في ذكرى "سبتمبر الأسود".. «بايدن» يقرر تنفيذ سيناريو «تفخيخ أفغانستان» بـ«قرار الانسحاب».. وتحذيرات من عودة طالبان للحكم
«11 سبتمبر 2021».. تاريخ لن تنساه البشرية لسنوات طويلة، لا سيما أنه مرتبط بإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتى امتدت لعقدين من الزمان، على الأراضى الأفغانية، التى دخلتها على أمل إسقاط حكم «حركة طالبان».
وعد بايدن
وقطع الرئيس الأمريكى الحالى، جو بايدن، على نفسه وعدًا بانسحاب نهائى لقوات بلاده من أفغانستان قبل حلول هذا التاريخ، مصرحًا بأنه: «حان الوقت لإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا.. حان الوقت لعودة القوات الأمريكية إلى البلاد».
خطوة الانسحاب هذه التى أعلن عنها الرئيس جو بايدن، تأتي استكمالًا لما أعلن عنه الرئيس السابق دونالد ترامب قبل رحيله عن البيت الأبيض، لكن مع تمديد الميعاد الذى تم التفاوض عليه بين الإدارة الأمريكية السابقة وحركة طالبان الأفغانية فسبق أن حدد «ترامب» الأول من مايو المقبل موعدًا لسحب القوات، بينما أكد «بايدن» أن سحب القوات لا يمكن أن يتم فى ذلك الموعد، ومن المقرر أن يتم قبل الذكرى الـ20 لأحداث 11 سبتمبر التى استهدف فيها برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك ومقر وزارة الدفاع.
وكان الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتونى بلينكن، صرحا فى وقت سابق بـ«أن تواجد تلك القوات الأمريكية إلى جانب قوات حلف الناتو فى أفغانستان، كان للتعامل مع الفئات الإرهابية التى هاجمت البلاد قبل 20 عامًا، وللتأكد من أن أفغانستان لن تصبح ملاذا للإرهابيين، والآن أصبح تواجد تلك القوات لا حاجة له، خاصة أنها حققت أهدافها ووضعت حد لما ذهبت إليه وحان الآن إعادتهم إلى أوطانهم من جديد».
تمكين طالبان
تداعيات كثيرة على المستويين الإقليمى والدولى، ستترتب على خطوة الانسحاب هذه، فمنها ما قد يسرع الخطوات تجاه إقرار السلام، أو ما يجعل البلاد تغرق فى فوضى يمكنها أن تزيد من تشتت المجتمع الذى بدأت تقوى جذوره خلال العقدين الماضيين منذ تدخل قوات حلف الناتو تحت قيادة أمريكية.
وفى هذا السياق، قال أيمن سمير، الخبير فى العلاقات الدولية: قرار الولايات المتحدة الأمريكية بسحب قواتها من أفغانستان سوف يعيد البلاد إلى نقطة الصفر، وقبل نهاية العام الجارى 2021 ستتمكن حركة «طالبان» من السيطرة على الأراضى الأفغانية وإعادة البلاد مرة أخرى بؤرة لكافة الجماعات الإرهابية.
خاصة أن نشاط داعش زاد في الفترة الأخيرة فى تلك الأراضى على حساب القاعدة نظرًا لهجرة أغلب أفراد تلك العناصر، وبالتالى عدد وقوة الجماعات الإرهابية فى أفغانستان لم تقل على الإطلاق؛ لذا فالانسحاب يعد دليل فشل كامل للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، فهم لم يعيدوا الديمقراطية للشعب الأفغانى ولم تتحول ذهنية الشعب الأفغانى من ذهنية المقاتل دائمًا إلى ذهنية الشخص الذى يرغب فى البناء والتعمير والاستقرار وتأسيس عائلة حتى الآن رغم مرور 20 عامًا على تواجد تلك القوات.
ملجأ للإرهاب
الخبير فى العلاقات الدولية، توقع عودة «طالبان» مرة أخرى للحكم ـ ليس ذلك فحسب، بل وهزيمة الحكومة الأفغانية فى غضون أشهر قليلة، كما يمكن أن تعود أفغانستان ملجأ للجماعات الإرهابية بما فيها المجموعات التى تنشط فى منطقة الشرق الأوسط، لذا على الدول العربية تحديدًا ودول منطقة الشرق الأوسط أن يأخذوا حذرهم من الذاهبين والوافدين من تلك المنطقة أو المناطق المجاورة لها سواء أفغانستان أو باكستان.
وتابع «د. أيمن»: القرار الأمريكى سيؤدى إلى تعقد المشهد الإقليمى بشكل كبير للغاية، فالحكومة الحالية ربما تكون معتدلة لكن وصول طالبان للحكم يعنى انضمام أفغانستان بشكل كامل لصالح باكستان على حساب المصالح الهندية، خاصة أنه هناك صراع هندى باكستانى على أفغانستان، ويمكن أن يحسم هذا الصراع لصالح باكستان فى هذه الحالة.
ليس ذلك فحسب بل يمكن لإيران أن تستفيد هى الأخرى بشكل كبير وتحديدا من المناطق الغربية التى دومًا كانت تستعملها كمكان للمبادلات التجارية والاقتصادية، ومن ناحية أخرى يمكن أن يزيد الدور الروسى خاصة أن طالبان تلقت مساعدات كثيرة من روسيا فى الفترة الماضية، ومن ثم خروج القوات الأمريكية سيصب فى صالح روسيا التى ترغب فى إبعاد تلك القوات بعيد عن حدودها.
كما يمكن أن تصب تلك القرارات فى صالح الصين؛ لأن أمريكا تزعم أن ذلك الانسحاب من أجل التفرغ للصين وهذا الأمر سيكون بمثابة إضافة أفغانستان بالكامل لصالح باكستان التى تعد حليف قوى للصين ضد الهند، وبالتالى هذا الانسحاب يصب أيضا فى صالح روسيا والصين المنافستان للولايات المتحدة على الساحة الدولية، والتى ستصبح الخاسر الأكبر من ذلك القرار.
وأضاف: لا يمكن لأمريكا على المدى البعيد أو القريب العودة مرة أخرى إلى أفغانستان حال نشاط الجماعات الإرهابية مرة أخرى، لأن ما حدث الآن بمثابة اعتراف بالفشل الذريع للقوات الأمريكية و37 دولة شكلوا التحالف الدولى فى أفغانستان، كما أنها أنفقت ما يقرب من 2 تريليون دولار خلال تواجدها فى البلاد دون فائدة خلال 20 عامًا.
تداعيات عالمية
بدوره.. قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، جامعة حلوان: فى الوقت الحالى لا يمكن تحديد أي تداعيات لذلك القرار نظرًا لأنه مخطط له منذ فترة وليس بالأمر المفاجئ وهناك مفاوضات عديدة كمفاوضات الدوحة ناقشت الأمر.
وبالتالى لا توجد تخوفات من نشاط طالبان مرة أخرى، لأن الانسحاب فى القوات فقط وليس انسحابًا عامًّا للخبراء وغيرهم من الكيانات الأمريكية الموجودة، لكن سيكون هناك القليل من الاضطرابات.
فى حين قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية: هذا الإجراء مهم للرئيس بايدن، فسبق وأن أعلن ذلك القرار فى بداية الحملة الانتخابية الخاصة به، وجزء من مخططاته هو إخراج القوات الأمريكية من أفغانستان، وكذلك عدد من القواعد العسكرية الأخرى فى العالم حسب حجم الوجود العسكرى فى مناطق النزاعات المختلفة.
وتابع: الإدارة الأمريكية استوفت شروطها فى الانسحاب، لكن إدارة جو بايدن تريد القول بأنها جادة فى عمليات الانسحاب تاركة مستقبل أفغانستان على المحك سواء كان فى استمرار الاستقرار السياسى أو نشوب حالة من المواجهة فى هذه المنطقة، وفى كافة الأحوال هذا مؤشر إن إدارة بايدن خرجت من مرحلة الأقوال إلى الأفعال فى برنامجها بعدم عسكرة السياسية الخارجية والخروج من مناطق النزاعات كافة وليست أفغانستان خاصة.
نقلًا عن العدد الورقي...،
وعد بايدن
وقطع الرئيس الأمريكى الحالى، جو بايدن، على نفسه وعدًا بانسحاب نهائى لقوات بلاده من أفغانستان قبل حلول هذا التاريخ، مصرحًا بأنه: «حان الوقت لإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا.. حان الوقت لعودة القوات الأمريكية إلى البلاد».
خطوة الانسحاب هذه التى أعلن عنها الرئيس جو بايدن، تأتي استكمالًا لما أعلن عنه الرئيس السابق دونالد ترامب قبل رحيله عن البيت الأبيض، لكن مع تمديد الميعاد الذى تم التفاوض عليه بين الإدارة الأمريكية السابقة وحركة طالبان الأفغانية فسبق أن حدد «ترامب» الأول من مايو المقبل موعدًا لسحب القوات، بينما أكد «بايدن» أن سحب القوات لا يمكن أن يتم فى ذلك الموعد، ومن المقرر أن يتم قبل الذكرى الـ20 لأحداث 11 سبتمبر التى استهدف فيها برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك ومقر وزارة الدفاع.
وكان الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتونى بلينكن، صرحا فى وقت سابق بـ«أن تواجد تلك القوات الأمريكية إلى جانب قوات حلف الناتو فى أفغانستان، كان للتعامل مع الفئات الإرهابية التى هاجمت البلاد قبل 20 عامًا، وللتأكد من أن أفغانستان لن تصبح ملاذا للإرهابيين، والآن أصبح تواجد تلك القوات لا حاجة له، خاصة أنها حققت أهدافها ووضعت حد لما ذهبت إليه وحان الآن إعادتهم إلى أوطانهم من جديد».
تمكين طالبان
تداعيات كثيرة على المستويين الإقليمى والدولى، ستترتب على خطوة الانسحاب هذه، فمنها ما قد يسرع الخطوات تجاه إقرار السلام، أو ما يجعل البلاد تغرق فى فوضى يمكنها أن تزيد من تشتت المجتمع الذى بدأت تقوى جذوره خلال العقدين الماضيين منذ تدخل قوات حلف الناتو تحت قيادة أمريكية.
وفى هذا السياق، قال أيمن سمير، الخبير فى العلاقات الدولية: قرار الولايات المتحدة الأمريكية بسحب قواتها من أفغانستان سوف يعيد البلاد إلى نقطة الصفر، وقبل نهاية العام الجارى 2021 ستتمكن حركة «طالبان» من السيطرة على الأراضى الأفغانية وإعادة البلاد مرة أخرى بؤرة لكافة الجماعات الإرهابية.
خاصة أن نشاط داعش زاد في الفترة الأخيرة فى تلك الأراضى على حساب القاعدة نظرًا لهجرة أغلب أفراد تلك العناصر، وبالتالى عدد وقوة الجماعات الإرهابية فى أفغانستان لم تقل على الإطلاق؛ لذا فالانسحاب يعد دليل فشل كامل للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، فهم لم يعيدوا الديمقراطية للشعب الأفغانى ولم تتحول ذهنية الشعب الأفغانى من ذهنية المقاتل دائمًا إلى ذهنية الشخص الذى يرغب فى البناء والتعمير والاستقرار وتأسيس عائلة حتى الآن رغم مرور 20 عامًا على تواجد تلك القوات.
ملجأ للإرهاب
الخبير فى العلاقات الدولية، توقع عودة «طالبان» مرة أخرى للحكم ـ ليس ذلك فحسب، بل وهزيمة الحكومة الأفغانية فى غضون أشهر قليلة، كما يمكن أن تعود أفغانستان ملجأ للجماعات الإرهابية بما فيها المجموعات التى تنشط فى منطقة الشرق الأوسط، لذا على الدول العربية تحديدًا ودول منطقة الشرق الأوسط أن يأخذوا حذرهم من الذاهبين والوافدين من تلك المنطقة أو المناطق المجاورة لها سواء أفغانستان أو باكستان.
وتابع «د. أيمن»: القرار الأمريكى سيؤدى إلى تعقد المشهد الإقليمى بشكل كبير للغاية، فالحكومة الحالية ربما تكون معتدلة لكن وصول طالبان للحكم يعنى انضمام أفغانستان بشكل كامل لصالح باكستان على حساب المصالح الهندية، خاصة أنه هناك صراع هندى باكستانى على أفغانستان، ويمكن أن يحسم هذا الصراع لصالح باكستان فى هذه الحالة.
ليس ذلك فحسب بل يمكن لإيران أن تستفيد هى الأخرى بشكل كبير وتحديدا من المناطق الغربية التى دومًا كانت تستعملها كمكان للمبادلات التجارية والاقتصادية، ومن ناحية أخرى يمكن أن يزيد الدور الروسى خاصة أن طالبان تلقت مساعدات كثيرة من روسيا فى الفترة الماضية، ومن ثم خروج القوات الأمريكية سيصب فى صالح روسيا التى ترغب فى إبعاد تلك القوات بعيد عن حدودها.
كما يمكن أن تصب تلك القرارات فى صالح الصين؛ لأن أمريكا تزعم أن ذلك الانسحاب من أجل التفرغ للصين وهذا الأمر سيكون بمثابة إضافة أفغانستان بالكامل لصالح باكستان التى تعد حليف قوى للصين ضد الهند، وبالتالى هذا الانسحاب يصب أيضا فى صالح روسيا والصين المنافستان للولايات المتحدة على الساحة الدولية، والتى ستصبح الخاسر الأكبر من ذلك القرار.
وأضاف: لا يمكن لأمريكا على المدى البعيد أو القريب العودة مرة أخرى إلى أفغانستان حال نشاط الجماعات الإرهابية مرة أخرى، لأن ما حدث الآن بمثابة اعتراف بالفشل الذريع للقوات الأمريكية و37 دولة شكلوا التحالف الدولى فى أفغانستان، كما أنها أنفقت ما يقرب من 2 تريليون دولار خلال تواجدها فى البلاد دون فائدة خلال 20 عامًا.
تداعيات عالمية
بدوره.. قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، جامعة حلوان: فى الوقت الحالى لا يمكن تحديد أي تداعيات لذلك القرار نظرًا لأنه مخطط له منذ فترة وليس بالأمر المفاجئ وهناك مفاوضات عديدة كمفاوضات الدوحة ناقشت الأمر.
وبالتالى لا توجد تخوفات من نشاط طالبان مرة أخرى، لأن الانسحاب فى القوات فقط وليس انسحابًا عامًّا للخبراء وغيرهم من الكيانات الأمريكية الموجودة، لكن سيكون هناك القليل من الاضطرابات.
فى حين قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية: هذا الإجراء مهم للرئيس بايدن، فسبق وأن أعلن ذلك القرار فى بداية الحملة الانتخابية الخاصة به، وجزء من مخططاته هو إخراج القوات الأمريكية من أفغانستان، وكذلك عدد من القواعد العسكرية الأخرى فى العالم حسب حجم الوجود العسكرى فى مناطق النزاعات المختلفة.
وتابع: الإدارة الأمريكية استوفت شروطها فى الانسحاب، لكن إدارة جو بايدن تريد القول بأنها جادة فى عمليات الانسحاب تاركة مستقبل أفغانستان على المحك سواء كان فى استمرار الاستقرار السياسى أو نشوب حالة من المواجهة فى هذه المنطقة، وفى كافة الأحوال هذا مؤشر إن إدارة بايدن خرجت من مرحلة الأقوال إلى الأفعال فى برنامجها بعدم عسكرة السياسية الخارجية والخروج من مناطق النزاعات كافة وليست أفغانستان خاصة.
نقلًا عن العدد الورقي...،