رئيس التحرير
عصام كامل

ما هو القضاء والقدر؟.. وكيف يؤمن به المسلم على الوجه الصحيح؟

على جمعة المفتى السابق
على جمعة المفتى السابق
يسأل الناس عن القضاء والقدر وهل من ثبوت العقيدة الايمان بهما ؟ وأجاب الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق فقال: الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الايمان ، بل هو أهم مظاهر الايمان بالله،

ويتمثل دستور الايمان بالقدر فى قول الله تعالى فى سورة القمر( إنا كل شئ خلقناه بقدر) .

وما قاله عبادة ابن الصامت لإبنه :يابنى انك لن تجد طعم حقيقة الايمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ن وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن  اول ما خلق الله القلم ، فقال له اكتب .قال : رب وماذا أكتب ؟قال : اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة " ، يابنى انى سمعت رسول الله يقول "من مات على غير هذا فليس منى ".

لا فاعل إلا الله 
وقوله صلى الله عليه وسلم لإبن عباس رضى الله عنهما " واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشئ لم ينفعوك بشئ قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على ان يضروك بشئ لم يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف " اخرجه احمد والترمذى وابن حيان .

فينبغى على المسلم ان يعتقد اعتقادا جازما بانه لا فعل الا الله وان كل مايجرى فى الكون ، وكل ماجرى ، وكل ما سيجرى هو فعل الله سبحانه وتعالى ، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل .

حكمة الابتلاء 
وتوجد حكمة عالية فى قضية القضاء والقدر ، وهى حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله ، فالانسان لايعلم ماذا كتب عليه غدا ، ولذلك من حقه ان يتمنى ، وأن يسعى الى تحقيق ماهو مباح ومشروع ، فعندما لا تتحقق هذه الامانى والاحلام ويختلف مارتبه المخلوق مع ما اراده الخالق يظهر الايمان الحقيقى.

واذا كان ما كتبه الخالق أحب اليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح ، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصى الجاهل .وقد يترتب على عدم رضاه الخروج من الملة والعياذ بالله.

التعبير عن الإيمان 
فالايمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلى للايمان بالله ، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله فيجب ان تؤمن بأثر هذه الصفات وهى افعاله سبحانه وتعالى ، فالايمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل الا لله ، وان ترضى بما يصدر فى الكون عن الله حتى تكون عبدا ربانيا .

اختيار الإنسان وقدرته 
ولا تنافى بين اعتقادك ان الفعل لله وحده وبين كونك مختارا مريدا فإن اختيار الانسان وارادته محسوس لا ينكره عاقل ومن انكره كذب بالمحسوس ، وكذب بنصوص القرآن التى اثبتت للانسان قدرة ومشيئة واختيارا ، قال تعالى و(هديناه النجدين ) وقال سبحانه (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ) .

فالصواب فى تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلا واختيارا ، وأن تعتقد ان الله هو الفعال وهو صاحب الامر .

فالقدر سر الله فى خلقه ، ولذا ترى بعض العارفين كأبى عباس الحريثى يقول : نظر الى الخلق بعين الشريعة مقتهم ، ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم ، فالعارف مستبصر بسر الله فى خلقه .. والله تعالى أعلى وأعلم .
الجريدة الرسمية