معارك الشيخ حافظ سلامة ضد الاحتلال الصهيوني.. قاد المقاومة الشعبية فى السويس.. لعب دورا في شحن الجنود معنويا بعد النكسة
توفى الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في مدينة السويس عن عمر يتعدى التسعين عاما بعد مسيرة حافلة فى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الاسرائيلى وكان له علامات بارزة فى مواجهة الاحتلال الصهيوني ومساندة رجال الجيش.
المحطة الأهم في حياته
تعد قيادة الشيخ حافظ سلامة لعمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس هي المحطة الأهم في حياة الشيخ حافظ سلامة، حيث تسللت إسرائيل إلى غرب قناة السويس في منطقة الدفرسوار القريبة من الإسماعيلية بهدف حصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة وتهديد القاهرة واحتلال مدينة السويس حتى تجد ما تفاوض عليه في اتفاقية وقف القتال.
أسلمت القيادة الإسرائيلية هذه المهمة إلى الجنرال أدان الذي وجه إنذار إلى محافظ السويس بالاستسلام أو تدمير المدينة بالطيران الإسرائيلي، ولكن الشيخ حافظ سلامة ومعه عدد من القيادات وأبناء المدينة قرروا رفض تسليم السويس واستمرار المقاومة مهما كانت الظروف، ووقف الشيخ حافظ سلامة على منبر مسجد الشهداء ليعلن بدء عمليات المقاومة.
حصار شديد
تعرضت المدينة لحصار شديد من القوات الإسرائيلية وقصف مستمر من الطائرات وتقدم إلى السويس 200 دبابة وكتيبة من جنود المظلات وكتيبتين من جنود المشاة بعربات مدرعة.
وعلى الرغم من موافقة إسرائيل على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار إلا أنها لم تلتزم بقرار ثان لنفس المجلس وواصلت هجومها على المدينة، واقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي مبنى قسم شرطة الأربعين وحاصرته بدباباتها ومدرعاتها.
إلا أن رجال المقاومة تصدوا لها مع عدد من رجال القوات المسلحة في معركة دامية، كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات العدو ومدرعاته التي اقتحمت المدينة، وسقوط عدد من رجال المقاومة شهداء.
أعداد القتلى
بدأت أعداد القتلى والجرحى الإسرائيليين في التزايد بأيدى القوات المسلحة ورجال ونساء وأطفال السويس حتى تم اندحار القوات الإسرائيلية عقب أكبر هزيمة لمعركة الدبابات، حيث فقدت إسرائيل فيها 76 دبابة ومصفحة بأسلحة المقاومة.
يصف سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب هذا الدور قائلا: "إن الشيخ حافظ سلامة إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر عام 1973 ونجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة."
بداية الجهاد
بعد نشوب الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وقوات الحلفاء أصبحت السويس أحد مناطق الصراع بين القوتين، وكانت مصر واقعة تحت الاحتلال الإنجليزي آنذاك، مما أدى إلى هجرة أهالي السويس ومنهم عائلة الشيخ حافظ سلامة الذي رفض أن يهاجر معهم وفضل البقاء في السويس وكان عمره آنذاك 19 عاما.
شاهد الشيخ حافظ سلامة الحرب الدائرة بين القوتين في بلده، ولم ينأ بنفسه عن المعركة بل لعب دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين.
كما لعب دورا هاما في عملية الشحن المعنوي بعد هزيمة 1967م والاستعداد لحرب عام 1973م، سواء للمدنيين أو الجنود على الجبهة، إذ كان ينظم قوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر وأساتذة الجامعات في مصر بحسب شهادة اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني، الأمر الذي ساهم رفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة.
شارك حافظ في الدعاية للعديد من الثورات العربية، واعتصم بميدان التحرير في ثورة يناير لإجبار نظام مبارك على الرحيل، ولم يتخل عن الكرامة الوطنية حتى الرمق الأخير.