رئيس التحرير
عصام كامل

الأسئلة الخمسة وأسباب سقوط «القاهرة كابول» في هاوية الرتابة والملل

مسلسل القاهرة كابول
مسلسل القاهرة كابول

منذ طرح البرومو الرسمي لمسلسل القاهرة كابول، والإعلان عن طاقم عمله والذي يضم كلا من، خالد الصاوي، طارق لطفي، نبيل الحلفاوي، وحنان مطاوع، والجميع توقع مبارزة تمثيلية مشوقة، لا يقل عن إثارتها القصة التي كتبها المؤلف عبد الرحيم كمال، وهذا ما حدث بالفعل مباراة تمثيلية من الطراز الرفيع، ولكن بمجرد عرض الحلقات الأولى من العمل، بدأ المشاهد يشعر بالرتابة والمط في الأحداث.





افتتاحية المسلسل
أحد أهم أبرز العوامل التي أصابت المشاهد بأشبه بالصدمة من بداية تتر  المسلسل، تلك العبارة الافتتاحية وهي أن جميع أحداث العمل من وحي خيال المؤلف وأن أي تشابه بينها وبين الواقع من محض الصدفة، كانت تلك العبارة بمثابة صدمة، لتيقن الجميع أن العمل وإن لم يكن توثيقًا لأحداث حقيقية وقعت بالفعل فهو على الأقل مستوحى من أحداث وشخصيات حقيقية، فلماذا لجأ القائمون على العمل لتلك العبارة؟



صراعات طارق الأسرية
من بعد الحلقة الخامسة في مسلسل القاهرة كابول، بدأت الحلقات تشهد حالة من المط والإضافة لعناصر ليس لها علاقة بالمضمون الأساسي للقصة، والتي بطلها الأساسي ذلك الصراع بين ضابط جهاز الأمن الوطني عادل نصار (خالد الصاوي)، وأمير التنظيم الارهابي رمزي عبد الستار (طارق لطفي)، وثالثهم الاعلامي طارق كساب (فتحي عبد الوهاب)، فبدأت الأحداث تتفرع في تفاصيل حياة كل شخصية، من صراعات طارق كساب مع طليقته على حضانة ابنهما في الوقت الذي تظهر فيه شخصية طارق في أعلى درجات الوصولية والانتهازية، فيسأل المشاهد نفسه انسان بشخصية طارق كساب، لما يجازف بتشهير قد يتعرض له من قبل طليقته لإنتزاع حضانة إبنه منها بعد سنوات من الانفصال؟



الغيرة من غير سبب
أسرة عادل نصار (خالد الصاوي)، من زوجته التي تحاول تحمل مسئولية المنزل في ظل غيابه المستمر وتكتمه الشديد لأي تفاصيل تخصه خارج حدود المنزل، وذلك نظرًا لطبيعة عمله في جهاز أمني حساس، إلى هنا والأمر مقنع تمام الاقناع للمشاهد، إلى أن يصدم المشاهد بمشاحنة بين عادل وزوجته لغيرتها الشديدة عليه من منال حسن (حنان مطاوع)، رغم أن عادل من خلال توضيحه لزوجته حدود العلاقة بينه وبين منال، لم يبد على زوجته أي معرفة مسبقة بمنال ولا بحدود العلاقة بينها وبين زوجها، فمن أين أتت مشاعر الغيرة بينهما ؟



أمير التنظيم وحفظ السر
رمزي عبد الستار، الأمير الجديد للتنظيم الارهابي، والذي بدأ أول قرار له بعد مبايعته أميرًا للجماعة بإصدار قرارًا بقتل صهره وشقيق زوجته، أبو أيوب، لرفض الأخير مبايعته على الخلافة، وعند هذا الحد يبدو الأمر منطقيًا وواقعيا في الفكر المتطرف في إزاحة كل من يعيق وصولهم لمقصدهم، وبعد انتهاء تنفيذ الحكم بالاعدام على أبو أيوب، كانت مشورة الشيخ نمير (سامح السيد)، الذراع الأيمن لرمزي ووزيره ومستشاره، بإخفاء حقيقة موت أبو أيوب، وأن يتم الإعلان عنه لأنصاره والمقربون له على أنه توفي بطلقة طائشة أثناء الاحتفال بالمبايعة، ويوافق رمزي على هذا الرأي، ليفاجئ المشاهد برمزي يروي التفاصيل الحقيقية لمقتل أبو أيوب لزوجته وشقيقة القتيل، دون تخوف من أن تفشي سره، وعلاوة على ذلك قام بإخبار نجليه (الطفلين) بالأمر على أنه سري للغاية واجب المحافظة عليه.. وهنا يثار التساؤل كيف لأمير تنظيم بهذه الخطورة يعجز عن حفظ سر في أول مواجهة بينه وبين زوجته ؟



عم حسن وكلامه الموزون
الفنان نبيل الحلفاوي (عم حسن)، مدرس التاريخ ومرجع النصائح لكل شباب المنطقة، وهو في نفس الوقت خال رمزي عبد الستار الإرهابي، جميع مبرراته في الدفاع عن الدولة والوطنية والانتماء مجرد شعارات وكلاشيهات لا تتعدى كونها وعظًا، يصيب المشاهد بالملل من كثرة التكرار، حتى انه حينما تحولت بوصلته من الحكمة الوطنية للمحب العاشق في المشهد الشهير الذي جمعه مع ريم (شيرين)، والدة خطيب ابنته، مؤكدًا لها ان الطراز المعماري للأماكن الأثرية خرج بهذه الروعة لأن من نفذوه كانوا يعملون به من منطلق الحب، ولكنه رغم تفوه وحنكته الكلامية عجز عن نفي السخرة والاجبار في التنفيذ كما في أبرز الرموز التاريخية كالأهرامات وأبو الهول، فيسأل المشاهد نفسه كيف إنسانة بشخصية ريم وضحالة فكرها يعجز المفوه عم حسن عن مجاراتها هل بسبب الحب أم أن كلامه المسجوع مسبقًا كان مجرد كلاشيهات ؟

قصة مسلسل القاهرة كابول
ومسلسل القاهرة كابول يدور حول ثلاث قصص حول المؤامرات التي تحاك ضد الوطن العربي من أعداء السلام في الفترة الأخيرة، ويجري تسليط الضوء على الجماعات الإرهابية.

ويقوم طارق لطفي بدور رمزي أحد التكفيريين خلال أحداث المسلسل، ويقدم خالد الصاوي، خلال أحداث المسلسل دور ضابط المخابرات المكلف بالقبض على طارق لطفي، وفتحي عبد الوهاب يجسد شخصية رجل الإعلام الذي يسلط الضوء على تلك الوقائع، في حين يلعب احمد رزق دور المخرج خالد عبد الرحمن الذي يتم اغتياله بأوامر من رمزي.

الجريدة الرسمية