«ليلة» لم ينم فيها «الإخوان».. اشتباكات عنيفة بمحيط «الإرشاد» بالمقطم.. «الذعر» يسيطر على معتصمي «رابعة».. انقسام أعضاء الجماعة والعشرات يغادرون بعد ا
سيطرت حالة من القلق والترقب على معتصمي "رابعة العدوية" من الإخوان المسلمين وأصدقائهم من السلفيين منذ ليلة أمس وحتى فجر اليوم الاثنين، حيث ألقى حرق مقر مكتب الإرشاد بالمقطم وكذلك عدد كبير من مقار حزب الحرية والعدالة بالمحافظات، بظلاله على المعتصمين وغادر عدد كبير منهم الاعتصام.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد "الإحباط" إلى عدد كبير من المعتصمين الإسلاميين، بعد تورط أحدهم في واقعة تحرش بإحدى الفتيات أثناء مرورها بجوار الاعتصام بحجة تفتيشها.
فمنذ ساعات، شاهد ملايين المصريين عبر الفضائيات "النيران" مشتعلة في مقر مكتب الإرشاد بالمقطم بعد إلقاء قنابل "مولوتوف" عليه، ورد عدد من الإخوان المتواجدين داخل المقر للدفاع عنه بالخرطوش ما أدى إلى وفاة متظاهرين وقوع عدة إصابات.
على الجانب الآخر، خيم الهدوء على ميدان التحرير وسط فرحة عارمة بما حققه المتظاهرون أمس، في انتظار صباح يوم جديد للإعلان عن بدء اعتصام مفتوح لحين تحقيق أهدافهم.
لكن الجديد في الأمر، أن محيط رابعة العدوية شهد انقسامًا واضحًا بين صفوف المعتصمين عقب حريق مكتب الإرشاد بالمقطم، حيث حمّل فريق من المعتصمين حريق المقر لقيادات الإخوان المسلمين بسبب تركهم للمقر دون تأمين كافٍ مع علمهم بأن الشرطة والجيش أعلنا عدم التدخل، ورأى فريق آخر أن حرق المقر ليس بالأمر المهم في ظل عدم وقوع إصابات أو وفيات.
في الوقت ذاته، زعم المعتصمون أن نهاية أحداث "30 يونيو" بهذا الشكل ومع الهدوء التام من جانب المعارضة إشارة جديدة لبداية عام آخر لحكم "مرسي" وانتهاء المطالبة برحيله.
كما أدى المعتصمون في ساحة رابعة العدوية صلاة قيام الليل، لبث الطمأنينة بعد حرق مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، بعد أن أصابت حالة من الذعر المعتصمين في ساحة رابعة العدوية، وتساءل المعتصمون فيما بينهم عن سر غياب قيادات جماعة الإخوان المسلمين وتجاهلهم متابعة الاعتصام.
وسجل اعتصام رابعة العدوية أول حالة تحرش "بعد أن حاول أحد أفراد اللجان الشعبية التحرش بإحدى الفتيات أثناء مرورها بجوار الاعتصام بحجة تفتيشها ونشبت اشتباكات بين معتصمي "رابعة العدوية" وعدد من الأهالي الذين تدخلوا وأعادوا الفتاة إلى منزلها".
ومن ناحية أخرى، صدمت إحدى السيارات الملاكي متظاهرين بشارع الخليفة المأمون بالقرب من محيط قصر الاتحادية، وفرت هاربة.
وقام المتظاهرون بحمل المصابين إلى أقرب سيارة إسعاف التي قامت بنقلهم إلى مستشفى هليوبوليس في حالة خطيرة، وحصلت "فيتو" على بيانات السيارة التي صدمت المعتصمين أمام قصر الاتحادية، وحملت السيارة رقم "ي ج ع 851" سيريوس، وأعلنت مستشفى هليوبوليس عن وفاة إحدى حالتي حادث دهس المعتصمين أمام قصر الاتحادية يدعى "حمادة بيومي عمرو، 15 سنة".
وفى سياق متصل، ذكر مستشفى المقطم التخصصي أسماء قتلى ومصابي الاشتباكات التي نشبت أمام مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، والتي أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة العشرات، حيث توفي كل من "عبد الرحمن كارم، 26 عاما، مساكن المقطم"، بعد إصابته بطلق ناري في الصدر، و"عبد الله السناري، 29 عامًا" توفي على إثر الإصابة بطلق ناري أسفل الرقبة والكتف.
فيما اقترح عدد من المتظاهرين أمام مكتب "الإرشاد" الصعود إلى الشقق السكنية المجاورة للمقر، وطلب أسطوانات البوتاجاز الخاصة بهم واستخدامها لتفجير الباب الرئيسي لمكتب الإرشاد، وبرر المتظاهرون هذا المطلب، بعدم وجود أسلحة معهم للرد على جماعات الإخوان الذين يمتلكون ترسانة من الأسلحة.