تاريخ "العيدية" من الفاطميين حتى الآن .. تعرف عليه
مع عيد الفطر، وتحديدا في اليوم الأول من العيد، وعندما تتجمع العائلات يقدم الكبار من الاجداد والأعمام والاخوال، وحتى الآباء، للأطفال الصغار "العيدية"، كما أصبحت تنتظرها الزوجات من أزواجها، والفتيات من خطابها.
ولكن قد يتسآل البعض، عن أصل العيدية، وكيف ولماذا ظهرت.
في الدولة الفاطمية
يرجع ظهور "العيدية" إلى الدولة الفاطمية، إذ خصص الفاطميون لكل مناسبة دينية رسما ماليا توزع معه العيديات النقدية والعينية، ففي عيدي الفطر والأضحى، كان الخلفاء يوزعون على الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة العيد مقادير مختلفة من الدراهم الذهبية، مع توزيع كسوة العيد على موظفي الدولة، مصحوبة بمبالغ من الدنانيرالذهب تختلف حسب رتبهم الوظيفية.
عيد الأضحى في المقدمة
كانت العيدية تحظى باهتمام أكبر في عيد الأضحى، فقد رصد الفاطميون لرسوم العيدية عام 515هجرية، وخلال خلافة الحاكم بأمر الله نحو 3 آلاف و307 دنانير ذهبية.
عطايا الخليفة من الذهب والفضة
وتم توزيع "ذهب المعز" أيضا كعطايا عندما يذهب الناس إلى قصر الخليفة الفاطمي لتهنئته صباح يوم العيد، إذ كان الخليفة يطل عليهم من شرفة أعلى باب القصر ليفرق عليهم الدراهم الفضية والدنانير الذهبية، وعرفت تلك النقود باسم "العيدية" نظرا لارتباط الحصول عليها بقدوم العيد.
ولم تتوقف الدولة الفاطمية عن منح العيدية إلا في آخر أيامها عندما اضطربت الأحوال الداخلية بسبب الحملات الصليبية على بلاد الشام وأطراف مصر الشرقية.
وقف العيدية عن الشعب
اضطر صلاح الدين الأيوبي لوقف "العيدية" عن الشعب، وحتى عن أصحاب الوظائف المدنية، واكتفت الدولتان الأيوبية والمملوكية بصرفها للجنود من المماليك، وبصفة خاصة في عيد الأضحى.
ففي العصر المملوكي كان السلطان يقدم راتبا للأمراء والجنود بمناسبة قدوم العيد، وفقا لرتبة كل منهم بحيث يحصل الأقل رتبة على عيدية أقل مما يحصل عليها الأعلى رتبة.
واسم العيدية المتداول أيام المماليك "الجامكية" وتنوعت أشكالها، فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية، ولآخرين كدنانير من الفضة، كما اتخذت العيدية صورة الحلويات والمأكولات الشهية والملابس الفاخرة والبالونات والألعاب وغيرها.
كان المسلمون يعتبرون الدنانير والدراهم هي النقود الشرعية، بينما كانوا ينظرون إلى النقود النحاسية باعتبارها عملات مساعدة تستخدم فقط لشراء الأشياء البسيطة، نظرا للفارق الكبير بين قيمتيها الاسمية والجوهرية كنحاس رخيص.
أشكال وأسماء مختلفة "للعيدية"
يختلف اسم العيدية من بلدٍ لآخر, ففي سوريا يطلق على العيدية اسم "الخرجية" ويعطيها الآباء والأمهات والأقارب للأطفال أثناء زيارتهم لبيوت الأقارب في أيام العيد.
في المملكة العربية السعودية يتم تخصيص يومين من أيام العيد للعيدية بحيث يكون هناك يوم للبنين, وآخر للبنات يعرفان بأيام الطلبة؛ حيث يقوم فيها الأطفال بطرق الأبواب والطلب من أصحاب المنازل في البلدة إعطاءهم العيدية، كلٌّ حسب ما يجود به وقدر استطاعته، فمنهم مَن يقدم الحلوى أو حب القريض, أو حب القمح المحموس.
أما في الكويت فيقوم الأطفال في يوم العيد بالمرور على البيوت لأخذ العيدية، التي كثيرا ما تكون من "القرقيعان" وهو عبارة عن خليط من المكسرات والزبيب يعطيه أصحاب البيوت.
وفي السودان يقوم الآباء والأقارب بإعطاء الأطفال قطعًا نقديةً معدنيةً تخصص بالكامل من أجل أن يشتري الأطفال ما يحبون من الألعاب.
وفي عمان يتم تبادل الزيارات بين أفراد المجتمع والأسر من قرية إلى قرية ويتجمع الأطفال والنساء بمكان يسمى "القلة" أو العيود وهذه عبارة عن حلقة يتم فيها تبادل التهاني وإعطاء الأطفال العيدية, وكالعادة يعد أصحاب البيوت كمية من الهدايا خصيصا للأطفال الذين يأتون لتهنئتهم وزيارتهم.