من حسن البنا إلى سيد قطب.. لماذا ترفض أدبيات الإخوان الديمقراطية؟
تطالب جماعة الإخوان الإرهابية بالديمقراطية، تعتبر نفسها الجناح الإصلاحي داخل التيار الإسلامي المؤمن بالديمقراطية، الذي يرتضي بالصندوق باعتباره إطارا شرعيًا يجب الامتثال لأوامره، لكن لا يكشف الإخوان أبدا عن نظرتهم الحقيقية للديمقراطية.
الديمقراطية والإخوان
لم يفكر الإخوان في تدريب كوادرهم على الديمقراطية، ولهذا لم يغيروا أدبياتهم من أول حسن البنا إلى سيد قطب التي تزدري الديمقراطية وترفض الاعتراف بها باعتبارها من صنع البشر، فضلا عن كونها من منتجات الغرب، واللجوء إليها في البلدان العربية والإسلامي، يعني التسليم بفوز الثقافة الغربية وتسيدها العالم.
يقول بابكر فيصل، الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الديمقراطية أهم عنصر فيها هو المساواة، أن يتشارك المواطنون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو الجنسية أو طبقاتهم الاجتماعية.
أوضح فيصل أن النظام الديمقراطي لا يمكن أن يقوم دون إعمال مبدأ فصل الدين عن السياسة لضمان حياد الدولة تجاه جميع المواطنين بما لا يخل بفكرة المساواة.
أقوال البنا وقطب
أضاف بابكر: لكن الإخوان لهم رأي آخر، إذ يقول البنا في رسالة التعاليم: "لو أخذنا بالحزم وأعلناها صريحة واضحة، أننا معشر أمم الإسلام لا شيوعيون ولا ديمقراطيون ولا شيء من هذا الذي يزعمون".
كما يصف الديمقراطية في حديث الثلاثاء بأنها نظام هزيل مضيفا: هذه هي دعوتنا ليس لها منهاج إلا الكتاب الكريم ولا جنود إلا أنتم، ولا زعيم إلا الرسول.
استكمل فيصل: المرشد المؤسس ينفي نفيا قاطعا أن يكون الإخوان ديمقراطيون ويمضي أبعد من ذلك واصفا الديمقراطية بأنها نظام تافه، مردفا: الركائز التي بنى عليها المنهج التربوي للجماعة ينتهي إلى تكوين كادر إقصائي عنيف، بعيد كل البعد عن قبول الآخر الذي ينشا في ظل التربية الديمقراطية.
تابع: أما سيد قطب فيوضح في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام، أنه لم يستسغ حديث من يتحدثون عن اشتراكية وديمقراطية الإسلام، واعتبر مجرد ربطه بالديمقراطية الخضوع بمهانة للغرب، وهزيمة الثقافة العربية والإسلامية أما نظيرتها الأوروبية.
أشار الباحث إلى أن قطب كان يرفض الديمقراطية لأنها في رأيه نظام للحياة وللحكم من صنع البشر، يحمل من الصواب والخطأ، أما الإسلام فهو منهج حياة يشمل التصور الاعتقادي والنظام الاجتماعي الاقتصادي، وهو من صنع الله المبرأ من النقص والعيب.
أضاف الباحث: قطب كان يبني اعتراضه على الديمقراطية باعتبارها نظاما بشريا بينما الإسلام من صنع الله، وبالتالي فإن أية محاولة لاستبدال البشري بالإلهي تعني الخروج من الملة والدخول في الجاهلية، ولذلك فإنه يوجه أصحاب الدعوة إلى دين الله أي الإخوان المسلمين بعدم إتباع أهواء البشر ويقول:
"الإسلام هو الإسلام، والاشتراكية هي الاشتراكية، والديمقراطية هي الديمقراطية، ذلك منهج الله ولا عنوان له ولا صفة إلا العنوان الذي جعله الله له والصفة التي وصفه بها، وهذه من مناهج البشر، ولا ينبغي لصاحب الدعوة إلى دين الله، أن يستجيب لإغراء الزي الرائج من أزياء الهوى البشري المتقلب، وهو يحسب أنه يحسن إلى دين الله.
صندوق الاقتراع
اختتم: الإخوان لا يعرفون من الديمقراطية إلا صندوق الاقتراع، بينما يتجاهلون المرتكزات الأساسية التي يستند عليها النظام مثل المساواة في المواطنة وفصل الدين عن السياسة والتي تمثل حائط الصد أمام أية اتجاه لفرض هيمنة أحادية على النظام.