رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

​كيف يستغل الإخوان أحداث القدس لإعادة تسويق الجماعة بالشارع العربي؟

الإخوان
الإخوان

لاتترك جماعة الإخوان الإرهابية أي فرصة يمكن استغلالها على أسوأ ما يكون، في سبيل تحقق مصالحها وتتركها دون الاستفادة منها على أكمل وجه، هذا ما يحدث الآن مع انتفاضة القدس، التي تستغلها للحشد في الشارع بالبلدان التي لايزال لديها تواجد قانوني أو شبه قانوني، لإرسال رسائل للداخل والخارج .



الأردن
نظم الإخوان يوم الجمعة الماضية حشد ضم آلاف الإسلاميين، تحت زعم مساندة القدس وأهلها، واستهدف التنظيم تحقيق ضربات عدة في مرمى خصومه، أولها المزايدة على القوى المدنية الأخرى التي فضلت عدم اللجوء للشارع حتى لاتضع السلطة تحت ضغط ربما يمس مصالح الأردن.

استهدفت الإخوان أيضا التأكيد على امتلاكها دون غيرها صكوك حماية المقدسات الإسلامية، واحتكار الحديث عن كل ما هو إسلامي، ولهذا اختاروا عنوان للحشد، لايمكن للسلطة نفسها أن تختلف معه ـ نصرة القدس .

بجانب احتكار الخصوصية الإسلامية، لعبت الإخوان على إعادة تذكير المجتمعات العربية بلافتات الإسلاميين وهتافاتهم، وتسويق كوادرهم مرة آخرى والتي تواجدت بكثافة مع الحشود.

بخلاف ذلك، كانت الجماعة تحاول بشكل واضح الضغط على الدولة الأردنية بعد أن سحبت مؤخرًا رخصة الجمعية التي تمثل الاخوان بسبب رفضها العمل في ضوء الشرعية والقانون.

حاولت الإخوان الأيضا بهذه الحشود اختبار الأجهزة الأمنية ورد فعلها، ولاسيما أنه سبق وحذرت من استخدام إسم الإخوان المسلمين تحت أي لافتة كانت.

إحياء التنظيم
يعاني التنظيم الدولي ـ معظمهم رموزه من إخوان مصر ـ من تجمد قياداته على كراسيهم، ورفضهم لأي نوع من التغيير، وترك السلطة لمن يمكنه حل الأزمة التاريخية للجماعة، إذ لم تعد أمامه إلا مثل هذه الأحداث حتى يعيد لأنصاره التذكير بقدرته على التخطيط للتأكيد على صلاحية القيادات الحالية للاستمرار في مواقعها.

كانت أجندة التنظيم الدولي ورغبته في الهيمنة انتهت إلى إدارج الكثير من أذرع الجماعة بما فيهم التنظيم الأم في مصر على لوائح الإرهاب، بعد أن انخرط أعضاء الإخوان في عنف منظم، ورفضوا الانصياع إلى لغة القانون واحترام خيارات الناس. 

حتى الآن ورغم محاولات الإحياء مرة آخرى، إلا أن إسم جماعة الإخوان أصبح عبئا على المنسوبين لها، بعد أن تم تصنيفها في الكثير من ‏الدول العربية جماعة إرهابية، حيث أصبح من الصعوبة التخلي عن إرث الماضي بوجود القيادات الحالية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا ‏بإرث الجماعة الذي يتناقض كليا مع مفاهيم الدولة الديمقراطية الحديثة.

Advertisements
الجريدة الرسمية