد على أن «سرايا القدس» تمتلك آلاف الصواريخ القادرة على هدم مدن في العمق الإسرائيلي، إلى جانب امتلاكها أسلحة متطورة يمكنها الإفلات من نظام الاعتراض الإسرائيلي.

كما أعلنت مؤخرًا أنها أدخلت عدة صواريخ جديدة ومتطورة للخدمة العسكرية منها (صاروخ القاسم المطور) الذي استهدفت به القوات العسكرية الإسرائيلية البرية شرق خان يونس، ومن أبرز عملياتها قصف المفاعل النووي الإسرائيلي «ستوراك» جنوب تل أبيب في يوليو 2014 بصاروخ بعيد المدى من نوع براق 70، وكذلك قصفت ميناء أسدود بصاروخ جراد في نوفمبر2019 وغيرهما العديد.

ألوية الناصر صلاح الدين
القائمة تشمل أيضًا ألوية الناصر صلاح الدين، وهي فصيل فلسطيني مسلح يعد بمثابة الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية التي تأسست لمواكبة قيام انتفاضة الأقصى عام 2001، كما أنها شنت هجمات عدة ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وساهمت في حماية البلاد خلال هجوم على قطاع غزة في نهاية عام 2008، ومؤخرًا تمكنت من قصف مدينة عسقلان برشقة صاروخية من طراز «جراد».

وسبق أن أنتجت «ألوية الناصر صلاح الدين» صاروخًا بعيد المدى تحت اسم «صواريخ ناصر» وأنتجت منها ثلاثة أجيال (ناصر 1، ناصر 2، ناصر 3)، يحمل أحدهما رأسًا متفجرًا يزن 13 كيلو جرامًا تقريبًا، ويتعدى مداه 15 كيلو مترًا.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
وهناك أيضًا كتائب الشهيد أبو على مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي تأسست عام 2000، يكمن نشاطها الأساسي في الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى إنها بدأت بمهاجمة دوريات الاحتلال وبتفجير عبوات ومهاجمة المستوطنات والحواجز العسكرية الإسرائيلية.

وتعرف كتائب الشهيد أبو على مصطفى بقوتها على الرد السريع وهو ما ظهر بعد اغتيال أمين عام الجبهة أبو على مصطفى، حيث إنها سرعان ما ردت على ذلك باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي حينها رحبعام زئيفي وفجرت موقع ناحل عوز العسكري، إلى جانب مشاركتها مؤخرًا في معركة «سيف القدس» عبر توجيه ضرباتٍ للاحتلال واستهداف مركبة صهيونية شمال القطاع، تلاها قصف صاروخي مكثف استهدف محيط تل أبيب.

كما توجد كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري لـ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والتي تشكلت عام 2000 في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، كما أنها اشتهرت بعمليات الاقتحام المتكررة للمستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية في الضفة وغزة.

ومؤخرًا أعلنت استمرارها في قصف المدن والمستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية المحاذية لقطاع غزة مثل مدينة عسقلان، زيكيم، كيسوفيم، إسناد صوفا) بعدد من الرشقات الصاروخية المتنوعة وقذائف الهاون كرد على ما تقوم به قوات الاحتلال بوجه غزة.

وفي هذا السياق قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق أن ما حدث في الفترة الماضية أكد أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه مهما بلغت قسوة قوات الاحتلال والقوات المساندة لها، وتوحد الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة ظاهرة إيجابية بالنسبة للفلسطينيين جديرة بتسليط الضوء عليها.

ومن ناحية أخرى على الجانب الإسرائيلي ثبت أنه لا القبة الحديدية ولا الأسلحة الحديثة تستطيع أن توفر لإسرائيل الأمان، وأن ما يمكنه أن يوفر لها الأمان هو ضرورة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وحل الدولتين إلى جانب السلام.

انقسام المجتمع الاسرائيلي
«رخا» لفت إلى أن المجتمع الإسرائيلي بدأ يشعر بوصول الصواريخ الفلسطينية إلى تل أبيب، وكذلك إيقاف الشركات الأجنبية حركة الطيران إليها، وكل ذلك أثبت أنه لن تكن بأمان طالما أنها لم تحقق السلام مع فلسطين، إضافة إلى ذلك الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي لأن الفلسطينيين داخل إسرائيل ممن يحملون جنسية البلاد لم يكونوا بمفردهم بل كانت هناك شريحة من اليهود الإسرائيليين تبدي تعاطفها معهم بشكل مستمر، كما بدا هناك اشتباكات داخل المجتمع الإسرائيلي مما دفع رئيس الدولة للتحذير من القيام بحرب أهلية.
الجريدة الرسمية