رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم الشرع في تهنئة غير المسلمين بعيدهم؟.. دار الإفتاء تجيب

دار الافتاء المصرية
دار الافتاء المصرية
يتساءل الكثير من المسلمين عن الحكم الشرعي في تهنئة المسيحيين بمناسبة أعيادهم، دعا ديننا الحنيف الى حسن الجوار واحترام العقيدة ؟، وذلك بالتزامن مع احتفالات عيد القيامة عند الأخوة المسحيين 


من جانبها أكدت أمانة الفتوى بدار الافتاء المصرية فى فتاواها جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم شريطة الا تكون بالفاظ تتعارض مع العقيدة الاسلامية .

وقالت الفتوى ان هذا الفعل يندرج تحت باب الاحسان الذى امرنا به الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق مذكرة بقوله تعالى ( وقولوا للناس حسنا ) وقوله تعالى ( إن الله يأمر بالعدل والاحسان )

بر غير المسلمين  
وقالت الفتوى ان اهم مستند استندت عليه هو النص القرانى الصريح الذى يؤكد ان الله تبارك وتعالى لم ينهنا عن بر غير المسلمين ووصلهم واهدائهم وقبول الهدية منهم ، وما الى ذلك من اشكال البر بهم وهو قوله سبحانه وتعالى : ( رينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطي) .

أعياد المسيحيين 
جاء ذلك فى معرض رد دار الفتوى على سؤال حول حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم خاصة مع اقتراب الاحتفال باعياد المسيحيين .

وقد ورد عن على ابن ابى طالب رضى الله عنه قال " اهدى كسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منه ، وأهدى له قيصر فقبل واهدت له الملوك فقبل منها " .

خطبة الوداع 
لقد خلق الله الإنسان على اختلاف ملله وأشكاله وأجناسه من أبٍ واحد وأم واحدة  ( ان ربكم واحد وإن أباكم واحد ) كما جاء في مسند الإمام أحمد في خطبة الوداع قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ( يا ايها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، لا فضل لعربى على عجمى ولا لعجمى على عربى ، ولا أحمر على اسود ، ولا أسود على احمر إلا بالتقوى ، ابلغت )  قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم 

الرسالات السماوية 
ولم يفرق المولى عز وجل في الخلق ولا في الرزق بين مسلم وغير مسلم، ولقد جاءت الرسالات السماوية من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكلها يكمل بعضها بعضا؛ 

كما أن الرسالات السماوية كلها تدعو إلى هدف واحد، وهو توحيد الله وعبادته، وترجو نتيجة واحدة هي الفوز بالجنة في الدار الآخرة، وإن اختلفوا في الأسلوب والطريقة الموصلة إلى ذلك، ومن المقرر شرعا أن الإسلام لم يمنعنا من مجالسة أهل الكتاب ومجادلتهم بالتي هي أحسن، وأن نأكل من طعامهم وشرابهم، بل أكثر من ذلك أباح لنا الزواج منهم؛ قال تعالى: ( ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) 

حسن التحية 
ومن غير المعقول أن يتزوج المسلم بامرأة من أهل الكتاب، ويطلب عندها المودة والرحمة، وتهنئه في عيده ولا يرد التهنئة في عيدها، ألم يكن ذلك مخالفة صريحة لنص القرآن الكريم في قوله تعالى: واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها [النساء: 866]، حيث إنه لم يفرق بين من يلقي التحية مسلم أو غير مسلم، والتهنئة في الأعياد ما هي إلا نوع من التحية.
الجريدة الرسمية