رئيس التحرير
عصام كامل

مستقبل العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد اعتراف بايدن بإبادة الأرمن

الرئيس التركي
الرئيس التركي
أصبحت تركيا بعد الاعتراف الأمريكي بمذابح الأرمن أمام وضع لا تحسد عليه ليس فقط بسبب اعتراف واشنطن وإنما جراء التوتر الناجم عن هذا الاعتراف مع الولايات المتحدة ما يعزز فرضية اللجوء التركي إلى بوابة إسرائيل لتكون وسيطا من شأنه تهدئة الأوضاع مع الأمريكان.


واستدعت تركيا ديفيد ساترفيلد، السفير الأمريكي لدى أنقرة، عقب اعتراف الرئيس جو بايدن بأن مذابح الأرمن إبادة جماعية في إشارة إلى حدة التوتر بين الطرفين.

رفض تركي


وكانت تركيا رفضت بشكل تام اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم السبت، بالإبادة الجماعية بحق الأرمن في العهد العثماني، وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أول تعليق له، بالقرار الأمريكي، واعتبره "تسييسا" لجدل حول الإبادة الجماعية بحق الأرمن "من جانب أطراف ثالثة".




غير أن إسرائيل لا تغيب عن المشهد في هذا الصدد خاصة بعد حديث نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق داني ايالون حول  أن دعوة وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز لحضور مؤتمر في تركيا ترمز إلى تحول في السياسة التركية تجاه إسرائيل.

تحسين العلاقات مع إسرائيل

واضاف أيالون في مقابلة خاصة لقناة أن المبادرة التركية تسعى إلى "تحسين العلاقات مع واشنطن من خلال تحسين علاقاتها مع إسرائيل".

وأشار إلى أن أنقرة تبحث عن كافة الطرق للوصول إلى واشنطن من خلال تحسين العلاقات مع إسرائيل، مضيفاً بأن تركيا تمر في عزلة داخل الشرق الأوسط لتدخلها في ملفات إقليمية كسوريا وليبيا.

على الجانب الأخر تستغل إسرائيل فكرة حاجة تركيا لها وتسعى للحصول على ورقة رابحة من الانتخابات الفلسطينية عن طريق تركيا وذلك من خلال استخدام تركيا كوسيط لدى حماس والمطالبة باستخدام أدوات الضغط ضد كبار أعضاء الحركة المتواجدين في اسطنبول مقابل تطبيع العلاقات مع أنقرة والهدف من تلك الوساطة هو استعادة أسرى إسرائيل المحتجزين لدى حماس مقابل تعزيز صورة حماس في الانتخابات أيضًا.

أحداث المذابح


تعود أحداث المذابح التي ارتكبها العثمانيون، في الشعب الأرمني وأدت لمقتل أكثر من مليون شخص، إلى أكثر من فترة زمنية، شاملة أكثر من مذبحة، كان أشهرها مذابح عام 1915، على وقع استعداد عالمي لاندلاع الحرب العالمية الأولى.

وشهدت مدة حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1842-1918م) وتسلّم الحكم ما بين عامي 1876 و1909 الميلاديين، أحداثا مختلفة، اعتبرت بحسب مؤرخين، مهد المذابح التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن.

وتطرق عبد الحميد إلى المسألة الأرمنية، في أكثر من سياق، ما يشير إلى أنها كانت في صلب سياساته واهتماماته وإدارته، حيث اعتبرها، أولا، فتنة على ملكه العثماني، واتهم الدول الغربية، بتأجيج القضية الأرمنية، لتحطيم ملكه وسلطته، مبررا البطش بالأرمن.

وفي سياق تبريره المذابح بحق الشعب الأرمني، عام 1915، قال الدكتور التركي رشيد، بدون ذكر كنيته، بحسب الوثائق الدولية، إنه على الرغم من كونه طبيباً "لكنني لا يمكنني أن أغض النظر عن قوميتي. جئت إلى هذه الدنيا تركياً، ووجد الأرمن الخونة الموضع الملائم على صدر الوطن" كما قال بوصفه لهم.

ووصف الطبيب التركي الأرمن، بالحشرات في سياق تبرير المذابح التي ارتكبت بحقهم: "إنهم حشرات، أليس من واجب الطبيب أن يقتل هذه الحشرات؟!".

الجريدة الرسمية