هل يتعلم الرئيس والإخوان الدرس الشعبي؟
ما الذي أوصل الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين إلى هذا الطريق المسدود بعد عام واحد من الحكم وخروج ملايين من المتظاهرين الغاضبين ضد حكمه يريدون خلعه، مثلما فعلوا مع مبارك؟ لدرجة جعلت العالم كله يتحدث عن أن مظاهرات 30-6 هى الأكثر حشدا وتنظيما وعددا فى العالم، وتفوق مظاهرات 25 يناير 2011 بكثير، والأهم هو ليس رصد المشهد من حيث العدد والتنظيم.
فما حدث هو ثورة شعبية ضد نظام أفقد المواطنين القدرة على الحلم بمستقبل أفضل للجميع تتحقق فيه أهداف ثورتهم من حرية وعدالة اجتماعية حقيقية، فبعد عام واحد فقط، غابت أهداف ومبادئ الثورة وتم احتكار مصر لصالح الجماعة ومؤيديها وتفشت ظاهرة أخونة الدولة بشكل كبير فى جميع وزارات وهيئات مصر وتم الاتفاق على إقصاء الجميع وتفتيت المعارضة وتحويل الصراع السياسي إلى دينى بهدف إيهام المصريين أن معارضة الرئيس هى ضد الإسلام ليظلوا يخدعون الشعب المصري بأنهم حراس الدين ورجال الشريعة، والسؤال لهم.. ماذا فعل الرئيس للإسلام والشريعة سوى أنه فتح الباب لتراخيص الكباريهات والملاهى الليلية بشكل مستفز، والأهم أنه لا يوجد محتكر للإسلام ولا متحدث باسمه.. فغالبية الشعب المصري مسلمون متدينون مطبقون لكتاب الله وسنته ولا يجب الإتجار بالدين لهذا الحد من العهر السياسي الذى نعيشه.
السؤال الأهم الآن هل يتعلم الرئيس وجماعته التى حرقته وشوهته سياسيا الدرس الشعبى الذى حدث اليوم بأن المصريين غاضبون من سياساتهم ورافضون لما يحدث بشكل جعلهم يخرجون فى إبهار للجميع يريدون توصيل رسالة للرئيس أن الشعب الذى لن يحترمه ويقدره رئيسه قادر على خلعه ولن يتم الصمت الشعبى على محاولات اختطاف مصر لصالح جماعة وحزب، وأن المصريين مستمرون فى ثورتهم حتى تتغير الأوضاع السلبية إلى شيء واقعى يلبى طموحات وآمال المصريين فى مستقبل أفضل .
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن، وبعد نزول مئات الآلاف من معارضي الرئيس مرسي متظاهرين في الشوارع، وميدان التحرير، وأمام قصر الاتحادية، ما هي الخطوة التالية.. ماذا سيحدث اليوم وغدا، والأشهر القادمة؟ فكل التوقعات والسيناريوهات ممكنة فى ظل تزايد الغضب الشعبى ورد فعل مؤسسة الرئاسة على طلبات المتظاهرين.
فكل لحظة تمر وكل قطرة دم تسيل تجعل احتواء الأزمة يتصاعد ويتفاقم، فلا داعى للعناد الرئاسى فمصر تستحق من الجميع التضحية فكرسي الرئاسة لايستحق قطرة دم واحدة تسيل بين المصريين وعلى عقلاء الأمة التدخل لحل الأزمة بشكل يحفظ أمن مصر الاجتماعى والسياسى وعلى الرئيس وجماعته التعلم من دروس المرحلة السابقة، فالحصانة الحقيقية للرئيس هى الشعب، من تحصن به دام حكمه ومن انقلب عليه تم خلعه فمصر لن تحتكر وتختطف، وصمت المصريين لفترات ليس معناه ضعفهم بل صبرهم على الحاكم متوسمين فيه أن يعمل ليحقق لهم طموحاتهم أو على الأقل وعوده الانتخابية لهم، فحال المصريين اليوم سيئ وبشع من اختفاء للخدمات اليومية للمواطنين وشبه تواجد أمنى وعدم استقرار سياسي واقتصادى واجتماعى وتكريس للفتنة الطائفية على خلفية الصراع السياسي الدائر حاليا، فالواقع يقول إن مصر تعانى بشدة نتيجة السياسات الإخوانية عديمة الخبرة والرؤية التى تطبق فى مصر فى عهد جماعة الإخوان المسلمين ومندوبها فى مؤسسة الرئاسة.
على الجميع تعلم الدرس، المصريون تعلموا الثورة على كل من يقف أمام أحلامهم وطموحاتهم ولن يرهبهم أى شيء فى طريق حلمهم بحياة أفضل..
وعاشت مصر حرة مستقلة، شعبا واحدا بلا صراع ولا طائفية.
dreemstars@gmail.com