"أوسكار" الجائحة.. أرقام قياسية وسخرية
أرخت جائحة كورونا بظلالها على حفل
الدورة الثالثة والتسعين لجوائز "الأوسكار"، وأجبرت الأكاديمية الأميركية،
على تنظيمه بشكل مبتكر لا يخالف الاحترازات الصحية، في موقعين حتى وان لم ينل اعجاب
الكثيرين. أقيم الحفل للمرة الأولى بمحطة قطارات "يونيون ستيشن" وسط لوس
أنجليس، التي تضم مبنى شُيد على طراز آرت ديكو، فضلا عن "دولبي ثياتر" في
هوليوود، بحضور محدود في المسرح، مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي، بعدما تم تلقيح الجميع
قبل فترة من الحفل وإعادة اخضاعهم لفحص الفيروس للتأكد من سلبيته.
تميز مبنى محطة القطارات بنوافير وتراسات جميلة وديكورات وإضاءة خلابة عكست معالم لوس أنجليس بشكل مميز، كما حققت التباعد الاجتماعي المطلوب، لكن التخلي عن إبهار ورفاهية حفل "الأوسكار"، قوبل بسخرية المتابعين، الذين رأوا أن الحفل باهت.
حفل استثنائي
كان من بين الساخرين، النجم البريطاني إلتون جون، الذي قال خلال احتفال افتراضي لجمع تبرّعات لمؤسسته الخيرية التي تهتم بمصابي الإيدز "يبدو أنّ احتفال الأوسكار قادم من أحد مقاهي ستاربكس".
ورأت الممثلة كيران ديول، أن "الحفل مثير للسخرية، فتوزيع جوائز الأوسكار يقام في محطة قطار، لحضور لا يستخدم وسائل النقل العامّة".
تضمنت الجوائز مجموعة من المفاجآت، دخل أصحابها على إثرها تاريخ "الأوسكار"، خصوصا المخرجة الآسيوية كلوي تشاو الفائزة بجائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج، والسير آنتوني هوبكنز الفائز بجائزة أفضل ممثل، والكورية الجنوبية يون يو جونغ، بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة.
سعت "أكاديمية فنون وعلوم السينما" أن يكون الحفل استثنائي في شكله ومضمونه، وسعت لنفي تهمة التمييز واضطهاد الأقليات، فدعمت تمكين المرأة وكانت النساء أكثر الفائزات بالجوائز مسجلة رقما قياسيا، كما منحت جوائز لعدد لا بأس به من السود، وانحازت إلى أفلام تتناول قضايا الاجتماعية، بمعنى أن الدورة الحالية راعت التعددية والتنوع وكرمت مختلف الثقافات، التي يصنع بعضها التاريخ.
حاز فيلم نومادلاند "أرض الرحل"، جائزة "أوسكار" أفضل فيلم فيما أصبحت مخرجة الفيلم الصينية المولد كلوي تشاو أول آسيوية وثاني امرأة على الإطلاق تفوز بجائزة أوسكار أفضل مخرج، وعن الفيلم نفسه نالت الممثلة فرانسيس ماكدورماند "أوسكار" أفضل ممثلة، وهي المرة الثالثة التي تنال فيها "الأوسكار"، لتدخل بذلك التاريخ تماما مثل مخرجة الفيلم.
رحلة كلوي تشاو
بعد الإعلان عن فوز الفيلم بثلاثية تمثل أهم الجوائز، صرخت ماكدورماند بما يشبه عواء الذئب، في لفتة تكريم لمدير الصوت مايكل وولف سنايدر الذي انتحر الشهر الماضي. و"نومادلاند" هو الفيلم الثالث للمخرجة تشاو، المولودة في الصين، ورغم أنها حققت إنجازا تاريخيا، إلا أن الصين تجاهلت الأمر كليا على المستوى الرسمي، وحتى تغريدات "السوشيال ميديا" التي تداولت إنجاز تشاو والاحتفاء به، تم حذفها بعد ساعات قليلة، وهو ما يتناقض مع ما حدث الشهر الماضي، عندما فازت تشاو بجائزة "غولدن غلوب" في الإخراج، واعتبرتها الصحف القومية "فخر الصين"، لكن بعدها، اكتشف الصينيون مقابلة لتشاو مع مجلة السينما الأميركية Filmmaker، انتقدت فيها الصين، التي غادرتها في طفولتها للدراسة في بريطانيا ثم الولايات المتحدة، وقالت تشاو "الأكاذيب تحيط كل شئ في الصين، والمعلومات التي تلقيتها في طفولتي لم تكن صحيحة، فأصبحت متمردة تجاه عائلتي وجذوري، ولما ذهبت إلى بريطانيا للدراسة تعلمت التاريخ مرة أخرى، وعرفت الكثير من الحقائق".
وفي مقابلة ثانية مع وسائل الإعلام الأسترالية، نُقل عن تشاو إن الولايات المتحدة "هي الآن بلدها"، لذا منعت الصين الاحتفاء بها.
هوبكنز وجوائز النساء
ومن مفاجآت "الأوسكار"، نيل السير أنتوني هوبكنز، جائزة أفضل ممثل عن فيلم الأب أو "ذا فاذر"، ليدخل التاريخ، إذ أصبح أكبر الممثلين سناً يفوز بجائزة أوسكار تنافسية، فهو تجاوز الثمانين عاما، وأبدى البعض غضبه من نيل هوبكنز، جائزة أفضل ممثل، حيث كان ينتظر منحها للفنان الراحل شادويك بوسمان، عن أدائه السينمائي الأخير في فيلم "Ma Rainey’s Black Bottom"، إذ كان الأوفر حظا لنيلها.
ومن المفاجأت، فوز الكورية الجنوبية يون يو جونغ، بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة، عن دور الجدة بفيلم "ميناري"، ويشكّل فوز السبعينية يون جونغ تتويجاً لمسيرتها الممتدة خمسة عقود، لتكون أول ممثلة كورية وثاني آسيوية تحصد الجائزة، بعد اليابانية ميوشي أوميكي، في خمسينات القرن الماضي.
ولا تنتهي جوائز النساء، حيث ضمت قائمة الفائزين، فئة "السيناريو الأصلي" التي فازت بها إميرالد فينيل عن "المرأة الشابة الواعدة"، وللمرة الأولى تحصل سيدتان من أصول أفريقية على "أوسكار" المكياج وتصفيف الشعر؛ بعد حصد ميا نيل، وجاميكا ويلسون، عليها عن فيلم "Ma Rainey’s Black Bottom"، وعن الفيلم نفسه حصدت آن روث، "أوسكار" تصميم الأزياء.
مفاجأت الحفل
كما فاز البريطاني الأسود دانيال كالويا بأوسكار أفضل ممثل مساعد عن فيلم "جوداس أند ذي بلاك ميسايا"، مجسدا أحد قادة النضال من أجل الحقوق المدنية في الستينات.
وتمكنت المنصات الرقمية من تحقيق مفاجئة أخرى، حيث حصدت شبكة "نتفليكس" جوائز في سبع فئات بحفل "الأوسكار"، لتصبح الأكثر فوزا في الحفل، بعدما دخلت المنافسة بأكبر عدد من الترشيحات، وانضم إليها في الجوائز منصات "ديزني بلس، أمازون، وفيسبوك".
تمثلت أكثر اللحظات تأثيرا بالحفل في خطاب الفائزين ورد الفعل على نيل "الأوسكار"، خصوصا ممن صنعوا التاريخ، ومع هذا لم يخل الحفل من الملل لعدم وجود عروض موسيقية مثل كل عام، كما اقتصر على الكلمات دون عرض لقطات من الأعمال الفائزة أو تقارير عن حائزي الجوائز، خصوصا أن جائحة "كورونا" منعت معظم الناس من متابعة ألأفلام الجديدة نظرا لغلق دور السينما في العالم.
خفف من قتامة الحفل الاستثنائي، لحظات مرحة وتعثر البعض، حين شقّت الممثلة ريجينا كينغ طريقها إلى المسرح لبدء تقديم الحفل لكنها تعثّرت في ثوبها وكادت تسقط أرضاً، كما تعثرت كعادتها جنيفر لورانس، على البساط الأحمر، بينما كانت تحيّي الحضور والمصوّرين، وحاولت الإمساك بأي شخصٍ أمامها قبل أن تقع أرضاً وتقف ثانية ضاحكةً، كذلك أضحكت الفنانة غلين كلوز، الحضور بالرقص على أغنية "Da Butt" التي اشتهرت في الثمانينات خلال فقرة حول الأغنيات المرشحة لجائزة "الأوسكار".
تميز مبنى محطة القطارات بنوافير وتراسات جميلة وديكورات وإضاءة خلابة عكست معالم لوس أنجليس بشكل مميز، كما حققت التباعد الاجتماعي المطلوب، لكن التخلي عن إبهار ورفاهية حفل "الأوسكار"، قوبل بسخرية المتابعين، الذين رأوا أن الحفل باهت.
حفل استثنائي
كان من بين الساخرين، النجم البريطاني إلتون جون، الذي قال خلال احتفال افتراضي لجمع تبرّعات لمؤسسته الخيرية التي تهتم بمصابي الإيدز "يبدو أنّ احتفال الأوسكار قادم من أحد مقاهي ستاربكس".
ورأت الممثلة كيران ديول، أن "الحفل مثير للسخرية، فتوزيع جوائز الأوسكار يقام في محطة قطار، لحضور لا يستخدم وسائل النقل العامّة".
تضمنت الجوائز مجموعة من المفاجآت، دخل أصحابها على إثرها تاريخ "الأوسكار"، خصوصا المخرجة الآسيوية كلوي تشاو الفائزة بجائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج، والسير آنتوني هوبكنز الفائز بجائزة أفضل ممثل، والكورية الجنوبية يون يو جونغ، بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة.
سعت "أكاديمية فنون وعلوم السينما" أن يكون الحفل استثنائي في شكله ومضمونه، وسعت لنفي تهمة التمييز واضطهاد الأقليات، فدعمت تمكين المرأة وكانت النساء أكثر الفائزات بالجوائز مسجلة رقما قياسيا، كما منحت جوائز لعدد لا بأس به من السود، وانحازت إلى أفلام تتناول قضايا الاجتماعية، بمعنى أن الدورة الحالية راعت التعددية والتنوع وكرمت مختلف الثقافات، التي يصنع بعضها التاريخ.
حاز فيلم نومادلاند "أرض الرحل"، جائزة "أوسكار" أفضل فيلم فيما أصبحت مخرجة الفيلم الصينية المولد كلوي تشاو أول آسيوية وثاني امرأة على الإطلاق تفوز بجائزة أوسكار أفضل مخرج، وعن الفيلم نفسه نالت الممثلة فرانسيس ماكدورماند "أوسكار" أفضل ممثلة، وهي المرة الثالثة التي تنال فيها "الأوسكار"، لتدخل بذلك التاريخ تماما مثل مخرجة الفيلم.
رحلة كلوي تشاو
بعد الإعلان عن فوز الفيلم بثلاثية تمثل أهم الجوائز، صرخت ماكدورماند بما يشبه عواء الذئب، في لفتة تكريم لمدير الصوت مايكل وولف سنايدر الذي انتحر الشهر الماضي. و"نومادلاند" هو الفيلم الثالث للمخرجة تشاو، المولودة في الصين، ورغم أنها حققت إنجازا تاريخيا، إلا أن الصين تجاهلت الأمر كليا على المستوى الرسمي، وحتى تغريدات "السوشيال ميديا" التي تداولت إنجاز تشاو والاحتفاء به، تم حذفها بعد ساعات قليلة، وهو ما يتناقض مع ما حدث الشهر الماضي، عندما فازت تشاو بجائزة "غولدن غلوب" في الإخراج، واعتبرتها الصحف القومية "فخر الصين"، لكن بعدها، اكتشف الصينيون مقابلة لتشاو مع مجلة السينما الأميركية Filmmaker، انتقدت فيها الصين، التي غادرتها في طفولتها للدراسة في بريطانيا ثم الولايات المتحدة، وقالت تشاو "الأكاذيب تحيط كل شئ في الصين، والمعلومات التي تلقيتها في طفولتي لم تكن صحيحة، فأصبحت متمردة تجاه عائلتي وجذوري، ولما ذهبت إلى بريطانيا للدراسة تعلمت التاريخ مرة أخرى، وعرفت الكثير من الحقائق".
وفي مقابلة ثانية مع وسائل الإعلام الأسترالية، نُقل عن تشاو إن الولايات المتحدة "هي الآن بلدها"، لذا منعت الصين الاحتفاء بها.
هوبكنز وجوائز النساء
ومن مفاجآت "الأوسكار"، نيل السير أنتوني هوبكنز، جائزة أفضل ممثل عن فيلم الأب أو "ذا فاذر"، ليدخل التاريخ، إذ أصبح أكبر الممثلين سناً يفوز بجائزة أوسكار تنافسية، فهو تجاوز الثمانين عاما، وأبدى البعض غضبه من نيل هوبكنز، جائزة أفضل ممثل، حيث كان ينتظر منحها للفنان الراحل شادويك بوسمان، عن أدائه السينمائي الأخير في فيلم "Ma Rainey’s Black Bottom"، إذ كان الأوفر حظا لنيلها.
ومن المفاجأت، فوز الكورية الجنوبية يون يو جونغ، بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة، عن دور الجدة بفيلم "ميناري"، ويشكّل فوز السبعينية يون جونغ تتويجاً لمسيرتها الممتدة خمسة عقود، لتكون أول ممثلة كورية وثاني آسيوية تحصد الجائزة، بعد اليابانية ميوشي أوميكي، في خمسينات القرن الماضي.
ولا تنتهي جوائز النساء، حيث ضمت قائمة الفائزين، فئة "السيناريو الأصلي" التي فازت بها إميرالد فينيل عن "المرأة الشابة الواعدة"، وللمرة الأولى تحصل سيدتان من أصول أفريقية على "أوسكار" المكياج وتصفيف الشعر؛ بعد حصد ميا نيل، وجاميكا ويلسون، عليها عن فيلم "Ma Rainey’s Black Bottom"، وعن الفيلم نفسه حصدت آن روث، "أوسكار" تصميم الأزياء.
مفاجأت الحفل
كما فاز البريطاني الأسود دانيال كالويا بأوسكار أفضل ممثل مساعد عن فيلم "جوداس أند ذي بلاك ميسايا"، مجسدا أحد قادة النضال من أجل الحقوق المدنية في الستينات.
وتمكنت المنصات الرقمية من تحقيق مفاجئة أخرى، حيث حصدت شبكة "نتفليكس" جوائز في سبع فئات بحفل "الأوسكار"، لتصبح الأكثر فوزا في الحفل، بعدما دخلت المنافسة بأكبر عدد من الترشيحات، وانضم إليها في الجوائز منصات "ديزني بلس، أمازون، وفيسبوك".
تمثلت أكثر اللحظات تأثيرا بالحفل في خطاب الفائزين ورد الفعل على نيل "الأوسكار"، خصوصا ممن صنعوا التاريخ، ومع هذا لم يخل الحفل من الملل لعدم وجود عروض موسيقية مثل كل عام، كما اقتصر على الكلمات دون عرض لقطات من الأعمال الفائزة أو تقارير عن حائزي الجوائز، خصوصا أن جائحة "كورونا" منعت معظم الناس من متابعة ألأفلام الجديدة نظرا لغلق دور السينما في العالم.
خفف من قتامة الحفل الاستثنائي، لحظات مرحة وتعثر البعض، حين شقّت الممثلة ريجينا كينغ طريقها إلى المسرح لبدء تقديم الحفل لكنها تعثّرت في ثوبها وكادت تسقط أرضاً، كما تعثرت كعادتها جنيفر لورانس، على البساط الأحمر، بينما كانت تحيّي الحضور والمصوّرين، وحاولت الإمساك بأي شخصٍ أمامها قبل أن تقع أرضاً وتقف ثانية ضاحكةً، كذلك أضحكت الفنانة غلين كلوز، الحضور بالرقص على أغنية "Da Butt" التي اشتهرت في الثمانينات خلال فقرة حول الأغنيات المرشحة لجائزة "الأوسكار".