رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الخارجية: عدم التوصل لاتفاق قبل الملء الثاني لسد النهضة ينبئ بتوتر المنطقة.. أدواتنا جاهزة للحفاظ على حقوقنا المائية

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري
رد وزير الخارجية سامح شكري، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب بقناة "mbc مصر"، على موقف مصر من الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي من قبل إثيوبيا، والتطورات الأخيرة في الملف الفلسطيني، وشروط تطبيع العلاقات مع تركيا، والموقف الأخير تجاه قطر.


التعنت الإثيوبي

وقال وزير الخارجية:"ما زالت تصريحات إثيوبيا تنم عن تعنت ومحاولة لفرض الأمر الواقع والإرادة علي الآخرين ولا تتسم بالدقة.

وأضاف: "يبدو أن إثيوبيا تبحث فقط عن كل ما يخدم مصالحها دون الآخرين دون الانشغال بإمكانية إلحاق الأضرار بمصالح الآخرين".

وشدد وزير الخارجية، على أنه لا يوجد أحد في العالم يعترف بسيادة أي دولة على نهر دولي مثلما تروج إثيوبيا.

اتفاق قانوني نهائي حول سد النهضة

وأكد شكري: الملء الثاني لسد النهضة إذا ما تم بشكل منفرد دون اتفاق شامل حول الملء والتشغيل فسنعتبر أن إثيوبيا قد خالفت تعهداتها وأنها متنصلة من الاتفاقيات العديدة التي أبرمتها مع دولتي المصب مصر والسودان".

وتابع: "إثيوبيا بعدم الوصول إلى اتفاق قانوني نهائي حول سد النهضة قبل الملء الثاني تعتبر بذلك خرجت عن القانون الدولي وخالفت اتفاقية المبادئ وتصبح دولة خارج عن القانون والتصرف المسؤول".

مصالح مصر المائية

وشدد وزير الخارجية على أن مصر لن تتهاون على الإطلاق في الدفاع عن مصالحها المائية وحصتها المائية وتصريحات الرئيس السيسي ووزير الري أكدت ذلك.

وتابع: "لن نقبل على الإطلاق بحدوث أي ضرر من سد النهضة على مصر، ونربط ذلك بالضرر الذي يقع علينا في التصرف الأحادي".

ضرر غير محتمل

وأوضح وزير الخارجية: هناك ضرر نستطيع أن نتحمله من سد النهضة، وهناك ضرر آخر لا نتحمله ولا نستوعبه لذلك نرفض التصرف الأحادي الإثيوبي في ملء وتخزين المياه خلف السد.

وأضاف: "يجب أن يحدث اتفاق قانوني مع دولتي المصب قبل حدوث الملء الثاني وإذا ما حدث فإنه ينبئ بتوتر وتداعيات نحاول تجنبها لأنها ستؤدي إلى توتر في المنطقة وعلاقة فيها تشاحن وزعزعة الأمن في القرن الإفريقي".

وأضاف: "لن نقبل بوقوع ضرر علينا من أي تصرف غير مسؤول من قبل إثيوبيا في حال الملء بشكل أحادي لسد النهضة".

وأوضح: "تحديد الضرر علي مصر من سد النهضة يتم رصده ومتابعته من قبل الأجهزة الفنية ووزارة الري".

تفعيل المسار الأفريقي في قضية سد النهضة


وتابع: "نأمل أن تتسم السياسية الإثيوبية بالمسؤولية وأن نصل إلى اتفاق"، مضيفا: "نرصد بشكل يومي وكل ساعة كل التطورات الخاصة ببناء السد وكميات المياه المنتظر هطولها في الفيضان حتى يمكن التعرف على النتائج التي يمكن أن تتولد حال الملء الأحادي من قبل إثيوبيا".

ولفت: "نسعى إلى تفعيل المسار الأفريقي بشكل مغاير لما كان عليه في الماضي ودخول الولايات المتحدة ودول أخرى ليكونوا شهود في التعرف علي الطرف المتعنت والذي يهرب من التوصل إلى اتفاق قبل اتخاذ أي قرارات سياسية حول الملف".

وشدد على أنه لا يمكن أن تقبل مصر بفرض الإرادة الإثيوبية على دولتي المصب، والدولة المصرية قادرة في الدفاع عن نفسها ولن تقبل بوقوع ضرر على المواطن المصري.

الخط الأحمر

ورد وزير الخارجية سامح شكرى، على سؤال الإعلامي عمرو أديب، حول الخط الأحمر بشأن سد النهضة، ومتى ينتهي الصبر المصري في هذا الملف؟

وأضاف: لا يمكنني الإفصاح عن الخط الأحمر بشأن سد النهضة الآن، ولكن هناك وضوحا كاملا بهذه النقطة.

الخطة المصرية بخصوص نهر النيل


وأكد وزير الخارجية: إن الدولة المصرية لديها القدرة والعزيمة والحرص للحفاظ على مصالحها المائية في نهر النيل، ولديها الأدوات لتحقيق ذلك.

وأوضح: "أدوات مصر في الحفاظ على مصالحها وحقوقها المائية متنوعة ومتدرجة ولها مناح عدة وتتخذ وفق خطة مرسومة ودقيقة تراعي المصالح المصرية"، متابعًا: سنتخذ مواقف مسؤولة وفيها حكمة وليست مدفوعة بالعواطف أو بالانفعال.

العلاقات مع تركيا

وكشف سامح شكري وزير الخارجية، آخر تطورات المباحثات المصرية التركية حول تطبيع العلاقات بين البلدين.

وتابع: الاتصال الهاتفي الذي جمعني بوزير الخارجية التركي كان فرصة لتأكيد ما تراه مصر ضروريا لاستئناف العلاقات وتطبيعها وتؤدي إلى استقرار المنطقة وعدم التعدي على الأمن القومي المصري".

المصالح المصرية


وأوضح: "المباحثات مع تركيا استكشافية وتعتبر جولة أولى وإذا كان هناك ما نستشعره تطور إيجابي سنتواصل حتى نصل إلى مرحلة الاطمئنان بوجود أرضية واضحة تلبي احتياجات الطرفين ونأمل بالحفاظ على المصالح المصرية بشكل كامل".

التصرفات التركية


وتابع: "نرصد التصريحات التركية ومدلولها وبعض التصرفات والقرارات ولكن علينا أن التأكد من أن هذه القرارات مستمرة ولها ديمومة قبل عودة العلاقات إلى طبيعتها".

العلاقات مع قطر

كشف وزير الخارجية سامح شكري، آخر تطورات العلاقات المصرية مع قطر وفقًا لاتفاق العلا.

وأوضح: إن الوضع مع قطر يسير بشكل جيد من كلا الطرفين وهناك جولة أخرى بعد أيام لتقييم تنفيذ النقاط التي تم إقرارها والاتفاق عليها في اتفاق وبيان العلا.

العلاقات مع قطر


وتابع: "نتطلع للتنفيذ الكامل لبيان العلا من جانب قطر لفتح مزيد من عودة العلاقات الطبيعية بين مصر والدوحة وكل المؤشرات حتى الآن ايجابية وتصب في مصلحة البلدين".

اجتماع مصري قطري


وأضاف: "مصر أوفت بكل التزاماتها وفق بيان العلا وقطر نفذت عدد من التزاماتها وسنتأكد من الوفاء بما تم إقراره في بيان العلا خلال الاجتماع القادم الذي يجمع وفدين من البلدين".
 
القضية الفلسطينية

قال وزير الخارجية سامح شكري، إنه منذ اندلاع التوتر الذي حدث في القدس وتصعيد العمليات العسكرية كانت مصر حريصة على مصلحة الشعب الفلسطيني وعدم إلحاق أي ضرر به ومنع أي اعتداءات على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة.

وأضاف: "الشعب الفلسطيني والأخوة في غزة تعرضوا لأعمال عسكرية لها تأثير بالغ عليهم ومصر كانت تعمل على إعفاء الشعب من ويلات الأعمال العسكرية".

وأضاف: "مصر  كانت علي تواصل مع حماس وإسرائيل حتى تم احتواء الأمر ولم تتسع رقعة المواجهة، ونركز حاليا علي الوفاء باحتياجات الإخوة في غزة".

وأشار:"نتعامل مع الأمر حول متابعة عدم خرق الهدنة بحذر واهتمام والغرض من زيارة الوفدين الأمنيين المصريين لغزة وتل أبيب لتثبت الهدنة ووضع الإجراءات التي تحفظ عدم حدوث أي شيء يكسر الهدنة، وتحدثت مع وزير الخارجية الاسرائيلي وهناك اهتمام إسرائيلي على تدعيم الهدنة وعدم خرقها".

وأضاف: "نرى أن خارطة الطريق منذ أن أعلن الرئيس السيسي بضرورة التفات الجميع بعد التوصل إلى الهدنة إلى حل الدولتين لإعفاء المنطقة من التوتر وأعمال العنف لذلك يجب علي المجتمع الدولي وأمريكا بعودة المفاوضات المباشرة من أجل إحقاق المشروعة للشعب الفلسطيني وحل الدولتين".

وأشار: "هناك علاقات مصرية أمريكية استراتيجية والإتصالات بين الأجهزة في الدولتين مستمرة خلال الفترة السابقة وتوجت بالإتصال الهاتفي بين السيسي وبايدن اتساقا بالدور المصري البارز في التوصل إلى هدنة في فلسطين".

وتابع: "علينا أن نتشاور مع الطرفين والشركاء الدوليين والرباعية الدولية من أجل عقد مفاوضات فلسطينية إسرائيلية في مصر مستقبلًا".

يجب أن يعي كل الأطراف ضرورة التوصل إلى حل نهائي شامل لإقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

ولفت: "سعى مصر منذ العشر الأواخر من رمضان كان التحذير للكف علي الإجراءات الاستفزازية في حي الشيخ جراح ومنع الاعتداءات علي المقدسات الدينية ".

وتابع: "يجب علي إسرائيل الكف عن أي إجراءات استفزازية لعدم كسر الهدنة أو حدوث أي تصعيد وعدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها التهاب الموقف وزيادة التصعيد".

ولفت: "الرئيس السيسي مطلع بشكل وثيق على كل التطورات في القضية الفلسطينية وهي في أولويات الشعب والحكومة المصرية وستظل الدولة تقف بجانب الأشقاء الفلسطينيين".
 
الجريدة الرسمية