رئيس التحرير
عصام كامل

خيمة من الكذب فوق مصر


كثيرة هي الأحداث, وكثيرة هي الآلام , لكن شيئا غريبا مفاجئا علي مصر كان موجودا دائمابدرجات هنا او هناك. لكنه صار الآن مثل خيمة خيمت فوق مصر , ألا وهو الكذب ، هناك دائما كذب بين الناس قسمته الفطنة الي كذب ابيض  واسود تجده شائعا بين الافراد , وتجده ايضا في السياسة لكنه لايكون منهجا ابدا عند الحكام لأن كشفه سهل ولايكون منهجا عند مؤيديهم ولا حزبهم لأن القوي الأخري بالمرصاد ، لكنه صار منهجا وطريقة عند الإخوان المسلمين منذ نجاح الدكتور مرسي في انتخابات الرئاسة ، لا شيء مما قاله الرئيس، تحقق فما إن وصل الي الحكم حتي هرول هو وعشيرته الي أخونة مناصب الدولة، كأنه لايوجد في مصر غيرهم ، ولا أعني بالاخونة مجرد وضع قادات إخوانية في المناصب , لكن أعني التفكير بطريقة اخوانية لاتعود بالخير إلا عليهم . بعد ثورة عظيمة اوصلتهم الي الحكم ببراءة الثوار الذين رأوا فيهم فصيلا وطنيا لا أعرف لماذا ، والذين قدروا الظلم الذي وقع علي بعضهم ويصفه خاصة العاديين كافأهم الرئيس بأن يضع الوطن في جيبه وجيب عشيرته واصبحت جملة انتم أهلي وعشيرتي لا تعني الحب ولكن تعني أننا عشيرة ولسنا أمة ، عشيرة تأتمر بأمر شيخها فتطيع مثل الخرفان !  بعد قوله انتم اهل السلطة ومصدرها أعطي السلطة كلها لنفسه ولعشيرته ووصف المعارضين بأنهم خمسة آلاف لاقيمة لهم وهم بالملايين ، والأمر نفسه بعيدا عن الرئيس لكل من يتكلم في الفضائيات أو يعقد مؤتمرا صخفيا من أهله وعشيرته، فهم ينكرون أنهم المعتدون في أي اعتداء وحين تطلعه علي الصور يقول لك هناك صور أخري ولا يقدمها وحين تطلعه علي شهادة عيان يقول لك هذه وجهة نظر الشاهد الخاصة، وهكذا سياسة الإنكار الدائم التي تقوم علي الكذب .   المسألة هنا ليست أنهم علي دين شيوخهم فقط، ولكنها هنا طريقة في التربية الحزبية والتعليم الحزبي .  الإنكار حتي النهاية ليتعب خصمك ويسكت، وهذا الإنكار وصل بهم الي إنكار وجود خصم من الأساس، يجمعون عشيرتهم من الاقاليم بالمال والعتاد والاسلحة، ويقولون عن الثوار انهم بلطجية ومأجورون، ولقد كان مؤسفا أن يقول الرئيس في خطابه الخميس الماضي إن تحقيقات النيابة وصلت الي اعترافات المعارضين بمن يمولهم وماذا يقبضون منه , ولم يكن أحد قد عرض علي النيابة بعد, وحين عرض من قبض عليهم افرجت عنهم النيابة جميعا , وكان ذلك في اليوم التالي لخطاب الرئيس ، قالوا إنهم أجلوا الاستفتاء في الخارج أربعة أيام ليفسحوا المجال للحوار، والجميع يعرفون ان التأجيل حصل لعدم  موافقة شباب الدبلوماسيين علي العمل فيه، وزاد عددهم علي المائتين .  والكذبة الكبري طبعا هي استخدام صفة الإسلام والشرع والشريعة فيما يعلنون ، حتي الذين كانوا في اللجنة التأسيسة وانسحبوا قالوا إنهم وقعوا علي بعض المواد ونشروا توقيعهم علي المادة 222 التي تفسر الشريعة الاسلامية، ونسوا ذلك واعتبروهم كفارا . هجموا علي المعتصمين امام الاتحادية الذين لم يزيدوا علي العشرات وسحلوهم وعذبوهم واعتبروهم غنيمة حرب بينما سمع وبصر رجال الداخلية مكتوفي الأيدي او الطامعين في رضاء الحاكم ولم يقدموا واحدا منهم الي النيابة وهم الذين جاءوا من البلاد لمهاجمة العباد .  أصبح الموجودون في المكان ومن جاء علي عجل يناصرهم  هم المعتدون ، أما ايشع أنواع الكذب فهو ادعاؤهم بأن كل الشهداء منهم واتضخ في فضيحة كبيرة انهم عرضوا علي بعض اهل الشهداء المال ليقولوا ذلك  .  هل لايراهم الله مثلا ؟ وهكذا وهكذا صرنا في بحر من الأكاذيب من أعلي سلطة الي أدناهاوفقا لتوجيهات الحرية والعدالة، وهكذا ايضا لم يعد احد يثق في الرئيس ولا أي عنصر من عناصر الإخوان المسلمين . ibrahimabdelmegud@hotmail.com

الجريدة الرسمية