هل يجوز استخدام السواك أو المعجون أو التبرد بالماء في نهار رمضان؟

يضطر المسلم كما تعود غسل أسنانه يوميا عدة مرات، وقد يحتاج إلى أن يتمضمض من شدة الحر، ويلجأ البعض الى المضمضة ورش الماء البارد على الجسم بهدف تبريد الجسم فهل هذا ينقص من الصيام؟



يجيب الشيخ حسن مأمون شيخ الازهر ومفتي مصر الأسبق: إن المنصوص عليه شرعا ان ادخال الماء الى الفم فى المضمضة لا يفسد الصوم مادام لم يدخل شئ منه الى جوف الصائم ، وكذلك لا يفسده استعمال السواك فى نهار رمضان رطبا كان السواك بالماء او جافا ,
ومثل السواك فى ذلك استعمال فرشاة الاسنان سواء استعملها الصائم وحدها او مع معجون اسنان مادام لم يبالغ فى ذلك الى درجة يتسرب معا شئ من المعجون الى جوف الصائم لان ذلك هو الذى يترتب عليه إفساد الصوم.



فاستعمال فرشاة الاسنان وحدها او مع معجون غير مفسد للصوم الا ان رائحة فم الصائم محببة من قبل الله سبحانه وتعالى لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذى نفسى بيده لخلوق فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك ) لذلك يكره استخدام السواك او المعجون فى آخر النهار لهذا الحديث .


استحباب السواك



ومن جانبه، يجيب فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الازهر الاسبق: السواك هو استعمال عود من شجر آراك أو نحوع فى الاسنان وما حولها لإذهاب التغير ونحوه داخل الفم ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم مرات عديدة 


ويتأكد استحباب السواك عند تغيير الفم من نحو رائحة كريهة كالثوم والبصل وغير ذلك ، وعند القيام من النوم لما جاء فى الصحيحين بخارى ومسلم ان النبى صلى الله عليه وسلم كان اذا قام من النوم يشوص فاه ـ أى يدلكه بالسواك ـ وعند القيام الى الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم ( لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) وعند قراءة القران .


التحرز فى الاستخدام 



وقياسا على السواك ما يشبهه من تنظيف الاسنان بالمعجون ، وهذا لا يؤثر على صحة الصيام وان كنا ننصح باستعمال معجون الاسنان ليلا بعد الفطور والسحور خشية ان يتبقى شيئا من مادة المعجون بين الاسنان فيبتلعها الصائم ، واحتمال ان تكون مادة المعجون نفاذة تسرى الى الجوف حتى مع التحرز فى استعماله وذلك احتياطا فى الدين.


التبرد بالماء جائز 



أما بالنسبة للتبرد بالماء يقول الدكتور على جمعة المفتى السابق :تبرد الصائم بالماء بأن يغتسل او يصب على بدنه الماء اتقاء للحر او العطش جائز شرعا ولا يفسد الصوم لما روت عائشة رضى الله عنها ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر جنبا فى رمضان من غير حلم فيغتسل ويصوم ، وذككر البخارى عن انس ابن مالك انه قال: ان لى أبزنا اتقحم فيه وانا صائم " والأبزن هو حوض الاستحمام 
المهم انه على الصائم ان يحرص على عدم دخول الماء الى جوفه من الفم او الانف ، اما دخول الماء من خلال المسام فلا تأثير له والمفطر هو دخول الماء الى الجوف.