باكارد.. أول سيارة بمكيف هواء اتهمها المنافسون بالباطل منذ ٨٢ عاماً
أصبح مكيف السيارة من الأجزاء الهامة لجميع انواع وفئات السيارات في الوقت الحالي، وتعد سيارة باكارد أول سيارة في العالم مزودة بنظام التكييف والذي أصبح اليوم من الأساسيات التي لا يمكن الاستغناء عنها في السيارة خاصه في فصل الصيف.
بدأ الاهتمام بتصنيع التكييف، بعد أن لاحظ العالم جون هاديلي عام 1758 أن تبخّر الكحول يعمل على تبريد الشيء الذي كان عليه، وهذه الفكرة كانت حجر الأساس الذي استند إليه العلماء من أجل تحقيق حلم التبريد للمنازل، إلى أن نجحوا فعلياً بصناعة أول مكيف لغرفة داخل منزل عام 1914.
تسارعت خطوات البحث والتطوير في هذا القطاع حتى دخلت المكيفات عالم السيارات في أول تجربة في عام 1939 من قبل شركة باكارد، مما دفع الشركات الأخرى لمنافسة شركة باكارد لتطويى أنظمة تكييف وأضافتها إلى سياراتها، حتى أصبحت نصف السيارات المباعة عام 1969 مزودة بنظام تكييف.
ففي ثلاثينات القرن الماضي، استطاع عدد قليل من الشركات توفير الهواء البارد داخل مقصورة السيارة، وذلك عن طريق إضافة مبرّدات ضخمة لتلطيف الهواء، وكان ذلك يتم بناء على طلب خاص من العميل ويتطلّب تعديلات ضخمة في السيارة من حيث توفير المساحة والطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيله.
وجاء الحدث الأكبر في 4 نوفمبر من عام 1939، عندما أُقيم معرض السيارات الأربعون بمدينة شيكاغو الأمريكية، وفيه كشفت شركة السيارات الفارهة "باكارد" النقاب عن سيارتها الجديدة.
وشكّلت "باكارد" ثورة في عالم السيارات؛ إذ كانت أول سيارة مزودة بوحدة تكييف هواء من ضمن مكوناتها الأساسية ويعمل بنظامي التدفئة والتبريد، وسمّي وقتها "ملطف الجو".
ومن الأمور الغريبة، التي صاحبت هذا التكييف، أنه كان يشْغل أكثر من نصف حقيبة السيارة خلف المقعد الخلفي، وكان الهواء البارد يصل إلى مقصورة الركاب من خلال القنوات التي ركبت بين المقاعد والنوافذ الخلفية.
ولتشغيل نظام التكييف، يفتح السائق غطاء مقدمة السيارة الكبوت ويوصل "السير" المتصل بضاغط تكييف الهواء، والعكس عند إيقاف تشغيله؛ إذ يضطر السائق إلى إيقاف السيارة وإيقاف المحرك، ومن ثم فتح غطاء مقدمة السيارة وفصل "السير" المتصل بضاغط تكييف الهواء.
وكان الهواء البارد يستمر في الخروج مع أي حركة، لعدم احتوائها على منظم للحرارة ذاتي (ثرموستات) وهذا كان من أبرز عيوبها، وتم التغلب عليه عن طريق التحكم اليدوي بإيقاف المروحة.
أتاحت باكارد تركيب هذا التكييف في السيارة بشكل اختياري مقابل 274 دولاراً، في الوقت الذي كان متوسط الدخل السنوي للمواطن الأميركي 1.368 دولار.
لم تلق الفكرة رواجا عند الكثيرين، رغم ضمان شركة باكارد عملية تركيب وحدة التكييف، وكان البعض قد فسر ذلك ببدء الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1941 توقف انتاج هذه السيارة وسط حملة مكثفة من الصحف الأمريكية وعلى رأسهم "نيويورك تايمز" لمناهضة مكيفات السيارات الباردة والساخنة بزعم أنها تقتل الناس بفعل عدم تجدد الهواء داخل مقصورة السيارة.
وكانت "نيويورك تايمز" نشرت آنذاك في صفحتها الأولى، خبرًا مفاده أنّ استخدام مكيف الهواء داخل السيارات المغلقة، قد يؤدي إلى الوفاة، وفقًا لنظرية كانت تقول أنّ الهواء سيُصبح سمًا قاتلاً في تلك الحالة. الأمر الذي تسبب بتوقف انتاج هذه السيارة.
وبعد 12 عامًا، جاءت شركةChrysler Imperial ، في عام 1953، وقدمت أول سيارة مكيفة بعد الانقطاع، وكانت أنظمة التكييف آنذاك من ثلاثة مستويات يمكن الاختيار بينها، ويمكن للمكيف التبريد من درجة حرارة 49° حتى 30° خلال 10 دقائق، وكان يمتاز بصغر حجمه وهدوء صوته.
قُدمت هذه السيارة للجمهور في الصحافة، ليس فقط كسيارة من أجل الراحة؛ بل أيضاً من أجل الخصوصية، فقد أصبح بمقدورك أن تصل لوجهتك دون فتح نوافذ السيارة واستقبال الضوضاء من الخارج، مع الحصول على هواء منعش ومصفّىً بغض النظر عن حرارة الصيف أو برودة الشتاء.
وبعد خروج أول سيارة مكيفة للنور، استشرف مصنعو السيارات المستقبل، وتوقعوا أن يصبح التكييف أساسياً ضمن مكونات سيارة المستقبل الأساسية، وهي نبوءة أثبتت صحتها اليوم.
وأشارت تقارير المستهلكين آنذاك، إلى أنّ السيارات التى تستخدم مكيف الهواء فقدت غالونات أكثر من نظيراتها التى لا تحتوي على مكيف هواء، ليكتشفوا حينها أنّ القيادة مع فتح النوافذ، لا تؤثر على الاقتصاد في استهلاك الوقود، وفي عام 1969 أصبح أكثر من %54 من السيارات مزودة بمكيف، ليس فقط من أجل الراحة، ولكنها ترفع من سعر البيع للسيارة المستعملة.
بدأ الاهتمام بتصنيع التكييف، بعد أن لاحظ العالم جون هاديلي عام 1758 أن تبخّر الكحول يعمل على تبريد الشيء الذي كان عليه، وهذه الفكرة كانت حجر الأساس الذي استند إليه العلماء من أجل تحقيق حلم التبريد للمنازل، إلى أن نجحوا فعلياً بصناعة أول مكيف لغرفة داخل منزل عام 1914.
تسارعت خطوات البحث والتطوير في هذا القطاع حتى دخلت المكيفات عالم السيارات في أول تجربة في عام 1939 من قبل شركة باكارد، مما دفع الشركات الأخرى لمنافسة شركة باكارد لتطويى أنظمة تكييف وأضافتها إلى سياراتها، حتى أصبحت نصف السيارات المباعة عام 1969 مزودة بنظام تكييف.
ففي ثلاثينات القرن الماضي، استطاع عدد قليل من الشركات توفير الهواء البارد داخل مقصورة السيارة، وذلك عن طريق إضافة مبرّدات ضخمة لتلطيف الهواء، وكان ذلك يتم بناء على طلب خاص من العميل ويتطلّب تعديلات ضخمة في السيارة من حيث توفير المساحة والطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيله.
وجاء الحدث الأكبر في 4 نوفمبر من عام 1939، عندما أُقيم معرض السيارات الأربعون بمدينة شيكاغو الأمريكية، وفيه كشفت شركة السيارات الفارهة "باكارد" النقاب عن سيارتها الجديدة.
وشكّلت "باكارد" ثورة في عالم السيارات؛ إذ كانت أول سيارة مزودة بوحدة تكييف هواء من ضمن مكوناتها الأساسية ويعمل بنظامي التدفئة والتبريد، وسمّي وقتها "ملطف الجو".
ومن الأمور الغريبة، التي صاحبت هذا التكييف، أنه كان يشْغل أكثر من نصف حقيبة السيارة خلف المقعد الخلفي، وكان الهواء البارد يصل إلى مقصورة الركاب من خلال القنوات التي ركبت بين المقاعد والنوافذ الخلفية.
ولتشغيل نظام التكييف، يفتح السائق غطاء مقدمة السيارة الكبوت ويوصل "السير" المتصل بضاغط تكييف الهواء، والعكس عند إيقاف تشغيله؛ إذ يضطر السائق إلى إيقاف السيارة وإيقاف المحرك، ومن ثم فتح غطاء مقدمة السيارة وفصل "السير" المتصل بضاغط تكييف الهواء.
وكان الهواء البارد يستمر في الخروج مع أي حركة، لعدم احتوائها على منظم للحرارة ذاتي (ثرموستات) وهذا كان من أبرز عيوبها، وتم التغلب عليه عن طريق التحكم اليدوي بإيقاف المروحة.
أتاحت باكارد تركيب هذا التكييف في السيارة بشكل اختياري مقابل 274 دولاراً، في الوقت الذي كان متوسط الدخل السنوي للمواطن الأميركي 1.368 دولار.
لم تلق الفكرة رواجا عند الكثيرين، رغم ضمان شركة باكارد عملية تركيب وحدة التكييف، وكان البعض قد فسر ذلك ببدء الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1941 توقف انتاج هذه السيارة وسط حملة مكثفة من الصحف الأمريكية وعلى رأسهم "نيويورك تايمز" لمناهضة مكيفات السيارات الباردة والساخنة بزعم أنها تقتل الناس بفعل عدم تجدد الهواء داخل مقصورة السيارة.
وكانت "نيويورك تايمز" نشرت آنذاك في صفحتها الأولى، خبرًا مفاده أنّ استخدام مكيف الهواء داخل السيارات المغلقة، قد يؤدي إلى الوفاة، وفقًا لنظرية كانت تقول أنّ الهواء سيُصبح سمًا قاتلاً في تلك الحالة. الأمر الذي تسبب بتوقف انتاج هذه السيارة.
وبعد 12 عامًا، جاءت شركةChrysler Imperial ، في عام 1953، وقدمت أول سيارة مكيفة بعد الانقطاع، وكانت أنظمة التكييف آنذاك من ثلاثة مستويات يمكن الاختيار بينها، ويمكن للمكيف التبريد من درجة حرارة 49° حتى 30° خلال 10 دقائق، وكان يمتاز بصغر حجمه وهدوء صوته.
قُدمت هذه السيارة للجمهور في الصحافة، ليس فقط كسيارة من أجل الراحة؛ بل أيضاً من أجل الخصوصية، فقد أصبح بمقدورك أن تصل لوجهتك دون فتح نوافذ السيارة واستقبال الضوضاء من الخارج، مع الحصول على هواء منعش ومصفّىً بغض النظر عن حرارة الصيف أو برودة الشتاء.
وبعد خروج أول سيارة مكيفة للنور، استشرف مصنعو السيارات المستقبل، وتوقعوا أن يصبح التكييف أساسياً ضمن مكونات سيارة المستقبل الأساسية، وهي نبوءة أثبتت صحتها اليوم.
وأشارت تقارير المستهلكين آنذاك، إلى أنّ السيارات التى تستخدم مكيف الهواء فقدت غالونات أكثر من نظيراتها التى لا تحتوي على مكيف هواء، ليكتشفوا حينها أنّ القيادة مع فتح النوافذ، لا تؤثر على الاقتصاد في استهلاك الوقود، وفي عام 1969 أصبح أكثر من %54 من السيارات مزودة بمكيف، ليس فقط من أجل الراحة، ولكنها ترفع من سعر البيع للسيارة المستعملة.