رئيس التحرير
عصام كامل

دراما رمضان ترد الاعتبار لبرنامج ٤٨ ساعة

كانت أحداث مسلسلات هجمة مرتدة والاختيار والقاهرة- كابول هي شرح بسيط لأحداث كبرى جرت وقائعها في مصر والمنطقة وبدا وكأن تلك الدراما الراقية تذكر الناس بالشرح وليس بالتتظير المؤامرة الكبري علي تلك المنطقة، خاصة وأن الاحداث لاتزال ساخنة ولم يتجاوز عمرها السنوات العشر وبدت وكأنها رد اعتبار لبعض الأشخاص الذين فرمتهم الأيام لأنهم قالوا كلمة حق في الوقت المناسب، وهم الصحفية نجاة عبد الرحمن، وبشير حسن، وأنا في قناة المحور..


حينما قامت نجاة عبد الرحمن بشجاعة هي والزميل بشير حسن وفي عز الأحداث بكشف المستور وفضح المؤامرة على هذا البلد وقامت الدنيا ولم تقعد، وبدلا من تكريم هذا الفريق تم التنكيل بهم بل وقامت نقابة الصحفيين بمحاكمتهم وتم تشريد نجاة عبد الرحمن من يومها وحتى الآن، بينما من خانوا وباعوا وتلونوا وأكلوا علي كل الموائد أصبحوا في صدارة المشهد من يومها وحتي الان..

اتهامات باطلة
بل أن بعض الممولين من الخارج وضعوا قائمة سوداء للوطنيين وإتهام نجاة عبدالرحمن بالخيانة والجاسوسية وكل أشكال الاتهامات الباطلة بل وتعريضها لمحاولات عديدة للاغتيال والتصفية الجسدية بجانب الاغتيال المعنوي لكل فريق عمل برنامج ٤٨ ساعة، والمؤلم أن نجاة عبد الرحمن حينما راحت للصحفيين وبعض الاعلاميين أيامها لشرح الموقف استهانوا بها بل وسبوها وطردوها، وهم الآن يكررون ما كشفته في الوقت المناسب، وليس مهما الأسماء فهم لا يزالون يتكسبون بمهارة من النفاق والتجارة بالوطن.

وأظن أن الوقت قد حان لكي تكرم نقابة الصحفيين هذا الفريق الذي قام بواجبه المهني ووقف ضد رياح الخيانة والشائعات وحروب الجيل الرابع، والتي كانت جديدة علي الوعي وكانت مجرد نظريات وهي نوع جديد تتميز بأنها حروب بالإكراه تهدف إلى إفشال الدولة القومية المستهدفة، وزعزعة استقرارها وإفقادها سيطرتها شبه الكاملة على القوات العسكرية وعودة أنماط الصراعات التقليدية من طائفية ومذهبية وقبلية، ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الاميركية..

وفي هذا الواقع الجديد يصبح المواطنون مرتزقة عند عدوهم الامريكان وهو ما كشفته نجاة عبد الرحمن، حيث كانت واحدة ممن سافروا لتلقي التدريبات علي الفوضي الخلاقة، وقد ارتبط ظهور حروب الجيل الرابع بجعل الدولة تحارب نفسها من خلال عملاء منها، لذلك فهي لا تعتمد على قوة السلاح، لكنها تعتمد على قوة العقل والمال والفكر المؤامراتي، ومواقع التواصل الاجتماعي التي دخلت في إطار هذه الحروب مؤخرًا، وساعدت في نشر الشائعات..

 تدريب الثوار
كان دستور هؤلاء العملاء كتابات جين شارب عراب الفوضي  المنظمة ومن أشهر كتاباته "من الديكتاتورية إلى الديمقراطية" وهذا الكتاب كان وراء الثورات الملونة في أوروبا الشرقية، واستخدمته حركة "أوتبور" في صربيا وحركة "كمارا" في جورجيا وحركة "بورا" في أوكرانيا وحركة "كيلكل" في قرغيزستان، وكانت أساسا لجميع أعمال العصيان المدني في لاتفيا وليتوانيا واستونيا وأخيرا حركة 6 إبريل في مصر..

وليس سرا أن وزارة الخارجية الأمريكية قد خصصت اعتمادات مالية ضخمة لتدريب و توفير العدد البشري اللازم والكفء لوضع تلك الكفاءة على ذمة المتظاهرين حتى تكون هناك تكتيكات و خطط و تصرفات مدروسة بعناية شديدة لإعطاء المظاهرات طابعا سلميا مدلسا، كما أنه كان مطلوبا من هؤلاء “الثوريين المحترفين” أن تكون المظاهرات منظمة بشكل يشتت انتباه وقدرة المؤسسة الأمنية لتسهيل قيام بعض المتظاهرين بعمليات نوعية تستهدف مقرات أمن الدولة وأرشيف وزارة الداخلية.

وقد إعترف بهذا التدخل الخارجي الفج رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني في برنامج "الحقيقة" في تلفزيون قطر في أكتوبر 2017 حين اعترف أنه وفي السنوات الأولى للأحداث تم انفاق أكثر من 13 مليار دولار لإسقاط نظام الاسد ودعم المعارضة في ليبيا واليمن، وعن التدخل في سوريا تحديداً قال: "أي شيء يذهب إلى سوريا كان يتم عبر تركيا ويُنسَّق مع القوّات الأميركية وكان توزيع كل شيء يتمّ عن طريق القوات الأميركية والأتراك ونحن، كلهم موجودون عسكرياً في سوريا".

وهناك وثايق كثيرة ستفضح كل هؤلاء ومن بينها وثيقة للسفارة الأمريكية، تم نشرها في جريدة الديلي تلجراف، عن مراسلات للسفارة الأمريكية بمصر للعاصمة واشنطن حول مخطط لأحد قادة حركة 6 أبريل (إسمه غير مذكور وهناك حرص واضح بالوثيقة على عدم ذكر إسمه)، يحدد المخطط أو خريطة الطريق بأن عام 2011 سيكون عام التحول الديمقراطي فى مصر والإطاحة بالنظام السابق قبل إنتخابات الرئاسة، وتتحدث الوثيقة عن لقاءات هذا القيادي بأعضاء السفارة الأمريكية وسفرياته إلى العاصمة الأمريكية ولقاءاته مع أعضاء بالكونجرس وعرض مخططه عليهم وتشجيعهم له.
الجريدة الرسمية