رئيس التحرير
عصام كامل

هل قضاء وقت الصيام في الدردشة على الإنترنت أو مشاهدة التليفزيون جائز؟

الدكتورة سعاد صالح
الدكتورة سعاد صالح
يقضي الشباب هذه الأيام ساعات طويلة في الدردشة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في شهر رمضان للتسلية وقضاء وقت الصيام في نهار رمضان، فهل يجوز ذلك، وهل يقبل صيامهم؟


تجيب الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر فتقول:

لا بد أن نكون نحن المسلمين واقعيين وموضوعيين مع انفسنا، ولا نتسرع فى إباحة شيء محرم أو تحريم شئ مباح دون أن نتعرف على حقيقته. الحوار النظيف الذي يهدف إلى تبادل المعارف والثقافات والخبرات بين الجنسين ليس محرما ولا محظورا في الإسلام.. بل هو مرغوب فيه مادام يؤدي إلى منافع .

التسلية بالعبث واللهو  
لكننا نعلم جيدا ان اغلب الحوارات والدردشات التي تتم بين الشباب من الجنسين عبر الانترنت تدور حول أمور جنسية وتستهدف التسلية باللهو والعبث وإقامة علاقات غير مشروعة، وهذا أمر محرم في رمضان وفي غير رمضان .

وعلينا أن نشجع شبابنا على الذهاب إلى المساجد وقراءة القرآن والقراءة المفيدة ، وأن نجعلهم دائما تحت عيوننا وهم يستخدمون الإنترنت، وأن نربيهم على الفضائل وأن نحصنهم بالقيم والمبادئ الإسلامية فهي الحماية الحقيقية لهم من كل أشكال الفساد التي تحيط بنا من كل جانب .

أسلوب لا يليق 
ويجيب الدكتور محمد شامة استاذ الدراسات الإسلامية بالأزهر بيقول :

يحتفل المسلمون في جميع بقاع الأرض بشهر رمضان بصيغ واشكال مختلفة ، فمنهم من يتخذ ليلة لهوا ولعبا في المقاهي والملاهي والطرقات، ويمضي نهاره نائما أو متناوما متكاسلا عن العمل ، وإذا طولب بإنجاز عمل قال: اني صائم أي أنه ينبغي إلا يطلب منه أي عمل .

وهذا أسلوب لا يليق بجلال الشهر الكريم ولا يتفق مع تأدية الواجبات الدينية والدنيوية .

اللهو بشروط 
وليست هذه دعوى إلى تحريم اللهو البرئ الذي لا يستغرق كل الوقت، فله أن يستمتع بملذات الحياة بشرط ألا يقترف إثما أو يؤثر على الواجب المكلف به في العمل أو يؤدي إلى إهمال شئون الحياة الخاصة أو الالتزامات الاجتماعية .. فيقول تعالى : "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

السهر أمام التليفزيون 
ومن الناس من يستعد للاحتفال بالشهر الكريم بإنتاج المسلسلات والبرامج ويواصلون العمل ليل نهار لانجاز اعمالهم ، وكأن هذا الشهر أصبح سوقا للمنتجات الدرامية ليشغل الناس بمشاهدتها فيعسكر الناس أما شاشات التليفزيون حتى مطلع الفجر فتتعطل المصالح ويشاع بين الناس انه شهر الكسل وإهمال الاعمال حيث تتوقف فيه وتيرة العمل . فهل يتفق هذا مع الحكمة من الشهر الكريم؟! 

أن الاحتفاء بشهر رمضان يتطلب تنفيذ ما انزل الله فيه من آيات تحث على العمل وتدعو إلى الاجتهاد في الحياة وليوازن المسلم بين أدائه الصيام وبين عمله في الحياة واستمتاعه بطيباتها .
الجريدة الرسمية