لماذا فشل الإخوان في الخروج من سجن حسن البنا وسيد قطب ؟..العداء الشرس للتجديد.. الاختباء خلف روايات المظلومية والاضطهاد.. تحريم الإبداع
يضع الإخوان حسن البنا مؤسس الجماعة الإرهابية، وسيد قطب أخطر منظر فكري لها في مرتبة أشبه بالقداسة، غير مسموح الاقتراب من إرث هذا أو ذاك، الأكثر انفتاحا منهم ربما يناقش أفكارهما، لكن لايستطيع أن ينقد أو يرفض كل، أو بعض مما جاءوا به، فماذا كانت النتيجة ؟ .. سجن أفراد الجماعة داخل حدود أفكار قطب والبنا منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الآن !
رفض التسامح
لم تعرف الإخوان طوال تاريخها أي تسامح أو إقبال على تجديد أفكارها، والقضية هنا ليست متعلقة بالجماعة الأم في مصر فقط، بل يمتد المرض إلى جميع أذرع الإخوان بالمنطقة والعالم، وربما هذا هو أكبر سبب لفشل التنظيم في المساهمة بقضايا الفكر والثقافة للمجتمعات التي أراد تولي سدة الحكم فيها.
يقول خليل حيدر، الكاتب والباحث، أن الجماعة عمرها قرن من الزمان، وعاشت في بلاد وظروف شتى، داخل العالم العربي وأوروبا وأميركا وغيرها، ولكنه تنظيم لايفهم إلا في أولوياته الحزبية والدينية فقط، ولا علاقة له بالثقافة والفكر والإبداع والتأليف.
حجج السجن
أشار الباحث إلى أن الجماعة كانت تختبئ لسنوات خلف حجج السجن والمنع والاضطهاد، ولكنها منذ فترة ليست بالقصيرة موجودة في دول عربية وإسلامية وأوروبية وأميركية.
تابع: اختلطوا بدول ديمقراطية وليبرالية وغنية، وتتمتع بحريات ومكتبات وجامعات أكثر من أي مكان، وكان تحت سيطرة الجماعة أموال قارون، وخريجون من كليات القمة بعدد حبات الرمل، وشركات نشر ومطابع، لكن بلا فائدة أو عائد.
أوضح الباحث أن هناك توتر شديد في العلاقة بين جماعة الإخوان وبين الفكر والتجديد والثقافة بمختلف مجالاتها، وهي مشكلة تعانيها في مصر وسوريا ولبنان والعراق والسودان، وربما في كل مجتمع تتواجد فيه، بسبب ترويجها لأفكار وقيود لا يمكن أن تنتج أدباً أو فكراً إنسانيا أو ثقافة.
تابع: لا يوجد من بينهم روائيا أو شاعرا أو أديباً معروفا على نطاق عربي، فإنتاج الإخوان الأدبي أو الفكري إما غير موجود وإما غير معروف، بسبب استمرارهم داخل سجن حسن البنا وسيد قطب.
أشار الباحث إلى أن أفراد الجماعة لا يمكنهم البقاء إخواناً وأعضاء ملتزمين وفي الوقت نفسه يخرجون على أفكار التنظيم لكتابة روايات وأشعار ومسرحيات وكتب، مردفا:
"هي حركة عقائدية تلزم أفرادها بقيود تجفف ينابيع الثقافة والإبداع يلزمه تمرد على ما هو سائد، والإخوان حركة دينية معادية للتجديد إلا بما يخدم مصالحها الانتخابية والمادية".
الشعر الحرام
يرى حيدر أن فكر الإخوان يعتبر الشعر والأدب غير مرحب بهما، فالخلوة بين بطل القصة والبطلة علاقات محرمة وبها الكثير من الشبهات التي يجب الابتعاد عنها، بل إن الإخوان تعتبر الثقافة العربية بمجمل إنتاجها وكبار أعلامها المعاصرين ضحية انحرافات جاهلية تروج لأمراض وعلل الغرب.
اختتم: يروجون في المقابل لما يسمونه الأدب الإسلامي، الذي ينحصر في نطاق الأعمال الأدبية المكتوبة وفق مقاييس وفتاوى وآراء وأولويات الإخوان والجماعات الدينية، وهو أدب مجهول حتى الآن من أتباع الإخوان أنفسهم، ولهذا لا يمكن أن يكون لهم مساهمة أو تجديد في أي شيء، على حد قوله.