مسلسل كوفيد ٢٥ في مرمى النقاد .. مشاهد مفككة تفتقر إلي المنطق.. مستوحى من عدة أمراض مركبة.. توقيته يؤثر علي عقلية المشاهير
أثار مسلسل كوفيد 25 الجدل بعدما تنبأ بظهور مرض خطير يصيب العالم في
٢٠٢٥، ينتقل بالعدوى بين المواطنين عن طريق العين، ويصيب الفيروس الجهاز العصبي ويسبب
فقدان القدرة علي السيطرة علي النفس ومن ثم الرغبة في الانتحار، ومن أبرز الأعراض آلام
في العينين ثم الإصابة بالعمي.
تشابه الأمراض
أثارت فكرة المسلسل الجدل حول وجود فيروس شبيه بذلك أو إمكانية انتقال فيروس عن طريق العين، حيث يقول جمال فرويز استشاري الطب النفسي أنه لا يوجد في الطبيعية فيروس كذلك ولكن فكرة المسلسل من وحي الخيال الكاتب، ولكن هذا المرض مستوحي من أمراض أخري تم تركيبها مع بعض.
وأضاف فرويز، يشبه هذا الفيروس فيروس ساري الذي ظهر علم ٢٠٠٣، ويسبب التشنجات وأضرار بالجهاز العصبي وأدى للوفاة حينها، ولكنه يصيب الجهاز التنفسي.
وتابع قائلا: كما يولد الاكتئاب الوجداني الشديد، شعور الانسان بالرغبة في التخلص من حياته، ورفض الحياة والرغبة في الموت، ويمكن أن يتجه لقتل أحبائه أيضا لاعتقاده بإنقاذهم من صعاب المعيشة، ونفس الأعراض متفاقمة بين مرضى الفصام والوسواس القهري الشديد.
وأضاف أيضا أن هناك أمراض عضوية تولد الرغبة في الانتحار، بسبب صعوبتها أو عدم جدوى العلاج، ومنها السرطان والإيدز، مشددا على أنهم دائما ما يكونوا بحاجة ماسة للدعم النفسي.
أما فيروس كوفيد ٢٥ المعروض في المسلسل الرمضاني فأعراضه العصبية استوحت من عدة أمراض، فعلي سبيل المثال، يسبب مرض الصرع، ونقص الماغنسيوم والكالسيوم، والقلق النفسي، أعراض التشنجات.
توقيت المسلسل
وفي نفس السياق، يقول أحمد فخري استاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن الفكرة كاملة من وحي الكاتب ولا يمكن تقييد حرية مخرجي ومنتجي الاعمال الفنية في الخيال، فتلك الأعمال الدرامية يطلق عليها أنها افكار غير تقليدية وخارج الصندوق.
حيث يترك المخرج العنان لتفكيره لإخراج أفكار من الممكن أن تكون بعيدة عن المنطق نوعا ما، ولكنها تحدث تأثير كبير في الجمهور.
وتابع قائلا: عرض المسلسل في التوقيت الحالي أحدث ضجة كبيرة بين جمهور المشاهدين وسيحقق مشاهدات عالية لأن الجمهور في الوقت الحالي مهيئ لتقبل أي فكرة خاصة بالفيروسات والأوبئة وأعراضها وتاثيرتها بعد انتشار فيروس كوفيد 19، لذلك أثار المسلسل ضجة كبيرة، رغم أن أعراض المرض والقواعد العلمية له في المسلسل لا أساس صحي أو علمي له في الواقع.
أكد أن المسلسل إذا كان عرض قبل تفشي فيروس كورونا كوفيد 19، كان الجمهور سيستخف بالفكرة وسيرفضها، ولكن نفسية الجمهور الآن مهيئة لتقبل أي قصة تخص الأوبئة، فمن كان يتخيل أن كوفيد 19 سينتشر بتلك الطريقة وستختلف أعراض ما بين الحين والآخر.
مشاهد مفككة
في نفس السياق، قال الدكتور خالد منتصر تعقيبا على مسلسل "كوفيد 25"، إنه من المسموح لكل فنان أن يحلق بخياله لكن الفرق بين خيال الفنان المبدع والهلاوس والضلالات في الأمراض النفسية الخطيرة، فالمسلسل يفتقد المنطق والتماسك والإحكام في بناء هذا الخيال.
أضاف "منتصر"، أن مسلسل "كوفيد 25" افتقد المنطق العلمي والأخطر أنه افتقد المنطق الدرامي أيضا، مؤكدا أننا صرنا أمام نوعين من العشوائية العلمية والدرامية، فالحديث عن فيروس ينتقل بالطاقة الكهرومغناطيسية بالنظر ويجعل الناس تنتحر ليس له أي أساس أو حتى لمحة نستطيع الاقتباس منها أو البناء عليها.
أضاف "منتصر": انتقال الفيروس بالنظر بأنه مجرد لغط وثرثرة لحشو الوقت الذي لابد أن نستفيد منه في فهم العلم وإرساء قواعد التفكير المنطقي بدلاً مما نراه من تسويد صفحات سيناريو وتحويلها إلى مشاهد مفككة تفتقر إلى أي منطق، قائلا:
"لا يوجد أي جهد ولو بسيط حتى في سؤال طبيب مختص كما يفعل الأجانب في أفلامهم ومسلسلاتهم حتى يحقق المصداقية".