رئيس التحرير
عصام كامل

هل الاستماع للابتهالات والتواشيح حرام؟

الشيخ سيد النقشبندى
الشيخ سيد النقشبندى

النقشبندى والكحلاوى وطوبار والهلباوى منشدين اثروا المكتبة الاسلامية بمئات الابتهالات والتواشيح الدينية وتركوا تراثا لا يقدر بثمن ورغم رحيلهم الا اننا مازلنا نعيش على اثارهم خاصة فى كل رمضان فهل التواشيح والابتهالات الدينية حرام وما حكمها ؟



أجاب الشيخ السيد وفا أبو عجور وكيل لجنة الفتوى بالازهر سابقا فقال: ان مدح الامة للنبى صلى الله عليه وسلم دليل على محبتها له ، والتواشيح لون من الوان الادب العربى ، ونوع من اشهر انواع الشعر ، ذاع وانتشر نتيجة قيامه على ركيزتين هامتين هما : موضوعه الدينى من ناحية ، وجزالة الالفاظ من ناحية أخرى .

حب الله وطلب المغفرة 
أما موضوعه الدينى فكثيرا ماتكون هياما فى الذات العليا مثل ما يؤثر عن المتصوفين ، أو حديثا نفسيا وطلبا للمغفرة ..وكل تلك المعانى تعتبر ضرورة دينية وثقافية لحالات بشرية وظروف انسانية كثيرا ما يحتاج اليها اغلب الناس .

اشاعة البدعة 
أما من ناحية الحكم الشرعى على التواشيح ومايقال انها بدعة فينبغى مراعاة ان الشعر جميعه ليس مما يحكم عليه بالابتداع والاتباع 
فالشعر سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم بل أنشأ له منبرا ، غير منبر الدعوة ، وقد أثنى القران على الشعراء الملتزمين بمعانى الايمان ودروس التربية الاسلامية 

المعانى السامية 
واستثنى القران اصحاب هذه المعانى السامية ممن وصفهم بالكذب والمجون كما فى آخر سورة الشعراء ، وقد عقد الامام البخارى فى صحيحه بابا من ابواب كتاب الادب وعنوانه (باب من يجوز من الشعر والرجز وغيره )، فذكر البخارى ما كان من حداء عامر بن الاكوع فى الطريق الى خيبر وقوله رضى الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع : 

اللهم لولا انت ما اهتدينا / ولاتصدقنا ولا صلينا / فاغفر فداء لك ما اقتفينا / وثبت الاقدام ان لاقينا / والقين سكينة علينا /إنا إذا صيح بنا أتينا.

فقال صلى الله عليه وسلم (من هذا السائق الحادى ) قالوا :عامر ابن الاكوع ، فقال :يرحمه الله ، فقال رجل من القوم : وجبت يانبى الله .

وفى نهاية الغزوة كان عامر قد استشهد فشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن له أجرين .

كما لا ننسى استقبال اهل المدينة للرسول عليه السلام حين هاجر اليها بنشيد طلع البدر علينا وعموما فإن المدائح النبوية وخلجات النفس المؤمنة التى تدعو ربها وتناجى خالقها مما يستحب ، تسرية واعانة على العمل والاجتهاد فليس ذلك مما يحكم عليه بالابتداع ابدا ، وما البدعة المنهى عنها إلا كل قول أو فعل يعارض فريضة أو يدفع سنة.

الجريدة الرسمية