رئيس التحرير
عصام كامل

خدعوك فقالوا: المصريون بخير


معذور الدكتور محمد مرسي.. لم يجد من يكاشفه.. ويناصحه.. لم يجد من يفتح له قلبه.. جميعهم غرروا به.. وضحكوا عليه.. بل وكذبوا .. قالوا لك إنهم من الفلول.. وأنهم من يريدون وقف مسيرتك.. وعرقلة مشروعك..وبئس ماقالوا؟؟؟


لم يجرؤ أحدهم أن يصارحك.. بالحقيقة.. الذين خرجوا عليك لا هم من الليبراليين.. ولا هم من العلمانيين.. بل منهم من انتخبك .. بعدما ظن وبعض الظن إثم .. أنك وحدك القادر على إخراجهم من كبواتهم.. إلا أنهم خاب ظنهم.. حالهم لم يتغير.. همومهم زادت .. مستقبلهم تاه على يديك.. هؤلاءهم المحرومون .

حرموا من قبل.. وزاد حرمانهم في عهدك.. ليس هذا فحسب بل إنهم تعرضوا وما زالوا للإقصاء والتحقير والتكفير.. في عهدك أصبحوا مواطنين درجة عاشرة.. مريدوك ياسيادة الرئيس أهانوهم .. ونالوا من أعراضهم .. أكلوهم أحياء.. الذين خرجوا عليك هم من أصابهم الويل والثبور.. لن أحدثك عن الميادين في المنصورة والمحلة وفي شبين الكوم وفي بني سويف وفي الزقازيق مسقط رأسك.

ولكني سأحدثك عن القرى.. وقد قالت كلمتها.. حتى النجوع هي الأخرى قد انتفضت.. أتدري لماذا؟؟ إنهم من وعدتهم فأخلفت .. ومن وقفوا بجانبك فتخاذلت عنهم.. قلت لهم إنك رئيس إسلامي.. فلم يجدوا على أرض الواقع إلا أحكام الحجاج بن يوسف الثقفي.. حدثتهم عن الديمقراطية.. فوجدوها سراباً .

الفلاحون في القرى لماذا خرجوا عليك.. مصائب تكالبت على رؤوسهم وهموم تقاذفت على قلوبهم.. كانوا ينتظرون الخلاص..فإذا بهم وقد سدت كل الأبواب في وجوههم لديون تطاردهم..والأمراض هي الأخرى لم يعد أحدهم يقوى على مقاومتها..كل المؤسسات والهيئات في عهدك غاب دورها أكرهوا على الحنين إلى الماضي الأليم.

وعلى يديك تحسروا على الأيام الخوالي.. جاهدوا أن يصبروا عليك.. وأن يربطوا الأحزمة على قلوبهم..وكيف يصبرون؟؟ أولادهم قتلوا في رفح .. فلم نر منك كلمة تريح نفوسهم.. هل هي نيران صديقة.. أم هم أحبابك ومريدوك..الذين خرجوا عليك في كل الميادين ..هم من أصابهم الجوع..وفقدوا الأمل في مستقبل كانوا ينتظرونه على أيديكم..فخاب ظنهم..في عهدك تقطعت أواصر الرحم..وكثرت العداوات..

الذين أجرموا في حقك.. هم مريدوك.. من بخلوا عليك بالمناصحة.. والمكاشفة.. إنهم بشحومهم ولحومهم.. من كنا نراهم في العهد البائد.. هؤلاء لا يختلفون عن رجال مبارك.. وربما اختلفت الأسماء والمسميات.. لم نظلمك.. ولكن الذي ظلمك..هم من كنت تظن أنهم عضدك.. هم من أوهموك أن الشعب كله من الفلول .

وبالتالي ليس هناك مفر من القضاء عليهم.. كنا ننتظر منك أن تفتح قلبك..لست أقل من الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا.. الذي غاب في السجون ربع قرن أو يزيد.. وعندما خرج لم يفرق بين أبيض وأسود.. لقد كان مثلاً.. لم يحقر من خصومه.. ولم يقلل من شأن معارضيه.. ولم يشوه سمعتهم.. بل كان لهم جميعاً بمثابة الأب والأخ..الذي لم تلده أمهاتهم.

كنا ننتظر منك وأنت الحاكم المسلم..هكذا قلت..أن يكون الرسول قدوتك.. فقد كان رمزاً للمحبة والوئام ومثالاً للمصافحة والمكاشفة وحب الآخرين.. ألم أقل لك ياسيادة الرئيس..إنهم خدعوك..فقالوا لك وبئس ماقالوا؟؟
المصريون بخير؟؟
الجريدة الرسمية