رئيس التحرير
عصام كامل

شادية تنجو من مذبحة داخل مزرعة بطريق الإسكندرية بسبب سهرات رمضان

الفنانة شادية تتذكر
الفنانة شادية تتذكر
فى مجلة الكواكب عام 1959 كتبت الفنانة شادية مقالا عن ذكرياتها  فى شهر رمضان قالت فيه: حدث ذلك عام 1954 عندما كنا نعمل فى فيلم "ليلة من عمري" وقد اتفقنا مع مزارع جناكليس على أن نصور مناظر الفيلم من حقولها وذهبنا الى المزارع التى تبعد عن الإسكندرية 60 كيلو وكان التصوير فى شهر رمضان.


اتفقنا على أن نقيم استراحة فى قلب المزارع توفيرا للجهد فى الانتقال ذهابا وإيابا إلى الإسكندرية وكان التصوير يتم نهارا وبعد الإفطار يجتمع العاملين فى الفيلم فى سهرة فكاهية.

حفلة سمر 
وسرى فى العزب والكفور أن هناك مجموعة من الفنانين يقيمون فى مزارع جناكليس ويقدمون فقرات فكاهية وأمسيات رمضانية ممتنعة، وبدأ بعض الأهالى يحضرون إلينا ويستمتعون بسهراتنا وعلم العمدة بذلك وضابط النقطة وبدأوا أيضا الحضور والسمر معنا.

نكات عن العمد 
وكان من نجوم الفيلم الفكاهي أحمد الحداد وقد اشتهر ببراعته فى اختيار القوافى والقفشات، وذات ليلة حضر إلينا رجال مدججون بالسلاح وعرفنا انهم خفراء بلدة جاءوا وراء عمدتهم الذى كان جالسا منتفخ الأوداج منتفخ الكرش متحفز الشارب، وظهر من الحضور من طلب من أحمد الحداد نكات وقفشات وكانت عن العمد والناس يضحكون بينما كان هناك فريق يجلس ساكتا وكان يدبر أمرا.

أحمد الحداد
لاحظت أن العمدة ينظر إلى اتباعه فى غضب وفجأة سمعنا طلقا ناريا والعمدة فى مكانه لم يتزحزح وقالوا إن خفير العمدة أطلق الرصاص للارهاب، وتنبهنا نحن أسرة الفيلم أن فى الأمر شيئا وأن أحمد الحداد مخلب قط .

واقترب منى شخص من فريق العمدة وقال إن هناك ثأرا قديما بين فريق العمدة والفريق الذى يضحك بسبب منصب العمودية ووجدوا فى قفشات الحداد ما يثير حفيظة العمدة ويضحكهم عليه.

ولما سألت عن الخفير قالوا إنه ذهب لإحضار رجال من حرس العمدة، فتملكنى خوف شديد وناديت على أحمد الحداد وافهمته الأمر فكف عن الضحك.

جلسة صلح 
وساد سكوت من الضاحكين والعمدة يتوعد ولم ينقذ الأمر إلا وصول ضابط نقطة البوليس وأفهمته الموضوع واستطاع إجراء الصلح بين الفريقين وإقناعهم أن أحمد الحداد ليس تبع هذا ولا ذاك وأنه ضيف ولا يقصد شيئا بنكاته الا الترفيه.

وانقضت الليلة على خير بعد أن كادت تقع مذبحة لا يعلم أحد نتائجها وأوقفنا سهرات رمضان حتى انتهى تصوير المشاهد التى تجرى حوادثها فى مزارع جناكليس.
الجريدة الرسمية