رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم الإسراع في أداء صلاة التراويح وعدد ركعاتها؟

الشيخ حسن مامون
الشيخ حسن مامون
اتفق العلماء على استحباب صلاة التراويح في رمضان وهي سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة بالقول والفعل فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام رمضان من غير ان يأمرهم فيه بعزيمة فيقول (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) فما عدد ركعاتها وهل اسراع الامام مقبولا؟


أجابت دار الإفتاء المصرية أنه من المظاهر السيئة فس صلاة التراويح والتس يجب أن تتوقف ما يفعله بعض الائمة خاصة فس مساجد القرى والنجوع من الإسراع فس القراءة وفس الركوع والسجود والتشهد، فلا يكاد يسجد حتى يقوم ويقرأ الفاتحة فس نفس واحد، وهذه الصلاة ضائعة على الإمام وعلى المأمومين جميعا .

خير ركعاتها 
وخير للناس ان يصلوا ثمانى ركعات باطمئنان وخشوع من ان يصلوا عشرين ركعة لا يتمون ركوعها او سجودها ويكون همهم الاول هو ان يفرغوا منها فى اقل وقت ممكن لينطلقوا الى اغراضهم ومآربهم الدنيوية.

وهذه الصلاة هى التى قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف "تعرج الى السماء وهى سوداء مظلمة تقول لصاحبها ضيعك الله كما ضيعتنى ، والاطمئنان فى الصلاة فى الركوع والرفع وفى السجدتين وما بينهما فرض وركن ومن دونه تبطل الصلاة وكأنها لم تكن .

احد عشرة ركعة
  
وفى فتوى للشيخ حسن مأمون شيخ الازهر ومفتى الديارالمصرية  ثبوت العشرين ركعة  المصرية سابقا يقول فيها : فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها : ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد فى رمضان ولا فى غيره على احدى عشر ركعة منها الوتر " وما روى عن ابن عباس من انه صلى الله عليه وسلم كان يصلى فى رمضان عشرين ركعة سوى الوتر فضعيف .

واضاف : أما ثبوت العشرين ركعة فكان بإجماع الصحابة فى عهد عمر ابن الخطاب زروى اسد بن عمر عن ابى يوسف قال :سألت أبا حنيفة عن التراويح وما فعله عمر فقال : التراويح سنة مؤكدة ولم يستحدثه عمر ولم يكن مبتدعا ولم يأمر به الا عن أصل لديه " الا انه يجب ان يفهم ان التراويح ليست بفرض والدين يسر ولا يكلف الله نفسا الا وسعها

ويجيب عليها الدكتور عبد الرحمن العدوى استاذ الفقه السابق بجامعة الازهر :عن عائشة رضى الله عنها قالت : صلى النبى صلى الله عليه وسلم فى المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى الثانية فكثر الناس ، ثم اجتمعوا فى الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج اليهم رسول الله ، فلما أصبح قال :لم يمنعنى من الخروج اليكم الا انى خشيت ان تفرض عليكم.

وهذه الاحاديث وغيرها توضح ان رسول الله لم يواظب على صلاتها فى جماعة مع اصحابه خشية ان تفرض عليهم ويعجزوا عن أدائها .
أما عدد الركعات ففى البخارى عن ابى سلمة ابن عبد الرحمن انه سأل عائشة رضى الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رمضان فقالت : ماكان يزيد فى رمضان ولا فى غيره عن إحدى عشرة ركعة يصلى اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلى ثلاثا ، فقلت يارسول الله أتنام قبل ان توتر ؟ فقال : ياعائشة ان عينى تنامان ولا ينام قلبى .

وروى ابن خزيمة وابن حيان فى صحيحيهما عن جابر انه صلى الله عليه وسلم صلى بهم ثمانى ركعات والوتر ، وروى مالك فى الموطأعن يزيد ابن رومان قال : كان الناس فى زمن عمر فى رمضان يقومون بثلاث وعشرين ركعة وصح عن عمر وعثمان وعلى ان الناس كانوا يصلون فى عهدهم عشرين ركعة وهو رأى جميع الفقهاء .

وبذلك فإنه لا مجال للاختلاف بين المسلمين فى عدد ركعات صلاة التراويح فمن اقتصر منهم على السنة صلى الله عليه وسلم صلى ثمانى ركعات والوتر ، ومن زاد على عشرين فقد ادى السنة والمستحب معا ، ولا يجوز لأحد ان ينكر على من اقتصر او زاد لانه من النوافل المسنونة التى يكون الاجتهاد فيها والاكثار فيها أولى وأفضل .
الجريدة الرسمية