البيضة والفرخة.. الملء والضرر!
يمكن وضع عنوان آخر
هو البيضة ولا الفرخة.. أيهما جاء أولا.. للعبة الاستغماية الجارية عبر التصريحات الدبلوماسية
المتبادلة، والمختلطة، علي الجانبين المصرى، أساسا، والإثيوبي صياد الهفوات لتعزيز
موقفه في تبرير سرقة مياه مصر بوضع اليد.. وفي حالة البيضة أم الفرخة المتعلقة بأزمة
سد النهضة.. فإن ما أثاره حوار وزير الخارجية سامح شكرى قبل يومين علي قناة Ten مع الزميل
نشأت الديهي، فتح أبوابا واسعة للتأويلات، استثمرتها إثيوبيا بالانتقاء والاجتزاء،
وحتى كتابة هذه السطور فأن الخارجية المصرية لم تصدر توضيحات تزيل الالتباس عند الناس حول السد الأزمة.
كلام الوزير أولا أنه لابد من توقيع اتفاق علي قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. وإذا قامت إثيوبيا بإتمام الملء ووقع ضرر جسيم، فإن مصر سوف تتخذ إجراءات كثيرة.. دبلوماسية وسياسية وغيرها (والأخيرة هي الحل الباتر) وما بين القوسين هو رأيي ككاتب وليس كلام الوزير..
الملء أم الضرر
إذن لن تتحرك مصر إلا إذا وقع الضرر.. ففيم إذن كانت المفاوضات؟ هنا لا يمكن إغفال ما ذكره الوزير من أن مصر مقبلة علي مفاوضات جديدة موسعة الخبراء، تحت قيادة الاتحاد الافريقي ومتمسكة بتوقيع اتفاق يضمن قواعد التشغيل والملء.. تحسبا لسنوات الجفاف.
لو تمعنا حوار وزير الخارجية، فإنه انطوى على إشارات تسمح بالمرونة المحسوبة، وبأن سياسة القوة ليست الهدف الأول، لكنها ستكون الحل الأخير لوقف الضرر علي مصر وعلي السودان. وبالعودة لنقطة الأضرار فإن الرأي العام ليس متخوفا فحسب من نقص المياه، بقدر ما إتخذت الحكومة من إجراءات ترشيد وتدوير وتكرير ومعالجة ومحطات تحلية، الرأي العام متخوف من تحويل سد النهضة إلي قنبلة مائية إذا ضربتها أغرقت السودان وبلغتك فيضاناته.. ثم الأخطر أن السكوت علي سد يفتح المجال أمام سدود أخرى.. ومحابس متعددة ومطامع لبيع المياه.
الملء أولا.. ثم الضرر، أم التفاوض للاتفاق لمنع الضرر؟ إذا ملأت اثيوبيا دون اتفاق فقد فرضت ارادتها السياسية علي القاهرة والخرطوم، ولا نتصور أن مصر ستقبل بذلك، ولن تسمح به قط.. ففيم إذن الطرح المربك فيما جاء علي لسان وزير الخارجية؟
طوق النجاة غالبا هو الثقة الكاملة في أداء الدولة، ظاهرها وباطنها، سطحها وعمقها، وقيادة مختبرة، لم تفرط.
الملء عنوة.. يتبعه قرار عنوة!
كلام الوزير أولا أنه لابد من توقيع اتفاق علي قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. وإذا قامت إثيوبيا بإتمام الملء ووقع ضرر جسيم، فإن مصر سوف تتخذ إجراءات كثيرة.. دبلوماسية وسياسية وغيرها (والأخيرة هي الحل الباتر) وما بين القوسين هو رأيي ككاتب وليس كلام الوزير..
الملء أم الضرر
إذن لن تتحرك مصر إلا إذا وقع الضرر.. ففيم إذن كانت المفاوضات؟ هنا لا يمكن إغفال ما ذكره الوزير من أن مصر مقبلة علي مفاوضات جديدة موسعة الخبراء، تحت قيادة الاتحاد الافريقي ومتمسكة بتوقيع اتفاق يضمن قواعد التشغيل والملء.. تحسبا لسنوات الجفاف.
لو تمعنا حوار وزير الخارجية، فإنه انطوى على إشارات تسمح بالمرونة المحسوبة، وبأن سياسة القوة ليست الهدف الأول، لكنها ستكون الحل الأخير لوقف الضرر علي مصر وعلي السودان. وبالعودة لنقطة الأضرار فإن الرأي العام ليس متخوفا فحسب من نقص المياه، بقدر ما إتخذت الحكومة من إجراءات ترشيد وتدوير وتكرير ومعالجة ومحطات تحلية، الرأي العام متخوف من تحويل سد النهضة إلي قنبلة مائية إذا ضربتها أغرقت السودان وبلغتك فيضاناته.. ثم الأخطر أن السكوت علي سد يفتح المجال أمام سدود أخرى.. ومحابس متعددة ومطامع لبيع المياه.
الملء أولا.. ثم الضرر، أم التفاوض للاتفاق لمنع الضرر؟ إذا ملأت اثيوبيا دون اتفاق فقد فرضت ارادتها السياسية علي القاهرة والخرطوم، ولا نتصور أن مصر ستقبل بذلك، ولن تسمح به قط.. ففيم إذن الطرح المربك فيما جاء علي لسان وزير الخارجية؟
طوق النجاة غالبا هو الثقة الكاملة في أداء الدولة، ظاهرها وباطنها، سطحها وعمقها، وقيادة مختبرة، لم تفرط.
الملء عنوة.. يتبعه قرار عنوة!