رئيس التحرير
عصام كامل

"الإخوان المسلمون" لا يكذبون .. ولكنهم يتجملون


إن الله جميل يحب الجمال، ولكنه قطعا لا يحب الكذب، ولمن يرى أن الإخوان كاذبون أقول له عفوا فلنلتمس لإخواننا ألف عذر ونسلم بأنهم لا يكذبون ولكنهم فقط يتجملون. عندما ارتدت الجماعة عباءة الحكم اكتشفت أنها واسعة وفضفاضة للغاية عليها، وهو ما جعل مظهرها يبدو مضحكا أمام العالم، فحاولت " تظبيط" وتجميل العباءة، ولأن ترزى الجماعة كان – مع الأسف- عديم الخبرة قام بقص ذيل العباءة وتضييق الأجناب وخنق الرقبة.

تحاول الجماعة الآن أن تحشر جسدها فى العباءة حشرا، وهى لا تعلم أنها وبمجرد وصولها إلى الرقبة سوف تختنق، وأن التجميل يتحول – بل تحول – إلى تشويه، وإذا كانت العباءة الواسعة تظهرها غير ملائمة، فالعباءة الضيقة تظهر كل عيوب أو "ديفوهات" الجسد المحشور.
إذا فالإخوان ليسو كاذبين، هم فقط غير ملائمين ولا يصلحون لارتداء العباءة لعيوب فى المقاس أولا، وعيب فى الترزى عديم الخبرة ثانيا، ومن هنا أقول لهم انزعوا العباءة من على أجسادكم أرجوكم أن كان مقاسها لا يناسبكم، دعوها لمن يناسبها وتنسابه، وارتدوا عباءتكم، عباءة الدين، السياسة بدت ليس لعبتكم، وأظهرتم فيها فشلا ذريعا فدعوها.
عفوا فالمصريون ضاقوا بالتجارب، وأرضنا ليست حقلا لإجراء تجارب المبتدئين، وأجسادنا ليست أجساد فئران تستخدم كوسائل للتحقق من صحة أو فشل النظريات، إنها سنوات محسوبة من أعمارنا ومسروقة من أحلامنا وشبابنا، اذهبوا يرحمكم الله ويرحمنا، وافسحوا المجال لمن هو أحق منكم بهذا المكان.
لا تحاولوا التجمل، فقد ذهبت مساحيق التجميل من على وجوهكم بمجرد شروق شمس الحقيقة، و"ساح المكياج " بفعل عرق المطحونين بحثا عن سبيل للحياة، فشلت كل عمليات التخسيس وحقن السيليكون التى حاول أن يحقنها لكم طبيب تجميل فاشل فبدت ملامحكم مشوهة، فلا أنتم تريديون الاعتراف بأنكم رجال دنيا ولا نحن نصدق أنكم رجال دين . إذا كان النجاح فضيلة الفضائل، فالإعتراف بالفشل هو الخطوة الأولى للوصول إلى الطريق الصحيح، وفى النهاية لقد أثبتم بالدليل القاطع أنكم لا تجيدون الكذب ولا تجيدون التجمل، ولا تصلحون لارتداء عباءة حكم أقدم دولة فى تاريخ الإنسانية.
الجريدة الرسمية