رئيس التحرير
عصام كامل

أي نسل وأي أغراب وأي فن؟!

الفنان يوسف وهبي ولقبه "عميد المسرح العربي" صاحب العبارة الخالدة "ما الدنيا إلا مسرح كبير" إتهمه الفنان الكبير زكي طليمات بأنه يقدم مسرح للمسرح! أي للتسلية وإرضاء الناس واسعادهم.. أما هو -يقصد نفسه- فانه يقدم مسرح للمجتمع! يؤثر فيه ولا يتأثر به.. يسعي للإرتقاء به وليس مجاراته! هو ما يتطلب جهدا وتضحيات وبالتالي جمهور أقل!


من لم يستوعب السطور السابقة يعيد قراءتها.. فالإتهام ليوسف وهبي صاحب "راسبوتين" و"أولاد الفقراء" و"البؤساء"!! فماذا كان يقدم إذن زكي طليمات؟!

ليس تسلية
الآن نقف أمام عمل لا هو للتسلية وحتي بمعاييرنا اليوم وليست بمعايير يوسف وهبي.. ولا هو فن يخدم المجتمع ويستقي به بمعايير طليمات وكل أنصار هذه المدرسة "الفن للمجتمع"!  فلا التسالي بها كل هذا الكم من الدماء والقتل والكراهية والأحقاد والسواد والعنف والبؤس والجهل والغباء.. وبالطبع لا إضافة واحدة لقيم المجتمع! فلا نتيجة واحدة مستفادة ولا معني فهمناه ولا رسالة وصلت للمشاهد ولا خبرة معرفية ولا حياتية إستفاد منها الناس ولا أي شيء في أي شيء!

انتظرنا منذ الحلقة الأولي وسرح بنا خيالنا.. صراع بين خير وشر علي ضفتين.. إنها اسقاطات علي صراع في منطقتنا العربية إذن.. وقلنا إختيار الأسماء عساف وغفران وقربهما من أسماء في أماكن مجاورة وقلنا لحية غفران وهيئته وقد اقتربت من "هرتزل"، وقلنا مباراة في الآداء بين نجمين كبيرين أحمد السقا وأمير كرارة لم يتوقفا عن النجاح ونجمة شابة تسير بخطي ثابتة مثل مي عمر..

رسالة المسلسل
وآخرون يتألقون في كل عمل كمحمد دياب وحمدي هيكل وأحمد فهيم ونجوم اخرين كمحمد جمعة وأحمد داش وريم سامي وعماد زيادة ومحمد مهران وغيرهم ممن لهم مستقبل كبير فضلا عن العودة المهمة للفنانة الكبيرة فردوس عبد الحميد بأدائها الرفيع وأيضا سلوي عثمان والمتميز إدوارد ولكن يوم بعد يوم وحلقة بعد أخري ولا اي شئ له قيمة علي الاطلاق!

المدهش.. إننا لا نعرف أي صعيد يقصده المخرج والمؤلف محمد سامي؟ الصعيد معارك أبناؤه من أجل الكرامة والشرف وليس من أجل العقد النفسية والمخدرات.. والصعيد ليست هذه لهجته أصلا ولا نعرف هل كل "عوجة لسان" تحول اللهجة إلي لهجة الصعيد؟!

مجتمعيا نسأل: دوله تحارب التطرف وتنقي المناهج والبرامج من فتاوي العنف والقتل والدماء.. هل تكون هذه أعمالها الفنية؟ هل كنا في حاجة أصلا للتشويش أو الشوشرة علي أعمال وطنية مهمة مثل ثلاثية "الإختيار والقاهرة كابول وهجمة مرتدة "؟!
لا حل إلا بحساب موسم رمضان ككتلة فنية واحدة ذات رسائل محددة.. وليس كأعمال منعزلة! 
اللهم بلغت..
الجريدة الرسمية