أهل بدو يدعمون الإرهاب.. قصة تصريح مهين فخخ العلاقات بين السعودية ولبنان | فيديو
تفجرت خلال
الساعات الماضية أزمة دبلوماسية هائلة بين المملكة العربية السعودية ولبنان، على
خلفية تصريحات لوزير الخارجية فى حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل وهبة، اتهم
فيها المملكة بدعم الإرهاب فى المنطقة وذهب بعيدا بوصفهم بـ"أهل بدو".
وخلال السطور التالية تعرض "فيتو" قصة تصريح الأزمة التى استدعت الرد الرسمى من الرياض، كما سارعت رموز سعودية من العائلة المالكة وأخرون فى مناصب تنفيذية للرد على الإهانة اللبنانية.
إهانة شربل للسعودية
بدأت حكاية اللغم الدبلوماسي بين البلدين، خلال مقابلة على قناة "الحرة" ضمت كل من وزير خارجية لبنان فى حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، وأيضا المحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري.
وزعم وهبة فى المقابلة قائلا: "دول المحبة والصداقة والأخوة، أوصلوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية -داعش- وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر"، في إشارة إلى الأراضي التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.
وعند سؤاله عما إذا كان يقصد بتلك الدول " دول الخليج" ، قال وهبي إنه لا يريد ذكر أسماء، ولكن ردا على سؤال حول ما إذا كانت دول الخليج قد مولت الحركة الإسلامية قال: "من الذي مولهم إذا، أنا؟".
أهل بدو
وقبل نهاية المقابلة أظهر مقطع فيديو ترك الوزير اللبناني الاستوديو معترضا على مهاجمة الضيف السعودي سليمان الأنصاري لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلا: "أنا بلبنان ويهينني واحد من أهل البدو".
دقائق معدودات استغرقتها الفقرة خلال اللقاء، لكنها تركت خلفها أزمة من شأنها التأثير على العلاقات لأعوام قادمة، خصوصا لما تملكه الرياض من نفوذ بالداخل اللبنانى سهل عليها القيام بالوساطة فى جميع الأزمات منذ الحرب الأهلية، وكانت شريك فاعل فى جميع الأزمات التى تمر بها بيروت بعد تحولت لحديقة خلفية لقوى إقليمية سياسية وإيديولوجية.
تحرك رسمي
رسميا، استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني اليوم الثلاثاء لتسليم مذكرة للاحتجاج على ما وصفته بـ "التجاوزات" التي ارتكبها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة.
ورفض بيان صادر من المكتب الإعلامي للسفارة السعودية بالقاهرة تصريحات وهبة، وجاء فيه: "وزارة الخارجية إذ تعرب عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة، لتؤكد مجددا على أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين".
وأضاف البيان: "نظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين فقد استدعت الوزارة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".
رفض لبنانى
ومن الجانب اللبنانى، كان الرئيس ميشال عون قد أعلن فى وقت سابق اليوم الثلاثاء أن التعليقات التي أدلى بها شربل وهبة، في مقابلة تلفزيونية بحق دول الخليج تعكس رأيه الشخصي وليس رأي الدولة.
وقال بيان صادر من المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية، نؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وعلى حرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة".
كما أعرب رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، عن رفضه لتلك التصريحات قائلا: إنها قد تضر بالعلاقات الخارجية في وقت يواجه فيه لبنان أزمات متعددة.
وقال الحريري في بيان على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، إن الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية على قناة الحرة، كلام لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسة الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية.
استياء سعودي
كما أبدى الأمير السعودي، سطام بن خالد آل سعود، استغرابه مما عدّه "ضحالة تفكير" و"وقاحة" وزير الخارجي المُكلف في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية. وغرّد عبر تويتر: "استغربت وزير خارجية بهذا المستوى الضحل من التفكير والوقاحة وبلده قاب قوسين او أدنى من الانهيار التام ويسيء ويتهم دولة شقيقه وقفت وساندة بلده بكل حب وسخاء بهذي الأكاذيب والادعاءات الباطلة وتسخر من شعبها بأنهم بدو وهي فخر لكل عربي أصيل!.."، مُرفقًا التغريدة بصورة لشربل وهبة.
أيضا كتب تركي آل الشيخ تغريدة على تويتر: "شامخين كنا ولازلنا من الجاهلية إلى اليوم! ... يا .... عايرتنا باكثر شي نفتخر فيه! اصلنا وفصلنا!!!".
وتساءل آل الشيخ: "هل يعود لبنان الجميل الذي أنجب مفكرين مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومبدعين مثل فيروز ووديع الصافي وهل يعود لبنان بثقافته وفنه ورقي أهله كما كان عزيزاً لدى كل عربي.. لا تقسو على اهلنا في لبنان فهم مظلومين وابتلاء ... الله يصبرهم!".
تداعيات التصريح
خطورة تصريحات شربل التى تعد سابقة فى تاريخ العلاقات السعودية اللبنانية، تتمثل فى دخول دبلوماسي رفيع المستوي بهذا الحجم فى أتون صراع دائر بين الرياض وطهران حول القضية اللبنانية، التى تصر الجمهورية الإيرانية على تمكين حزب الله الشيعى من مفاصل الدولة، فى المقابل تدعم السعودي تيار المستقبل الممثل للتيار السنى بهدف فرملة التمدد الإيرانى فى الداخل اللبنانى خشية العودة بالدولة لعقود زمنية يصبح الحاكم الأعلى فيها لمن يملك السلاح.
وحال قررت المملكة الانسحاب من الأزمة وترك لبنان لمجهول عابر للحدود، فمن المؤكد أن بيروت سوف تسقط فريسة فى قبضة مشروع مغاير للهوية العربية.
وخلال السطور التالية تعرض "فيتو" قصة تصريح الأزمة التى استدعت الرد الرسمى من الرياض، كما سارعت رموز سعودية من العائلة المالكة وأخرون فى مناصب تنفيذية للرد على الإهانة اللبنانية.
إهانة شربل للسعودية
بدأت حكاية اللغم الدبلوماسي بين البلدين، خلال مقابلة على قناة "الحرة" ضمت كل من وزير خارجية لبنان فى حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، وأيضا المحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري.
وزعم وهبة فى المقابلة قائلا: "دول المحبة والصداقة والأخوة، أوصلوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية -داعش- وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر"، في إشارة إلى الأراضي التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.
وعند سؤاله عما إذا كان يقصد بتلك الدول " دول الخليج" ، قال وهبي إنه لا يريد ذكر أسماء، ولكن ردا على سؤال حول ما إذا كانت دول الخليج قد مولت الحركة الإسلامية قال: "من الذي مولهم إذا، أنا؟".
أهل بدو
وقبل نهاية المقابلة أظهر مقطع فيديو ترك الوزير اللبناني الاستوديو معترضا على مهاجمة الضيف السعودي سليمان الأنصاري لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلا: "أنا بلبنان ويهينني واحد من أهل البدو".
دقائق معدودات استغرقتها الفقرة خلال اللقاء، لكنها تركت خلفها أزمة من شأنها التأثير على العلاقات لأعوام قادمة، خصوصا لما تملكه الرياض من نفوذ بالداخل اللبنانى سهل عليها القيام بالوساطة فى جميع الأزمات منذ الحرب الأهلية، وكانت شريك فاعل فى جميع الأزمات التى تمر بها بيروت بعد تحولت لحديقة خلفية لقوى إقليمية سياسية وإيديولوجية.
تحرك رسمي
رسميا، استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني اليوم الثلاثاء لتسليم مذكرة للاحتجاج على ما وصفته بـ "التجاوزات" التي ارتكبها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة.
ورفض بيان صادر من المكتب الإعلامي للسفارة السعودية بالقاهرة تصريحات وهبة، وجاء فيه: "وزارة الخارجية إذ تعرب عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة، لتؤكد مجددا على أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين".
وأضاف البيان: "نظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين فقد استدعت الوزارة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".
رفض لبنانى
ومن الجانب اللبنانى، كان الرئيس ميشال عون قد أعلن فى وقت سابق اليوم الثلاثاء أن التعليقات التي أدلى بها شربل وهبة، في مقابلة تلفزيونية بحق دول الخليج تعكس رأيه الشخصي وليس رأي الدولة.
وقال بيان صادر من المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية، نؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وعلى حرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة".
كما أعرب رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، عن رفضه لتلك التصريحات قائلا: إنها قد تضر بالعلاقات الخارجية في وقت يواجه فيه لبنان أزمات متعددة.
وقال الحريري في بيان على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، إن الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية على قناة الحرة، كلام لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسة الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية.
استياء سعودي
كما أبدى الأمير السعودي، سطام بن خالد آل سعود، استغرابه مما عدّه "ضحالة تفكير" و"وقاحة" وزير الخارجي المُكلف في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية. وغرّد عبر تويتر: "استغربت وزير خارجية بهذا المستوى الضحل من التفكير والوقاحة وبلده قاب قوسين او أدنى من الانهيار التام ويسيء ويتهم دولة شقيقه وقفت وساندة بلده بكل حب وسخاء بهذي الأكاذيب والادعاءات الباطلة وتسخر من شعبها بأنهم بدو وهي فخر لكل عربي أصيل!.."، مُرفقًا التغريدة بصورة لشربل وهبة.
أيضا كتب تركي آل الشيخ تغريدة على تويتر: "شامخين كنا ولازلنا من الجاهلية إلى اليوم! ... يا .... عايرتنا باكثر شي نفتخر فيه! اصلنا وفصلنا!!!".
وتساءل آل الشيخ: "هل يعود لبنان الجميل الذي أنجب مفكرين مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومبدعين مثل فيروز ووديع الصافي وهل يعود لبنان بثقافته وفنه ورقي أهله كما كان عزيزاً لدى كل عربي.. لا تقسو على اهلنا في لبنان فهم مظلومين وابتلاء ... الله يصبرهم!".
تداعيات التصريح
خطورة تصريحات شربل التى تعد سابقة فى تاريخ العلاقات السعودية اللبنانية، تتمثل فى دخول دبلوماسي رفيع المستوي بهذا الحجم فى أتون صراع دائر بين الرياض وطهران حول القضية اللبنانية، التى تصر الجمهورية الإيرانية على تمكين حزب الله الشيعى من مفاصل الدولة، فى المقابل تدعم السعودي تيار المستقبل الممثل للتيار السنى بهدف فرملة التمدد الإيرانى فى الداخل اللبنانى خشية العودة بالدولة لعقود زمنية يصبح الحاكم الأعلى فيها لمن يملك السلاح.
وحال قررت المملكة الانسحاب من الأزمة وترك لبنان لمجهول عابر للحدود، فمن المؤكد أن بيروت سوف تسقط فريسة فى قبضة مشروع مغاير للهوية العربية.