كيف نحافظ على استمرار العبادة بعد رمضان؟
معنى شهر رمضان شهر الخير والبركات والرحمة والتقوى والصدق مع النفس، لكن بمجرد انتهاء الشهر الكريم تعود الأمور عند الكثيرين الى ماكانت عليه من خلل فى العبادة والسلوكيات وكأن رمضان لم يترك أثره فى النفوس حتى أنه ينطبق علينا القول إننا موسميين حتى فى العبادة .. فكيف نحافظ على العبادة طوال العام أسوة شهر رمضان المبارك؟
ويرى الدكتور نبيل غنايم أستاذ الدراسات الإسلامية أن هناك تناقضا ظاهرا بين سلوك الناس فى رمضان وما بعد رمضان من حيث الاستقامة والخضوع والخشية والخوف من الله عز وجل وابتغاء مرضاته وطمعا فى ثوابه.
والمفروض أن الإيمان يستمر قويا ويستمر اليقين والإخلاص شديدا إلا أن بعض الناس لا يفعلون الخير إلا فى رمضان ولا يصلون الجماعة إلا يوم الجمعة.
أنهم لم يستوعبوا دروس رمضان فيرتدون على أعقابهم خاسرين، يجب على الناس ان يحافظوا على مكاسب رمضان من حيث الاستقامة والأجر والثواب طول العام فرب رمضان هو رب جميع الشهور والأعوام.
مكاسب رمضان
ويقول الدكتور طه أبو كريشة الأستاذ السابق بجامعة الأزهر: إن الهدف من عبادة الله فى شهر الخير وكل الشهور هو تحقيق ثمرة التقوى وهى ليست ثوبا يلبسه المسلم وقتما يشاء ويخلعه متى يشاء وإنما هى صفة يجب ان تكون ملازمة للنفس فى كل زمان ومكان امتثالا لقول رسول الله (اتق الله حيثما كنت).
ولذلك يجب على كل مسلم أن يدرك أنه اكتسب من وراء صومه طهرة لقلبه وتهذيبا لجوارحه وصفاء لروحه وثباتا على الصراط المستقيم ، فالمؤمن الصادق يوقن ان الله عز وجل هو رب كل وقت وأن رمضان فيه الصيام والصلاة والذكر والشكر والصدقة والبعد عن السيئات فى القول والفعل فإن ذلك يكون نوعا من العهد مع الله الذى يجب الوفاء به.
السمو بالنفس عن المعاصى
ويوضح الدكتور صبرى عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن السابق بجامعة الأزهر: إن المسلمين اعتادوا فى رمضان على إتيان العبادات والخصال الحسنة كمغفرة للذنوب وستر للعباد من النار.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصيام جنة) أى ستر للعباد من النار ومن الوقوع فى المعاصى والخطايا لأن الصيام يسمو بالنفس من الوقوع فى الهاوية، ففى رمضان يحرص المسلمون على المحافظة على الجماعة وتمتلئ المساجد بالمصلين فلا يخفى على المسلم ثواب الجماعة وهذا الثواب دائم فى كل صلاة وفى كل وقت.
لكننا نجد المسلمون يحرصون عليها فى رمضان أكثر من أى شهر آخر وكذلك الحرص على قيام الليل وقراءة القرآن حتى فى المواصلات وفى كل مكان حريصين على ختمه عدة مرات، فلماذا لا يحرص المسلمون على قراءة القرآن وقيام الليل كل شهور العام خاصة وأنها من صور العبادة الواجبة على المسلمين.
مجاهدة النفس فى جميع الشهور
ويضيف الدكتور صبرى أننا نحتاج إلى أن تكون السنة رمضان لنطبق سلوكه وأخلاقياته من سمو بالروحانيات ومجاهدة النفس فى جميع شهور السنة حتى نرضى الله تعالى ونكسب ثوابه.