الغلق المبكر لا يكفي!
بدت الحكومة عند
جموع المصريين الخائفين من لعنة كورونا ومضاعفاتها، ضالعة بالصمت والتأخير، فيما يفعله
الذين لا يدركون أن هذا الوباء أصاب ما يزيد علي مائة وخمسين مليونا، وقتل أكثر من
مليونين. عدم الإدراك في حد ذاته كارثة محققة، وهو يقع بسببين: إما انه لا يوجد جهاز
عصبي يقوم بوظيفة الإدراك، وهذا صعب التعميم فيه ولايجوز، وإما أن الغيبوبة العامة
والاتكالية والثقافة الشعبوية هى مجتمعة التى تحكم طريقة تفكير الجموع وتحدد سلوكياتها،
بل وتمنحهم ذلك المنطق الهزلي الذي جنن عقلاء الوطن.. منطق يقوم على بضع كلمات، منها
مثلا.. أنت مصدق إن في كورونا؟ قل يا باسط . سلمها لله. أنت مش مؤمن ولا إيه؟
يأخذك العقل الجمعى المغيب هذا من نفى وتكذيب وجود الفيروس نفسه، إلى تكذيب إيمانك بالله والتسليم بمقاديره، من خلال التشكيك في اعتقادك العميق.
الصين والهند
وأمس فقط، وبعد إلحاح من أرقام الإصابات المعلنة وغير المعلنة، وجنازات المتوفين يوميا، والأعداد في الطالع، قررت الحكومة مغادرة مقصورة المتابعة عن بعد والتريث الممل. تنفس العقلاء الصعداء إذ ألزمت الحكومة الناس بملازمة بيوتهم، ليس بحظر التجول، بل بغلق مقاصدهم في المولات والمطاعم والكافيهات.. والمسارح ودور السينما..
ويمكن القول بصراحة فجة، لكنها واجبة.. أن كثيرين كانوا في حال من الاستهبال العام. لم يهتز أحد من محارق الجثث في الهند.. قالوا انها في الهند.. أي بعيدة.. الصين كانت أبعد. والفيروس شبح.. لا يعرف جدرانا ولا حدودا ولا قوميات.. هو فقط يطارد رئات البشر وادمغتهم.. وبطونهم .
قرارات الغلق
تأخرت الحكومة في اتخاذ قرار لايزال يترك الباب مواربا، لكنه خير من عدم الحضور أساسا.. وخلال الفترة الماضية، كان الغياب جليا من جانب لجنة ادارة الازمة. هي أزمة حتى الآن. لوخرجت عن السيطرة سنصير إلى كارثة.
نتمنى أن تقرن الحكومة قرارات غلق المحال والمطاعم والمولات والكافيهات والمسارح ودور السينما في التاسعة مساء، بتغليظ العقوبة على المخالفين. لدينا هواة محترفون في خرق القوانين والقرارات، هم يتباهون بمحمد باشا وحسنين بك، والباشا الكبير، واستعراض سلطة، والتباهي بأن لا أحد يقدر عليه.
ومن الحق الإقرار بأن الحكومة واجهت هذا التباهي المزرى وأغلقت البلكونة ونوافذها ومداخلها.. لكن من الحق أيضا أن نذكرها بأن معالجتها لانتشار كورونا في الموجتين الأولى والثانية، كانت أشد صرامة وقوة وحضورا.. لكن غياب القرار التنفيذي الرادع في الموجة الثالثة المتفشية، منح المستهترين طمأنينة، وداخلهم اعتقاد قوي بأن الفيروس تم استئناسه، وأن الحياة جميلة، والحكومة نفسها ليست قلقة!
هذا ما كان سائدا.. وسببا في السلوك العام المستهتر، والحشود المتدفقة في الشوارع والاسواق والكافيهات.. والأفراح والليالي الملاح.
إصابات متزايدة
قفزت أرقام الاصابات أمس الى 1102، وكل يوم من أسبوع وفيات فوق الستين متوف، وهي قفزات سريعة، وإضرب هذا الرقم في عشرة أو خمسة عشر علي الأقل، بل يقترح البعض ضرب الرقم في عشرين، ففي البيوت اصابات وعزل منزلي، فضلا عن العيادات والمستشفيات الخاصة..
وهذا نذير سيئ.. مالم تردع الحكومة قطعان المستهترين.. المكذبين .. دخول الحكومة علي الخط سيوقف نزيف المعارك داخل البيوت المصرية، خناقات واشتباكات وأصوات زاعقة: شاب مستهتر وووالداه الخائفان من الاصابة. ننتظر إذن قرارات أشد ردعا..
يأخذك العقل الجمعى المغيب هذا من نفى وتكذيب وجود الفيروس نفسه، إلى تكذيب إيمانك بالله والتسليم بمقاديره، من خلال التشكيك في اعتقادك العميق.
الصين والهند
وأمس فقط، وبعد إلحاح من أرقام الإصابات المعلنة وغير المعلنة، وجنازات المتوفين يوميا، والأعداد في الطالع، قررت الحكومة مغادرة مقصورة المتابعة عن بعد والتريث الممل. تنفس العقلاء الصعداء إذ ألزمت الحكومة الناس بملازمة بيوتهم، ليس بحظر التجول، بل بغلق مقاصدهم في المولات والمطاعم والكافيهات.. والمسارح ودور السينما..
ويمكن القول بصراحة فجة، لكنها واجبة.. أن كثيرين كانوا في حال من الاستهبال العام. لم يهتز أحد من محارق الجثث في الهند.. قالوا انها في الهند.. أي بعيدة.. الصين كانت أبعد. والفيروس شبح.. لا يعرف جدرانا ولا حدودا ولا قوميات.. هو فقط يطارد رئات البشر وادمغتهم.. وبطونهم .
قرارات الغلق
تأخرت الحكومة في اتخاذ قرار لايزال يترك الباب مواربا، لكنه خير من عدم الحضور أساسا.. وخلال الفترة الماضية، كان الغياب جليا من جانب لجنة ادارة الازمة. هي أزمة حتى الآن. لوخرجت عن السيطرة سنصير إلى كارثة.
نتمنى أن تقرن الحكومة قرارات غلق المحال والمطاعم والمولات والكافيهات والمسارح ودور السينما في التاسعة مساء، بتغليظ العقوبة على المخالفين. لدينا هواة محترفون في خرق القوانين والقرارات، هم يتباهون بمحمد باشا وحسنين بك، والباشا الكبير، واستعراض سلطة، والتباهي بأن لا أحد يقدر عليه.
ومن الحق الإقرار بأن الحكومة واجهت هذا التباهي المزرى وأغلقت البلكونة ونوافذها ومداخلها.. لكن من الحق أيضا أن نذكرها بأن معالجتها لانتشار كورونا في الموجتين الأولى والثانية، كانت أشد صرامة وقوة وحضورا.. لكن غياب القرار التنفيذي الرادع في الموجة الثالثة المتفشية، منح المستهترين طمأنينة، وداخلهم اعتقاد قوي بأن الفيروس تم استئناسه، وأن الحياة جميلة، والحكومة نفسها ليست قلقة!
هذا ما كان سائدا.. وسببا في السلوك العام المستهتر، والحشود المتدفقة في الشوارع والاسواق والكافيهات.. والأفراح والليالي الملاح.
إصابات متزايدة
قفزت أرقام الاصابات أمس الى 1102، وكل يوم من أسبوع وفيات فوق الستين متوف، وهي قفزات سريعة، وإضرب هذا الرقم في عشرة أو خمسة عشر علي الأقل، بل يقترح البعض ضرب الرقم في عشرين، ففي البيوت اصابات وعزل منزلي، فضلا عن العيادات والمستشفيات الخاصة..
وهذا نذير سيئ.. مالم تردع الحكومة قطعان المستهترين.. المكذبين .. دخول الحكومة علي الخط سيوقف نزيف المعارك داخل البيوت المصرية، خناقات واشتباكات وأصوات زاعقة: شاب مستهتر وووالداه الخائفان من الاصابة. ننتظر إذن قرارات أشد ردعا..