رئيس التحرير
عصام كامل

الصحراء المغربية.. معركة دبلوماسية للمغرب في أوروبا

ناصر بوريطة وزير
ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي
لا يزال المغرب يقف بالمرصاد لأي محاولة تستهدف النيل من وحدة ترابه أو الانتقاص من سيادته، وفي موقف الرباط من إسبانيا اليوم السبت دليل على ذلك.


الصحراء المغربية

وتصاعد الموقف المغربي، خلال الأيام الماضية، ضد بعض المحاولات القادمة من أوروبا المرتبطة بالصحراء المغربية وجبهة البوليساريو.

ولطالما دعمت الرباط حكما ذاتيا بالصحراء المغربية، تأكيدا على حماية وحدة البلاد والمساهمة في الازدهار الاقتصادي بالمنطقة والقارة، وحظي دائما بدعم من مجلس الأمن.


وتلعب المملكة المغربية دوراً إقليميا غير مسبوق على مستوى محاربة الإرهاب، وخاصة توفير معلومات استخباراتية لشركائها بخصوص الجماعات الإرهابية؛ إذ ساهمت مرارا في تجنيب دول كأمريكا وفرنسا وإسبانيا، العديد من الجرائم الإرهابية.

تحذير لإسبانيا
لكن الأزمة بين الرباط ومدريد تفاقمت بإصدار وزارة الخارجية المغربية، السبت، بياناً شديد اللهجة للحكومة الإسبانية، إثر استقبال الأخيرة زعيم البوليساريو على أراضيها.

وقبل أسابيع، دخل إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إلى إسبانيا بأوراق وهوية مزيفين، إذ يرقد حالياً لتلقي العلاج من فيروس كورونا بأحد المستشفيات الإسبانية.

بيان الخارجية المغربية، حمل تهديداً مباشراً للجارة الشمالية، بوقف التعاون بين البلدين في مجالات الشراكة الثنائية، خاصة المجال الأمني والاستخباراتي.

وقالت الخارجية المغربية: "قرار السلطات الإسبانية بعدم إخطار نظرائها المغاربة بوصول زعيم مليشيا البوليساريو ليس مجرد إغفال"، لكنه "عمل مع سبق الإصرار وخيار طوعي وقرار سيادي من قبل إسبانيا، وهو أمر يقره المغرب تمامًا. سوف يرسم كل العواقب".

واعتبرت أن التذرع بالاعتبارات الإنسانية لا يبرر هذا الموقف السلبي، مؤكدة أنه في الواقع "الاعتبارات الإنسانية لا تبرر المناورة من وراء ظهور الشريك والجار فالاعتبارات الإنسانية لا يمكن أن تكون حلاً سحرياً يتم إعطاؤه بشكل انتقائي لزعيم مليشيات البوليساريو".

وكانت المملكة المغربية قد استدعت السفير الإسباني لديها لإبلاغه أسف وإحباط الرباط بشأن استضافة بلاده على ترابها زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

ألمانيا.. مواقف عدائية
وقبل يومين، اتخذ المغرب مسارا تصعيديا ضد ألمانيا باستدعاء سفيرة الرباط في برلين زهور العلوي لـ"التشاور".

واستند المغرب في هذا القرار إلى ما قال إن "ألمانيا راكمته من مواقف عدائية تنتهك المصالح العليا للمملكة، حيث سجل هذا البلد موقفا سلبيا بشأن قضية الصحراء المغربية".

واعتبرت الرباط أن "الموقف العدائي الألماني" جاء في أعقاب الإعلان الرئاسي الأمريكي الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو "ما يعتبر موقفا خطيراً لم يتم تفسيره لحد الآن".

وبالمثل، يقول المغرب إن السلطات الألمانية "تشارك في مقاضاة أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية، بما في ذلك كشفها عن المعلومات الحساسة التي قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية".

ومن هنا يرى المغرب أن هناك "محاربة مستمرة، ولا هوادة فيها للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دور المغرب في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين".

وتأسيسا على ما سبق، و"بسبب هذا العداء المستمر وغير المقبول"، قرر المغرب، حسب البيان، استدعاء سفيرته لدى برلين للتشاور.
الجريدة الرسمية