رئيس التحرير
عصام كامل

سهرات نجوم مصر زمان في رمضان

الفنان على الكسار
الفنان على الكسار
يرتبط رمضان عند كل منا بمجموعة من الذكريات الجميلة والتى تدوم مع الإنسان مهما طال عمره خاصة وأنها ذكريات تحمل الفرحة بفانوس رمضان وصومه ولياليه، ونجوم الفن لديهم الكثير من هذه الذكريات لنتعرف على ذكرياتهم فى رمضان.


فى عددها الصادر في رمضان 1951، نشرت مجلة المصور تقريرا عن رمضان فى الوسط الفنى فى منتصف الثلاثينات بعنوان "رمضان فى الوسط الفنى".

رصد التقرير أحوال المسارح والفنانين مع اقتراب هلال رمضان، وكانت تغلق المسارح أبوابها فى الأسبوع الأخير من شهر شعبان، على عمال الزخرفة والزينة، من نجارين ونقاشين، الذين يزينون المسارح وواجهاتها استعدادا لاستقبال الشهر الكريم. 

وتستعد الفرق المسرحية لمنافسة طاحنة مع بدايات شهر رمضان من خلال عرض روايات جديدة تجذب المشاهدين الذين يقبلون على المسارح لمشاهدة العروض حتى وقت السحور.

صفحات الجرائد والمجلات تتزين بإعلانات الفرق وبرنامج كل منها والمفاجآت، التى تحملها للجمهور فى رمضان، ويبدأ كل إعلان بجملة شهيرة «احتفالا بشهر رمضان المبارك وكل عام وأنتم بخير»، ليقبل الجمهور، وكانت المسارح تضاعف عدد الكراسى نظرا لشدة الإقبال كما تعلن الكازينوهات عن برامجها حيث تقدم المونولوج والرقص والغناء وكان من أشهر هذه العروض مونولوجات شكوكو واسماعيل يس ورقصات مسارح بديعة مصابنى وببا عز الدين.

يوسف وهبى 
وعن استقبال الفنانين، أصحاب الفرق أنفسهم لهذا الشهر يقول التقرير عن يوسف وهبى، إنه لم يكن يصوم رمضان، بل كان يمتنع فقط عن تناول الطعام، لكنه لم يستطع الصوم عن السجائر والقهوة، وعند سماعه مدفع الإفطار يكون أول الجالسين على المائدة، ويصفه الكاتب بأنه كان يهجم على الطعام هجوما عنيفا ليفترس ما لذ وطاب من الديوك الرومى والدجاج، وبعد الإفطار يغادر إلى المسرح، وكان يوسف وهبى حريصا على أن يتفق مع أحد كبار المقرئين، ليتولى إحياء الشهر بتلاوة آيات الذكر الحكيم فى منزله.

محمد الكحلاوى 
الفنان محمد الكحلاوى كان يعقد سهراته مع شلته من الفنانين فى عوامته على النيل وكان يحضرها الفنانين والمنشدين وكتاب الاغانى وكانت تدور أحاديثهم حول الشعر والفن والدين وتختتم بتناول السحور .

فاطمة رشدى 
أما الفنانة فاطمة رشدى الشهير بسارة برنار الشرق فقد كانت تتفرغ تماما بعيدا عن العمل فى سهرات فقهية تستمع الى آيات الذكر الحكيم وكانت تتخفى بارتداء الجبة والقفطان وتضع فوق رأسها عمامة خضراء كبيرة وفى يدها مسبحة من الكهرمان تسبح بها طوال السهرة بحمد الله وشكره. 

نجيب الريحانى 
أما الفنان نجيب الريحانى فكان يصدر أوامره إلى جميع أفراد فرقته بعدم التدخين وشرب القهوة، احتراما للشهر الكريم، وكثيرا ما كان يدعو أفراد فرقته من فنانين وعمال إلى مآدب الإفطار الفخمة فى منزله. 

حسين رياض
أما الفنان حسين رياض فكان لا يستغنى عن لعب الدومينو الامريكانى والكونكان ويقضى معظم وقته فى مقهى بيرون بصحبة الفنان بشارة واكيم ولا يكفا عن اللعب الا حين تشطب المقهى وتغلق ابوابها.

زينب صدقى 
بينما كانت الفنانة زينب صدقى، إحدى نجمات المسرح فى ذلك الوقت، تحتفى بشهر رمضان، وكانت تسلى صيامها بزيارة المساجد وأضرحة أولياء الله، ثم تقيم مآدب ضخمة للإفطار يتحاكى عنها كل من حضرها، ويتذكرون طرائف هذه المآدب وسخائها كلما حل رمضان من كل عام. 

على الكسار 
وكان الفنان على الكسار، الذى كان فى ذلك الوقت يتربع على عرش التمثيل والفكاهة، يسافر فى شهر رمضان إلى الإسكندرية وهناك يصوم النهار وبعد الإفطار تبدأ سهراته فى إضحاك  السكندريين وفرفشتهم من فوق خشبة المسرح الذى يعمل عليه وبعد المسرح تكون السهرة مع شلة الفنانين فى قهوة الخشاف الكائنة بحى بحرى فقد كان يصوم ويصلى فى رمضان ويؤكد لأفراد فرقته أنه يقضيه بعيد عن المعاصى تماما وتذكر المجلة أن معظم أهل الفن فى ذلك العصر كانوا يتفقون مع المقرئين على إحياء سهرات رمضان، كنوع من الوجاهة.

ابو لمعة والخواجة بيجو 
الفنان محمد أحمد المصرى الشهير بأبو لمعة يقول: أحب شهر رمضان لأنه يحمل معه دائما لى كل الخير فقد ولد ابنى احمد فى رمضان ، وقدمت فى رمضان برنامجى الشهير الخواجة بيجو وأبو لمعة وهو برنامج إذاعي للفشر فى حياة البشر، وأحب فى هذا الشهر سماع القران الكريم والتواشيح الدينية من انشاد محمد الفيومى وأحب الكلمة الطيبة التى تكون سائدة بين الخلق فى هذا الشهر.

ثريا حلمى 
أما فنانة المونولوج ثريا حلمى فكانت ترتدى الجلباب والقفطان متنكرة وتحمل طبلة المسحراتى وتمر على بيوت أصدقائها وصديقاتها تدعوهم للاستيقاظ للسحور بكلمات تحمل دعابة لطيفة خاصة وأن معظم أصدقائها يقيمون فى شبه منطقة واحدة وهى مسط المدينة فى منطقة المسارح والتياترات.
الجريدة الرسمية