سر ملاحقة الغرب لخلايا الإخوان والإسلاميين في أوروبا
لم تعد أوروبا كما كانت بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية، القضية أصعب من حصرها في انحصار الأضواء عن التيار الديني في المنطقة العربية، ومن ثم لم يعد هناك من يريد الاستماع لهم خارجيا.
بل الأزمة في انكشاف كل أوراق تيار الإسلام السياسي وعلى رأسهم الإخوان، ومدى مسئوليتهم عن عزل المسلمين عن مجتمعات ذهبوا إليها طوعا، ورغبوا في الحصول على جنسيتها، وخطورة تواجدهم بها والعمل على أسلمة المجتمعات على المدى البعيد.
المرجعية الإخوانية
قال عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن المرجعية الفكرية الإخوانية، تعتبر المجتمعات الأوروبية والغربية إرثاً تاريخياً يمثل جزءاً صلباً من كيان دولة الخلافة الإسلامية.
وأوضح فاروق أن الإجراءات التي اتخذتها كل من فرنسا وألمانيا وسويسرا والنمسا، لوقف التمدد الإخواني، ليس من قبيل المصادفة، مردفا: أدركوا أمنياً وسياسياً حجم التغلغل الأصولي وخطورته في تغيير النمط السلوكي والفكري للدوائر الاجتماعية الأوروبية، وانجراف الكثير من متخرّجي المؤسسات الإخوانية إلى بوتقة التطرف والعنف المسلح، والاعتقاد بكفرية الحالة الغربية.
أضاف: خلال عملية الاختراق الغربي، كانت الجاليات والأقليات العربية والإسلامية، في مرمى المخطط الإخواني، إذ إنها الأداة الأكثر تأثيراً وفاعلية في الوصول إلى الدوائر المجتمعية والسياسية الأوروبية.
وذلك لسهولة توظيفها ضمنياً في نشر مرتكزاتها وأدبياتها العقائدية، وتحقيق مشروع الهيمنة على الغرب وفقاً للكثير من الوثائق المسربة أو المضبوطة من قبل الأجهزة الاستخبارية منذ تسعينات القرن الماضي.
تابع: في منتصف عام 2004، ضبطت السلطات الأمريكية وثيقةً إخوانية تحت عنوان "مذكرة تفسيرية للهدف الاستراتيجي لجماعة الإخوان في أمريكا الشمالية، صاغها في 22 (مايو) 1991، القيادي الإخواني محمد أكرم، وأُفرج عنها نهاية عام 2017.
قدمت المذكرة تصوراً تفصيلياً لخطة عمل الجماعة في أميركا الشمالية؛ مرتكزة على فكرتين أساسيتين؛ أولاهما: التوطين (التمكين)، وثانيتهما الانتقال من المنظومة الفردية إلى المنظومة المؤسسية، تحت ما يعرف بـ"الجهاد الحضاري"، بهدف إيجاد حركة أصولية فاعلة ونشطة في الخارج.
أصول الجاهلية
أضاف: دعت المذكرة الإخوانية، إلى ضرورة التوسع في إنشاء المساجد والمراكز والمؤسسات والمدارس الإسلامية، في محاولة لتغيير هوية المجتمعات الغربية، التي وصفتها بأنها تتعايش على أصول ومبادئ الجاهلية.
اختتم: ما تقوله المذكرة الإخوانية يحدث حتى الآن، تعمل الإخوان على تحقيق فكرة "أستاذية العالم"، على مستوى الجانب الاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والمهني، انتهاءً بالجانب العسكري.