رئيس التحرير
عصام كامل

الانتحار والاختيار

دراما رمضان هذا العام حركت مواجعنا، إما بجدية بعضها.. أو بتفاهة البعض الآخر. مسلسل الاختيار2 استدعى بعضا من المواجع، ونكأ جراحاً لم تندمل بعد، واستحضر شخصيات كنا شهوداً على ذهابها غدراً.


اللواء محمد جبر مأمور قسم كرداسة الذي ظل متمسكاً بمكانه لآخر لحظة في حياته، تصادف أن صاحبته كاميرا قناة المحور وكنت أترأس تحريرها في ذلك الوقت، وسجل زميلنا المراسل تامر مجدي تصدي اللواء جبر للهجوم على مبنى القسم..

ومن هول الأحداث انتقل الإعلامي طارق الفطاطري رئيس القناة إلى الموقع ليحرك الكاميرا بنفسه وينقل لنا ما يجري من أحداث، كان مراسلنا ملاصقاً للواء جبر، وكان أول من انتبه لطلقة غادرة أصابته ليحمله مع آخرين إلى السيارة لنقله إلى المستشفى..

لكن الرجل كان قد لفظ أنفاسه ليلحق بآخرين في مذبحة كانت الأبشع، تفاصيل المذبحة نقلنا أغلبها على الهواء، ومشهد استشهاد اللواء محمد جبر نقلناه على الهواء لأننا كنا الأقرب إليه، بكينا يومها في الإستديو، ثم شعرنا بحجم الألم عندما تحدثت إلينا أسرته ومن عملوا معه عن أخلاقه وكم كان إنساناً رائعاً، ثم جاء مسلسل الإختيار2 لينكأ الجراح، ويعيد للأذهان مشهداً أبكى الملايين.

شاهد على رابعة
وفي رابعة.. كنا قد أرسلنا كاميرا قبل فضها بساعات، لنرصد من مبنى مطل على الميدان أول طلقة استقرت في جسد الشهيد محمد جودة صقر من العمليات الخاصة، نقلنا الواقعة على الهواء مباشرة، وكنا أول من استضاف أسرته، بكى كل من تحدث عنه، وبكى كل العاملين في الاستديو.

أما مشهد استشهاد المقدم محمد مبروك.. فكان اللغز الذي بحثنا له عن حل طوال أيام، نال الشهادة أمام منزله، فنقلنا أنين أسرته على الشاشة، بكينا مع أبوين وزوجة وأطفال، وبكى كل من عرف الجهد الذي بذله محمد مبروك لحماية الوطن.

دراما أخرى قرر أصحابها الانتحار، عندما قدموا وجبة من البلطجة والتفاهة والمجاملات، وكأنهم أقسموا على إفساد المجتمع، وتأتي شريهان ليس بعمل درامي، بل بإعلان، لنشم برؤيتها رائحة دراما زمان، ونتحسر على الدراما الآن.

كنت أتمنى أن ننأى بمسلسل الاختيار2 عن سوق دراما رمضان الذي يختلط فيه الحابل بالنابل على أن يعرض في أي من شهور السنة، فهو من الأعمال التي تحمل رسالة قادرة على النجاح في أي وقت.
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية