رئيس التحرير
عصام كامل

الجهاد الإسلامي تنعي 3 من شهدائها بين ضحايا القصف الإسرائيلي

فلسطين
فلسطين
نعت حركة الجهادالإسلامي، يوم الثلاثاء، شهداءها الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن دماءهم لن تذهب هدرًا.

وقالت الجهاد في بيان لها: «إننا ونحن نودع شهداءنا القادة مع كوكبة الشهداء الذين ارتقوا يوم أمس وصباح اليوم فإننا نؤكد أن هذه الدماء الزكية لن تذهب هدرًا.»

وأكدت: «أن لهيب صواريخ المقاومة الذي لم يعهده كيان العدو من قبل، هو أصدق دليل على وفاء المقاومة لشهدائها ودماء مقاتليها الأشداء الذين أذاقوا العدو البأس في كل جولات المواجهة.»

3 شهداء
وقالت: «إننا نزف إلى شعبنا وأمتنا القادة الشهداء سامح المملوك وكامل قريقع ومحمد أبوالعطا، وكل شهداء شعبنا الذين خضبت دماؤهم الطاهرة ثرى غزة العزة دفاعاً عن القدس والأقصى.»

وترحمت الجهاد على شهدائها، مؤكدة المضي على طريقهم.

استشهد فلسطيني، وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وباستشهاد المواطن الفلسطيني، يرتفع عدد شهداء اليوم إلى أربعة، وإجمالي شهداء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أمس إلى 28 شهيدا، بينهم 10 أطفال وسيدة، إضافة إلى 152 مصابا.

يذكر أن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب،بدأ افتراضيًا لمناقشة الأوضاع في القدس المحتلة بناءً على طلب فلسطين أيده عدد من الدول العربية.

ويأتى ذلك وسط التصعيد الإسرائيلي المتزايد ضد المسجد الأقصى والمقدسيين خاصة في حي الشيخ جراح، دعت السلطة الفلسطينية الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ من أجل التباحث حول سبل الرد.

وألقى سامح شكري وزير الخارجية كلمة مصر على حاضري الاجتماعي وجاء نصها كالتالي:

محمد بن عبد الرحمن آل ثاني – نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشقيقة ورئيس مجلس جامعة الدول العربية،

رياض المالكي وزير خارجية فلسطين،

وزراء الخارجية العرب،

أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية،

نجتمع اليوم في ظل أيام مباركة من شهر مبارك، غير أن لنا إخوة في القدس لم تُتح لهم الفرصة ليستشعروا نفحات الشهر الكريم لأنهم يخوضون معركة وجود دفاعاً عن مقدساتهم وعن بيوتهم في وجه هجمات إسرائيلية جديدة تستهدف حقوقهم في الأرض التي ولدوا عليها.
 
شاهدنا كما شاهد العالم أجمع، ما تعرض له المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الماضية، ولقد استفز مشاعرنا جميعاً أن نرى هذه البقعة المقدسة تتحول إلى ساحة حرب على أيدي القوات الإسرائيلية، يُهان فيها المصلون العزل ويتعرضون للضرب والاعتقال، بدلاً من أن تتم حمايتهم لكي يؤدوا شعائرهم الدينية في حرية وأمان.

 
ولم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية عند أسوار المسجد الأقصى، بل تخطتها ووصلت إلى حي الشيخ جراح الذي بات عنواناً للصمود ومرادفاً للكرامة، فالمحاولات المستمرة لتغيير هوية القدس وحرمان أهلها العرب من حقوقهم، لم تكن لتمر مرور الكرام، لذا لم يكن مُستغرباً ما رأيناه من أهل القدس الذين يخوضون معركة دفاع عن الهوية والوجود يتردد صداها في كل جنبات العالم الحر، وينظر إليها كل عربي بفخر واعتزاز، ولعل في هذا الالتفاف وراء أهل القدس في هذه الأيام العصيبة ما ينفي تماماً أي مقولات تدعي أن الشعوب العربية لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية، كما أن في اجتماعنا اليوم في بيت العرب، ما يدحض هذا الادعاء.

 إن الاهتمام العربي – شعبياً ورسمياً – بما يحدث في القدس، لهو أكبر رسالة تؤكد على أن فلسطين – كانت وستظل – هي قضية العرب المركزية.

 إزاء هذه الانتهاكات، وأمام هذا الوضع المحتقن، فإن مصر تعلن رفضها التام واستنكارها لتلك الممارسات الإسرائيلية الغاشمة، وتعتبرها انتهاكاً للقانون الدولي، وتقويضاً لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديداً جسيماً لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

إن انتهاك حرمة المسجد الأقصى في هذه الأيام المباركة، وبهذه الطريقة، يُعد استفزازاً لمشاعر المؤمنين في كل العالم الإسلامي، فالشعوب لا تنسى، والسلام الحقيقي الراسخ في الشرق الأوسط يتطلب قبول الشعوب له، ولا أظن أن انتهاك حرمة المسجد الأقصى، أو تهجير الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح سيسهم في تحقيق وتنمية مثل هذا القبول.

 انطلاقاً من المسئولية القومية لمصر إزاء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لم تكن مصر لتقف صامتة إزاء كل هذه الانتهاكات، ولذا تحركت مصر بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية، فقامت بنقل رسائل إلى إسرائيل وكافــة الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع في القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم، ولا زالت مصر تجري اتصالاتها المكثفة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس الشريف.

إن سياسة فرض الأمر الواقع واللجوء إلى القوة المفرطة التي دأبت إسرائيل على انتهاجها قد أثبتت فشلها في تحقيق الأمن في المنطقة، ومن ثم فإن مصر تدعو إلى وقف هذا التصعيد بحق الشعب الفلسطيني، وتحمل السلطات الإسرائيلية لمسئولياتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وصيانة حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان كما تطالب مصر السلطات الإسرائيلية بوقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المعظم، أو تستهدف الهوية العربية لمدينة القدس ومقدساتها، أو تسعى لتهجير أهلها وخاصة بحي الشيخ جراح.
 
كما تدعو مصر كافة الدول العربية إلى مواصلة الاصطفاف والتكاتف في هذه اللحظة الحرجة لمواجهة أي نوايا أو مخططات لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس، وبذل كافة الجهود المخلصة لمساعدة الشعب الفلسطيني على إنشاء دولته ونيل حريته.

وأبدى هنا حرصي على الإشارة إلى أن مساعينا وأهدافنا لا تقتصر على تهدئة الوضع في القدس، فالمواجهة الحالية لم تندلع من فراغ وإنما على خلفية الغياب الكامل لكل أفق سياسي لتسوية القضية الفلسطينية عبر إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،  ولذا فإن مثل هذه الأزمات سوف تتكرر طالما لم تحل القضية الأساس والتي لن تختفي بمجرد تجاهلها، وتسوية القضية الأساس هي مسؤولية المجتمع الدولي ولذا كنا نتمنى أن يصدر عن مجلس الأمن أمس موقف يعكس إدراكه لخطورة ما يجري في الشرق الأوسط، ولكن للأسف دأب المجلس على التنصل من مسئولياته بما يفقده مصداقيته.


أود ختاماً إعادة التأكيد مُجدداً على موقف مصر الراسخ من القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى للوطن العربي، كما أُعيد التأكيد على استعداد مصر الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق في محنته الحالية، وأؤكد أيضاً على تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية واستمرار العمل لتحقيق حل الدولتين تنفيذاً لمقررات الشرعية الدولية، بما يحقق السلم والأمن الإقليمي والدولي ومبادئ العدالة.
الجريدة الرسمية