وما تقدموا لأنفسكم!
كان هناك رجل يعمل
أستاذًا فى إحدى الجامعات، وقد عرف عنه التقوى والورع، وذات يوم انتقل إلى إحدى الدول
الأوروبية الكبرى للعمل بها، وبعد فترة شعر بالتعب الشديد فذهب إلى أحد المستشفيات،
وهناك أجمع الأطباء أنه يعانى من مرض خطير فى قلبه ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية خطيرة
قد تودى بحياته، فما كان منه إلا أن قال للأطباء إنه سوف يعود إلى وطنه لكى يسلم على
عائلته ويرد الأمانات إلى أصحابها ثم يعود لإجراء العملية، فحذره الأطباء من التأخر
لأن حالته سوف تزداد سوءًا.
وبالفعل عاد الرجل إلى وطنه وجلس مع أهله وحاول أن يصبرهم على فراقه، وأخبرهم أنه ربما لا يعود إليهم مرة أخرى، وسلم على أقاربه وأصدقائه واستعد للقاء الله عز وجل.
ويحكى هذا الرجل قصته قائلًا:
ذهبت إلى أحد أصدقائى فى مكتبه حتى أسلم عليه، وكان عند مكتبه جزار، فنظرت وأنا جالس فى المكتب، فوجدت امرأة عجوز تحمل فى يدها كيس صغير تجمع فيه ما يتساقط على الأرض من العظام والدهون التى تتبقى من تقطيع هذا الجزار للذبائح. لم أستطع أن أمنع فضولى، وأسرعت إلى هذه المرأة العجوز، وسألتها عن سبب قيامها بذلك، فقالت لى:
فعل الخير
يا أخى إن لدى فتاتان لا أحد يعيلهما، ومنذ عام كامل لم أتذوق أنا وبناتى طعم اللحم، فأحببت أن يشموا حتى رائحته وإن لم يأكلوا منه أو يشربوا من مرقه.
أخذ الرجل يبكى فى حرقة من حال هذه المرأة المسكينة، ثم أعطى للجزار مبلغًا كبيرًا من المال قائلًا: يا فلان.. كل أسبوع تأتيك هذه المرأة فتعطيها من اللحم على حسابى، فقالت المرأة: لا لا.. أنا لا أريد شيئًا، فصمم الرجل على أن تأخذ ما تحتاج من اللحم، ودفع لهذا الجزار سنة كاملة مقدما ثمنًا للحم الذى تأخذه هذه المرأة كل أسبوع، فقالت المرأة: أنا لا أحتاج سوى كيلو واحد فقط فى الشهر، فقال الرجل: بل اجعليها كيلوين، فأخذت المرأة تبكى وهى تدعو له.
انتهى الموقف وعاد الرجل إلى أوروبا لإجراء العملية الجراحية، فتعجب الطبيب كثيرًا عندما كشف عليه وسأله: أين تعالجت؟ فسأله الرجل: ماذا تقصد؟ قال الطبيب: أخبرنى عن المستشفى التى ذهبت إليها، فقال الرجل: والله ما ذهبت إلى أي مستشفى، سلمت على أهلي وأصدقائى ورجعت..
فضل الدعاء
ازدادت دهشة الطبيب وأخذ ينكر كلام الرجل قائلًا: مستحيل، إن قلبك سليم تمامًا ليس به أي شيء، فإما أنك لست نفس المريض، أو أنك ذهبت إلى مستشفى آخر!! فأرجوك أن تخبرنى عن دوائك الذى أخذت.. بكى الرجل وهو يجيب الطبيب: والله لم أخذ شيئًا سوى دعاء امرأة عجوز.. ثم تلا قول الله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}.
وبالفعل عاد الرجل إلى وطنه وجلس مع أهله وحاول أن يصبرهم على فراقه، وأخبرهم أنه ربما لا يعود إليهم مرة أخرى، وسلم على أقاربه وأصدقائه واستعد للقاء الله عز وجل.
ويحكى هذا الرجل قصته قائلًا:
ذهبت إلى أحد أصدقائى فى مكتبه حتى أسلم عليه، وكان عند مكتبه جزار، فنظرت وأنا جالس فى المكتب، فوجدت امرأة عجوز تحمل فى يدها كيس صغير تجمع فيه ما يتساقط على الأرض من العظام والدهون التى تتبقى من تقطيع هذا الجزار للذبائح. لم أستطع أن أمنع فضولى، وأسرعت إلى هذه المرأة العجوز، وسألتها عن سبب قيامها بذلك، فقالت لى:
فعل الخير
يا أخى إن لدى فتاتان لا أحد يعيلهما، ومنذ عام كامل لم أتذوق أنا وبناتى طعم اللحم، فأحببت أن يشموا حتى رائحته وإن لم يأكلوا منه أو يشربوا من مرقه.
أخذ الرجل يبكى فى حرقة من حال هذه المرأة المسكينة، ثم أعطى للجزار مبلغًا كبيرًا من المال قائلًا: يا فلان.. كل أسبوع تأتيك هذه المرأة فتعطيها من اللحم على حسابى، فقالت المرأة: لا لا.. أنا لا أريد شيئًا، فصمم الرجل على أن تأخذ ما تحتاج من اللحم، ودفع لهذا الجزار سنة كاملة مقدما ثمنًا للحم الذى تأخذه هذه المرأة كل أسبوع، فقالت المرأة: أنا لا أحتاج سوى كيلو واحد فقط فى الشهر، فقال الرجل: بل اجعليها كيلوين، فأخذت المرأة تبكى وهى تدعو له.
انتهى الموقف وعاد الرجل إلى أوروبا لإجراء العملية الجراحية، فتعجب الطبيب كثيرًا عندما كشف عليه وسأله: أين تعالجت؟ فسأله الرجل: ماذا تقصد؟ قال الطبيب: أخبرنى عن المستشفى التى ذهبت إليها، فقال الرجل: والله ما ذهبت إلى أي مستشفى، سلمت على أهلي وأصدقائى ورجعت..
فضل الدعاء
ازدادت دهشة الطبيب وأخذ ينكر كلام الرجل قائلًا: مستحيل، إن قلبك سليم تمامًا ليس به أي شيء، فإما أنك لست نفس المريض، أو أنك ذهبت إلى مستشفى آخر!! فأرجوك أن تخبرنى عن دوائك الذى أخذت.. بكى الرجل وهو يجيب الطبيب: والله لم أخذ شيئًا سوى دعاء امرأة عجوز.. ثم تلا قول الله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}.