إسماعيل أنور باشا.. قصة أحد مهندسي الإبادة الجماعية للأرمن
إسماعيل أنور باشا هو قائد عسكري عثماني وأحد قادة حركة تركيا الفتاة وأحد المنفذين الرئيسيين للإبادة الجماعية الأرمنية.
وبسبب ظروف الحرب في عصره كان رجال وشباب الأرمن، ما بين 20 إلى 40 عاما، يشاركون فى صفوف الجيش التركى، ما سمح بإخلاء الأرياف الأرمينية من معظم الرجال.
ليأتى بعدها قرار وزير الحرب "أنور باشا"، بنزع سلاح المجندين الأرمن من صفوف الجيش ونقلهم إلى أفواج عمل، قبيل قتلهم فى جماعات صغيرة ضمن أماكن نائية، ومن حالفهم الحظ من الأرمن كانوا أسرى لدى الجيش الروسى فى معتقلات سيبيريا.
وبأمر من الحكومة المركزية فى القسطنطينية، بدأ ضباط الإقليم بعمليات إطلاق نار واسعة على الأرمن، وجمع الشباب الأرمن فى سن القتال وأطلق عليهم النار، وقتلوهم بالجملة، إلى جانب الألاف من النساء والأطفال، بينما كان حظ آخرين أن يتم تتريكهم لاستخدامهم كخدم.
بداياته
ولد في أسطنبول وتخرج من الكلية الحربية ضابطا ليعين في الفيلق الثالث بسلانيك، ثم عين رئيس أركان الفيلق الثالث بمناستر، وأنضم هناك إلى الاتحاد والترقي.
شارك في ثورة 1908 ضد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني كما شارك في حرب طرابلس ضد الإيطاليين ثم سافر إلى إسطنبول ليصبح وزيراً للحربية في الدولة العثمانية.
معركة ساريكاميش
خلال الحرب العالمية الأولى قاد الجيش الثالث العثماني ضد الروس في معركة ساريكاميش بالقوقاز، ثم تصدى للحملة البريطانية في العراق ويقال أنه نجح في صد هجوم الجيش البريطاني ومنعه من دخول بغداد عام 1916م.
لكنهُ سرعان ما تراجع وأنهزم وأستطاع الإنجليز احتلال بغداد عام 1917م، وقد قتل في بخارى خلال حرب ضد الحكومة البلشفية في وسط آسيا عام 1922 على يد ضابط أرمني.
قائد القوات العثمانية
تم تعين أنور باشا قائدا للقوات العثمانية في الحرب التي دارت ضد الجنود الروس في الجبهة القوقازية حيث كان يرغب في طرد الروس من المناطق الشرقية وإستعادة سيطرة العثمانيين على مناطق كارس وباتومي التي كانوا سابقا قد تنازلوا عنها للروس بعد الحرب الروسية التركية التي جرت بين الأعوام 1877-1878.
غير كفء
كان أنور يعتقد نفسا قائدا عسكريا كبيرا وفذا وأنه يملك خططا تمكنه من إستعادة “الأراضي العثمانية” من قبضة الروس إلا أن المستشار العسكري الألماني ليمان فون ساندرز (حسب مذكراته) كان يعتبره غير كفء لإدارة أي معركة.
وبالفعل هزم أنور في معاركه ضد الروس في ساراكاميش في الفترة ما بين ديسمبر 1914 و يناير 1915 ويقال أن فشله كان بسبب تجاهله لعوامل التضاريس والطقس في مناطق شرق الأناضول والقوقاز.
هزم أنور باشا الذي قاد جيشا مؤلفا من قرابة 90.000 مقاتل ضد الروس فتراجع بعد أن مقتل عشرات الألاف من جنوده، والطريف أنه بعد عودته إلى القسطنطينية (عاصمة الأمبراطورية العثمانية آنذاك) وجه تهما للأرمن.
وأدعى أنهم السبب في فشل حربه ضد الروس مع العلم أن أحد الجنود الأرمن ويدعى هوفهانيس كان قد أنقذ حياته حين حمل أنور ونقله من الصفوف الأمامية إلى الخلفية بعد إصابة بليغة كان قد تعرض لها.
ورغم ذلك لم يكترث أنور لأخلاص الأرمن ورأى في تهمه للأرمن ذرائع مناسبة لتحقيق غايات أكبر كانت الإمبراطورية تخطط لها وهي إفناء الأرمن من الوجود، الإبادة الجماعية الأرمنية.
هجمات مباغتة
في الـ 4 من أغسطس من العام 1922 قام فرق من الجيش الأحمر بقيادة هاكوب ميلكوميان بشن هجمات مباغتة على أنور باشا ورجاله والتي نتج عنها مقتل أنور بالنيران الرشاشة وتقول المذكرات التي تناولت الحادثة أن أنور تلقى رصاصة قريبة من قلبه.
ما أدى إلى مصرعه فورا، في حين أن بعض الروايات تقول أن أنور هرب أثناء هذه الهجمات وأختبأ في إحدى المنازل لمدة 4 أيام إلى أن عثر عليه أحد الأرمن وقام بقته إنتقاما لشهداء أمته الذين قتلوا في عمليات الإبادة الجماعية الأرمنية التي نظمها الثلاثي أنور، طلعت وجمال.
إبادة جماعية جديدة
يذكر أن هدد نائب تركي من اليمين المتطرف، نائبًا أرمنيًا من حزب الشعوب الديمقراطي بارتكاب إبادة جماعية أخرى.
وقال أوميت أوزداج، إن نائب حزب الشعوب الديمقراطي غارو بايلان "يجب أن يمر بتجربة طلعت باشا عندما يحين الوقت" ، في إشارة إلى السياسي العثماني الذي أمر بالإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915.
وتابع إهاناته :"أيها الرجل الوقح والاستفزازي. يمكنك الذهاب إلى الجحيم إذا لم تكن سعيدًا هنا".
وجاء ذلك ضمن رده أيضا على انتقادات بيلان لاستخدام اسم طلعت باشا في أسماء الشوارع والمدارس.
مشروع قانون
يذكر أن أعلن نائب تركي معارض، عن تقديمه مشروع قانون للاعتراف بـ"إبادة الأرمن"؛ ولرفع أسماء مرتكبيها من الحياة العامة.
مشروع القانون الذي يشمل كذلك إجراء تعديل على قانون الجنسية التركية، تقدم به غارو بايلان، النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي جرتشك" التركية المعارضة.
تحقيق العدالة
وقال النائب المذكور إن "إبادة الأرمن ارتكبت على هذه الأراضي، وتحقيق العدالة بخصوص هذه القضية لن يكون إلا من خلال اعتراف هذه الأرض بتلك الإبادة".
وشدد بايلان على "ضرورة مواجهة تركيا لحقيقة هذه الإبادة وعدم التهرب من المسئولية تجاهها، يجب أن تواجه آلام الشعب الأرمني، ونضع حدًا لها من خلال العدل والإنصاف".
وأردف قائلا "البرلمان التركي هو الجهة الوحيدة التي ستضمد جراح الأرمن، فالإبادة الأرمنية ارتكبت بقرار سياسي على هذه الأراضي من قبل سياسيي تلك الفترة ورجالها، مثل السياسيين العثمانيين طلعت أنور، وجمال باشا".