المنتصر الحقيقي في حرب غزة
كلاهما أعلن الانتصار. الضارب والمضروب. إسرائيل وحماس. حماس وإسرائيل. ليس ثمة تكرار هنا. كما أنه ليس ثمة تكرار في الحرب الرابعة، لأنها حرب واحدة تكررت أربع مرات، وقابلة للتكرار. هبة في القدس. صواريخ من غزة. طيران من إسرائيل. دمار في غزة. وساطة مصرية. وعود دولية بالإعمار. هدنة. خرق هدنة متقطع.
الفارق الوحيد في الحرب الرابعة، أن غزارة الصواريخ من غزة، رغم ضعف قدرتها التدميرية وضعت حماس في قلب المعادلة. كانت عيون العالم علي غزة بأكثر مما كانت علي رام الله. على الشرعية الفلسطينية.
كلاهما أعلن الانتصار: نتنياهو وهنية. الأول انتصر لأنه أزاح المعارضة المنافسة له علي منصب رئيس الحكومة. وانتصر لأنه قدم نفسه في صورة الزعيم القادر علي تدمير البنية التحتية الكاملة لمنظومة صنع الصواريخ، بما في ذلك تدمير غزة التى تحت الأرض. شبكة الأنفاق المترامية المتداخلة. مدينة كاملة. غزة فوق وغزة تحت. أما هنية فقد أعلن انتصاره، وعكست خطبه من داخل قطر إحساسا بالفوز، وأنه فرض علي إسرائيل الرعب. وهذا حقيقي.
من يتصدر المشهد
رغم موقفى من حماس بوصفها اعتدت على بلادنا وقتلت جنودنا وضباطنا، إلا أن من الإنصاف الاعتراف بأن حماس صارت بالفعل، وبدماء أكثر من ٢٩٠ شهيدا فلسطينيا، وما يزيد علي ثمانية آلاف مصاب، جزءا من الحل. التعبير الأخير للاتحاد الأوربي. المنظمة مصنفة إرهابية. لكنها حصلت علي ما يسمى شرعية الصمود بالصواريخ. شحبت صورة محمود عباس أبو مازن، وبرقت صور هنية والسنوار القائد الميداني لحماس في غزة.
وفي السعي الأوروبي والامريكي نحو حل سياسي يحول دون الحرب الخامسة، والسادسة، الى ما لانهاية، بدأت لغة الغرب تتحدث عن ضرورة الحوار بشكل ما مع حماس بوصفها جزءا من الحل. اتصالات الرئيس الامريكي جو بايدن مع الرئيس الفلسطيني كانت لتأكيد شرعيته.. وللحصول على موافقات بالتهدئة.. ولأن أبو مازن هو ممثل الشرعية الفلسطينية. مع ذلك فإن صور الأبراج التى يتم تدميرها علي الهواء. وصور الصواريخ التى تطير من غزة وتهز عسقلان وتل أبيب واشدود وغيرها.. كانت تنقل الوجه الحقيقي لمن يتصدر المشهد: غزة وليست رام الله.
وما حدث من عدوان على خطيب المسجد الأقصى في صلاة الجمعة في القدس، داخل المسجد هو تجسيد لما قلناه آنفا. اشاد الخطيب الذي ضربوه وقذفوه بالزجاجات والكراسى بمنظمة التحرير. ولم يذكر حماس. الانقسام قائم.
غزة ورام الله
لقد توحدوا تحت القصف. وتفرقوا تحت المنبر في بيت الله. فإذا لم يتوحدوا ستذهب ريحهم، وسيدير العالم ظهره لهم وسيقتنع زعماء الدنيا بأن إسرائيل على حق حين قالت إنها لا تعرف جهة تتفاوض معها.. رام الله ام حماس! وأن الفلسطينيين ليسوا علي قلب رجل واحد، بل شرايين قادتهم موصولة بإيران وبغيرها!
نتمنى ألا يهدر الفلسطينيون سواء في غزة أو رام الله دماء الشهداء، بحثا عن تأكيد زعامة.. لا زعامة علي جثث وأشلاء بشر وحجر.. الزعامة مسئولية.. وحين تصدت مصر للمسئولية القومية، فإنها مصرة هذه المرة علي فتح أفق سياسي، مستثمرة اقبال العالم علي ملف قضية دفنت تحت ركام الربيع العبرى قرابة العشر سنوات، حتى بعثها أهل القدس.. وصواريخ الغزاوية.
قبل أن يجلس الفلسطينيون إلى الإسرائيليين عليهم أولا أن يجلسوا إلى بعضهم البعض. من الفائز في الجولة الرابعة مكرر من الحرب؟! اليمين الديني علي الجانبين.
الفارق الوحيد في الحرب الرابعة، أن غزارة الصواريخ من غزة، رغم ضعف قدرتها التدميرية وضعت حماس في قلب المعادلة. كانت عيون العالم علي غزة بأكثر مما كانت علي رام الله. على الشرعية الفلسطينية.
كلاهما أعلن الانتصار: نتنياهو وهنية. الأول انتصر لأنه أزاح المعارضة المنافسة له علي منصب رئيس الحكومة. وانتصر لأنه قدم نفسه في صورة الزعيم القادر علي تدمير البنية التحتية الكاملة لمنظومة صنع الصواريخ، بما في ذلك تدمير غزة التى تحت الأرض. شبكة الأنفاق المترامية المتداخلة. مدينة كاملة. غزة فوق وغزة تحت. أما هنية فقد أعلن انتصاره، وعكست خطبه من داخل قطر إحساسا بالفوز، وأنه فرض علي إسرائيل الرعب. وهذا حقيقي.
من يتصدر المشهد
رغم موقفى من حماس بوصفها اعتدت على بلادنا وقتلت جنودنا وضباطنا، إلا أن من الإنصاف الاعتراف بأن حماس صارت بالفعل، وبدماء أكثر من ٢٩٠ شهيدا فلسطينيا، وما يزيد علي ثمانية آلاف مصاب، جزءا من الحل. التعبير الأخير للاتحاد الأوربي. المنظمة مصنفة إرهابية. لكنها حصلت علي ما يسمى شرعية الصمود بالصواريخ. شحبت صورة محمود عباس أبو مازن، وبرقت صور هنية والسنوار القائد الميداني لحماس في غزة.
وفي السعي الأوروبي والامريكي نحو حل سياسي يحول دون الحرب الخامسة، والسادسة، الى ما لانهاية، بدأت لغة الغرب تتحدث عن ضرورة الحوار بشكل ما مع حماس بوصفها جزءا من الحل. اتصالات الرئيس الامريكي جو بايدن مع الرئيس الفلسطيني كانت لتأكيد شرعيته.. وللحصول على موافقات بالتهدئة.. ولأن أبو مازن هو ممثل الشرعية الفلسطينية. مع ذلك فإن صور الأبراج التى يتم تدميرها علي الهواء. وصور الصواريخ التى تطير من غزة وتهز عسقلان وتل أبيب واشدود وغيرها.. كانت تنقل الوجه الحقيقي لمن يتصدر المشهد: غزة وليست رام الله.
وما حدث من عدوان على خطيب المسجد الأقصى في صلاة الجمعة في القدس، داخل المسجد هو تجسيد لما قلناه آنفا. اشاد الخطيب الذي ضربوه وقذفوه بالزجاجات والكراسى بمنظمة التحرير. ولم يذكر حماس. الانقسام قائم.
غزة ورام الله
لقد توحدوا تحت القصف. وتفرقوا تحت المنبر في بيت الله. فإذا لم يتوحدوا ستذهب ريحهم، وسيدير العالم ظهره لهم وسيقتنع زعماء الدنيا بأن إسرائيل على حق حين قالت إنها لا تعرف جهة تتفاوض معها.. رام الله ام حماس! وأن الفلسطينيين ليسوا علي قلب رجل واحد، بل شرايين قادتهم موصولة بإيران وبغيرها!
نتمنى ألا يهدر الفلسطينيون سواء في غزة أو رام الله دماء الشهداء، بحثا عن تأكيد زعامة.. لا زعامة علي جثث وأشلاء بشر وحجر.. الزعامة مسئولية.. وحين تصدت مصر للمسئولية القومية، فإنها مصرة هذه المرة علي فتح أفق سياسي، مستثمرة اقبال العالم علي ملف قضية دفنت تحت ركام الربيع العبرى قرابة العشر سنوات، حتى بعثها أهل القدس.. وصواريخ الغزاوية.
قبل أن يجلس الفلسطينيون إلى الإسرائيليين عليهم أولا أن يجلسوا إلى بعضهم البعض. من الفائز في الجولة الرابعة مكرر من الحرب؟! اليمين الديني علي الجانبين.